فجرت الكاتبة الصحفية الكبيرة فريدة الشوباشى قنابلها بالهجوم على بعض الرموز السياسية والدينية وإعمالا بحق طرح الرأى والرأى الأخر نفند تصريحاتها فى إطار النقد المباح.
فريدة الشوباشى هاجمت الشيخ محمد متولى الشعراوى وهذا أثار ردود أفعال قوية فى الشارع المصرى وربما العربى والغربى .. وتلقفت الهجوم وسائل إعلام معادية أو فى أحسن تصنيفاتها"مغرضة" وراحت تروج بأن إعلاميين مصريين يهاجمون رموز الدين وأن الدولة المصرية تحارب الاسلام.
واشتعلت وسائل التواصل الاجتماعى بآراء فى اكثرها مؤيدة للشيخ وهذا طبيعى ومنطقى إذ لا يخفى على فريدة الشوباشى وجميع المثقفين بأن المزاج العام المصرى يقدس الرموز الدينية فما بالك لو كان الرمز هو محمد متولى الشعراوى.
وكان مثيرا أن تجاهلت الكاتبة الكبيرة كل هذا الغليان فى الشارع وتجاهلت آثار تصريحاتها السلبية على التماسك المجتمعى وخدمة العدو الذى يتهم الحكومة بمعاداة الإسلام وأكدت الكاتبة اقتناعها بالهجوم العلنى على الشعراوى وتعدد الزوجات بل وراحت إلى ما أبعد من ذلك عندما وصفت الحملة عليها بالمدبّرة والمرتبة ورفعت شعار أن حب مصر ليس جريمة وهى صادقة جدا لكنها نسيت أو تناسيت أن السلام الاجتماعى وعدم ضرب اليقين والاقتناع بالثوابت والسلام الاجتماعى والبعد عن الفتنة هو درجة أرقى وأسمى للتعبير عن حب الوطن.
الكاتبة التى ربما هاجمت منتقدى الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ومن قبله أحمد عرابى كان عليها أن تعلم وهى تعلم بالفعل أن الرموز الدينية أهم بكثير من الرموز السياسية.
وأرجعت الشوباشى سبب هجومها على الشعراوى إلى انه سجد لهزيمة مصر مصر فى 1967، وهذا تصرف من الشيخ يبدو منبوذا فعلا لكنها نسيت أنه سجد بعد نصر 1973 وأنه سجد فى المرة الأولى باعتباره رجل دين يكره الشيوعية التى كانت تحكم مصر فى زمن عبد الناصر أو هكذا تخيل وسجد فى المرة الثانية لأن النصر تم تحت شعار"الله أكبر" وهذا موقف يتناسب مع طبائع رجال الدين مسلمون ومسيحيون اللذين يرجعون الفضل كله لله.
ودعونا لا نتعمق فى سجود الشعراوى باعتباره من الماضى لا يفيد نقاشه اليوم ولا يحقق إلا الشقاق والضغينة وضعف التماسك المجتمعى خلف الدولة التى أعلنت مرارا وتكرارا احترامها للأديان .. وأتساءل : ما الذى يفيد الوطن الذى تعشقة فريدة الشوباشى ونعشقه معها بطبيعة الحال ويعشقه كل المصريين ، من طرح قضايا تحدث جدلا لا طائل من ورائه ؟ لا شئ بطبيعة الحال.
فريدة الشوباشى ربما عندما هاجمت الشعراوى استندت إلى عدم تقديس البشر والشعراوى من البشر وأنا اتفق معها لو أن ما نهاجمه لا يثير الغضب أو يثير غضبا ملحوقا بمنفعة عامة لكن لماذا هاجمت الكاتبة تعدد الزوجات؟ ألم يقر الاسلام التعدد؟ ثم هل قضية التعدد ظاهرة فى المجتمع المصرى الذى يعانى فيه الرجل من الإنفاق على زوجة واحدة؟.
تقول الشوباشى فى الرد على مهاجميها ان رأيها فى تعدد الزجات شخصى وهى ربما نسيت أنها لا تتحدث فى شأن سياسى يؤخذ منه ويرد ونسيت أنها تعبث فى قنابل موقوتة.
الأستاذة الفاضلة فريدة الشوباشى: مؤكد نما إلى علمك من العامة على الأقل تساؤلاتهم عن عدم هجومك على رجل الدين المسيحى؟ ومؤكد ان احد اتهمك بأنك ترغبين فى اثارة الزوابع للفت الانتباه أو أنك "تسايرين الموضة" باعتبار الهجوم على الدين أحد أبرز علامات التحرر .. مؤكد سمعتى ها الكلام الذى لا أوافق عليه بطبيعة الحال ، لكن وأنت كاتبه كبيرة كيف نسيت خطورة العبث فى كل ما يتعلق بالديانات؟
مؤكد انك نسيتى أن كل المهاجمين لرجال الدين المسيحى والإسلامى حصدوا التشويه والكراهية من الشعب المصرى وبقى رموز الديانتين فى عنان السماء فلا انتصر المهاجمين على الأنبا مكارى ولا انتصر مهاجمى شيخ الأزهر الشريف ولا انتصر حتى سالم عبد الجليل حين انتقد المسيحية ولا انتصر مكارى حين هاجم الاسلام .. ماذا يعنى هذا ؟ يعنى أننا خاسرون أمام رموز الدين أى دين وأنا أنأى بك وأنت أستاذة كبيرة وأطالبك بالابتعاد عن المناطق الشائكة التى لا تحقق أدنى منفعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة