توصلت دراسة حديثة إلى عدد من النصائح وجهت إلى إدارة الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، حول ضرورة التعامل الجديد مع إيران فى إطار تداعيات استراتيجيته الأخيرة تجاه إيران بخصوص خطة العمل الشاملة المشتركة، مؤكدة أنه على ترامب أن يتجنب تصديق الأساطير التى يروج لها البعض حول الاتفاق.
ورأت الباحثة ماهسا روحى، الخبيرة فى الشؤون الإيرانية بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة الأمريكية، أن الرئيس دونالد ترامب سحب مؤخرا التصديق على الاتفاق النووى مع إيران والمعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، وهو ما يجدد النقاش حول المزايا التى أفرزها الاتفاق، وكنتيجة لتحرك ترامب، كُلف الكونجرس الآن بتحديد الخطوات الحاسمة التالية، بشأن ما إذا كان سيعيد فرض عقوبات على إيران أم لا.
ماهسا روحى
وأوضحت الباحثة الأمريكية من أصول إيرانية فى دراستها المنشورة أمس الثلاثاء فى مجلة "ناشيونال إنترسيت"، أن السيناتور بوب كوركر، عضو مجلس الشيوخ الأمريكى، أصدر بيانا دعا فيه إلى بذل جهد من الحزبين الديمقراطى والجمهورى نحو "إصلاح الصفقة مع إيران".
ورأت أن تقييمات الاتفاق النووى الإيرانى المعيبة تتركز على خرافتين وهما أنها ساهمت فى زيادة السلوك الإقليمى العدوانى الإيرانى، وأن بنود الغروب قللت من قيمتها الحالية.
وتوصلت روحى إلى أنه فيما يتعلق بالخرافة الأولى، يرى الكثيرون فى واشنطن أن خطة العمل المشتركة أطلقت العنان لإيران فى المنطقة، وأن إدارة أوباما قد جمحت ردودها لتفادى تعريض المفاوضات والاتفاق النهائى للخطر. ومع ذلك، فإن الفحص الدقيق للتطورات الإقليمية الأخيرة منذ خطة العمل الشاملة يكشف عن صورة مختلفة.
ودللت على رأيها بالقول: "إن النطاق المتغير - لنفوذ إيران المتزايد ومشاركتها فى الشؤون الإقليمية - لا علاقة له ببرنامج العمل المشترك. وإذا كان هناك أى شىء، فإن خطة العمل المشتركة تحولت إلى استراتيجية إيران للسياسة الخارجية فى اتجاه أقل حزما، لأن إيران تصرفت بمزيد من القوة للحصول على مزيد من النفوذ خلال مفاوضات الاتفاق النووي. كما يفسر الرد الأمريكى على إيران بشكل أفضل بالتغييرات فى استراتيجية الولايات المتحدة".
ونوهت إلى أن إدارة أوباما، حولت تركيز الاستراتيجية الأمريكية الكبرى نحو آسيا قبل أن تبدأ المفاوضات على الإطلاق. وعلاوة على ذلك، كان الرئيس أوباما مهتما بتجنب تصاعد الصراع والحرب، فضلا عن تقليل المشاركة الأمريكية فى الشرق الأوسط، ويرجع ذلك فى معظمه إلى البيئة السياسية المحلية مع تزايد عدد الجمهور الأمريكى المتزايد القلق من التدخلات الأمريكية فى الشرق الأوسط. على الرغم من خطاب ترامب الطويل الذى ذكر فيه مرارا أنه لا يريد أن يبدأ حربا أخرى فى الشرق الأوسط)، وعلى الرغم من أنه سيكون من الصعب الاعتراف به، فى هذه المرحلة، فإن ميوله أقرب بكثير من الرئيس أوباما مما هى عليه تجاه جورج دبليو بوش.
روحانى
أما الأسطورة الثانية حول خطة العمل الشاملة المشتركة فتنطوى، من وجهة نظر الباحثة، على ما يسمى بـ"بنود الغروب". ويقول منتقدو الاتفاق بما فى ذلك أعضاء الكونجرس إن بنود الغروب هى عيوب رئيسية فى الصفقة، لأن بعض القيود المفروضة على البرنامج النووى الإيرانى ترفع تدريجيا - معظمها من عشرة إلى خمسة عشر عاما بعد التنفيذ الأولى للصفقة.
ويقول هؤلاء المنتقدون إن الاتفاق "جعل إيران على حافة الامتلاك النووى"، ويقولون إن خطة العمل الشاملة المشتركة "الاتفاق النووى" لا تذهب بعيدا بما فيه الكفاية وأن أحكامها يجب أن تكون دائمة.
ولكن رفع هذه القيود ليس وشيكا؛ فثمة ثمانى سنوات أو أكثر فى المستقبل، فى عام 2025، الأمر الذى يثير التساؤل: ما هى الأمور الملحة اليوم التى تستحق تفكيك صفقة تمنح جميع الأطراف من ثمانية إلى عشر سنوات لمناقشة المسائل المتعلقة برفع القيود وإيجاد حل؟
لقطة ما بعد الاتفاق النووى
ونصحت الباحثة بأنه ينبغى أن نتذكر أن خطة العمل الشاملة المشتركة، حسب الصياغة التى كتبت بها، لم تكن معاهدة أو صفقة لضمان الأمن للجميع، وفى كل الأحوال لم تكن الصفقة لتسوية حرب أو اتفاق حول ترسيم الحدود، بل هى اتفاق تقنى دقيق ومفصل.
وخلصت إلى أن الواقع هو أن أحد المقاصد الرئيسية لهذا الاتفاق هو إتاحة الفرصة لجميع الأطراف لبناء الثقة المتبادلة وتعزيز الحوار بحيث يمكن عند الضرورة التفاوض بشأن المخاوف والشواغل الجديدة أو القديمة ما يؤدى إلى اتفاقات إضافية محتملة فى المستقبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة