علا الشافعي تكتب: القاهرة السينمائى فى دورته الـ 39.. بداية قوية رغم الصعاب

الجمعة، 24 نوفمبر 2017 11:00 م
علا الشافعي تكتب: القاهرة السينمائى فى دورته الـ 39.. بداية قوية رغم الصعاب علا الشافعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عام واحد ويبلغ مهرجان القاهرة السينمائى عامه الـ 40، وهو رقم لو تدركون في تاريخ المهرجانات عظيم.. مهرجان القاهرة والذي شهد على مدار تاريخه والرؤساء الذين تولوا مسئوليته الكثير والكثير بدءا من حضور أهم النجوم من هوليوود وبوليوود وأوروبا وأمريكا اللاتنية، وأفلام لا تنسى من إبداعات الكبار والمواهب الواعدة في السينما العالمية، والعربية والمصرية على حد سواء.

أماكن شهدت الكثير من التجمعات السينمائية لنجوم ومخرجين وصناع سينما التقوا معا في فيلم أو حفل.. نعم مهرجان القاهرة يملك تاريخا مشرفا، كان بالنسبة للكثيرين عيد للسينما نشهد مظاهره في سينمات وسط المدينة، نجري من دار عرض لأخرى لنشاهد فيلما أو نجما نحبه، نتعرف إلى مخرج واعد يقدم تجربته الأولى، وبعدها يصبح ضيفا عزيزا على المهرجان يعتز بأن بدايته كانت من هنا من القاهرة.

وخلال هذا المشوار الممتد مر المهرجان بالكثير من الأزمات والعثرات، والتخبط في محاولة لصنع هوية تخصه وتميزه.. كثيرا ما وقفنا إلى جوار المهرجان وقمنا بتدعيمه ولا نزال، لأنه المهرجان الأم، ولكن هل يعنى ذلك أنه لا يحق لنا أن ننتقده؟ بالتأكيد لا خصوصا وأن اي إدارة واعية للمهرجان يجب أن تدرك أن ذلك لصالح المهرجان ولخاطر تطويره، بعيدا عن التشكيك في نوايا البعض، ولكن الشىء الذي يجب أن يدركه الجميع أن بقاء واستمرار القاهرة يَصْب في النهاية لصالح كافة المهرجانات الأخرى والتى تقام في مصر.. وأن مهرجان القاهرة يستحق العناء وأن نقف وراءه دائما، احتراما لتاريخه.

 

وإذا كانت الدورة الـ 39 للمهرجان-( ٢١ نوفمبر وحتى ٣٠)_ شهدت هنات تنظيمية وأهمها بالنسبة لي ما حدث مع فيلم الافتتاح " الجبل بيننا" للمخرج هانى أبو أسعد حيث لم  تكن الصالة مهيأة هندسيا لاستقبال الفيلم.. ولا أعرف كيف فات على مسئول العروض في إدارة المهرجان التأكد من جاهزية الصالة والعرض لأن وفِي تقديرى هذا جزء أصيل ومن صميم عمل إدارة المهرجان بعيدا عن دور الراعي الرسمى، فهل تركت إدارة المهرجان الأمر برمته عليهم أم تخلت طواعية عن جزء أصيل من دورها، وهو ما  سنكتشفه في الأيام المقبلة ـ  فهذا الخطأ تداركته إدارة المهرجان والراعي الرسمى، حيث أرسل بيانا يحمل اعتذارا عما حدث ( لم يصل لكل الصحفيين والإعلاميين ) كما تم تنظيم عرض خاص للفيلم بسينما الزمالك بحضور نجوم ومخرجين مصريين وعرب.

صاحب الجنة الآن في هوليوود

هانى أبو أسعد من الأسماء اللامعة، في السينما الفلسطينية والعربية والعالمية أيضا خصوصا بعد حصول فيلمه" الجنة الآن" على "الجولدن جولوب "لأحسن فيلم أجنبي وفيلمه "عمر" على جائزة لجنة التحكيم في مسابقة نظرة ما بمهرجان كان السينمائى الدولي 2013.

 

اليوم هانى يقدم تجربته الأولى مع واحد من كبريات الاستوديوهات  والشركات في هوليوود وهى " فوكس" ومع اثنين من أهم نجوم السينما البريطانية والعالمية، وهما "كيت وينسلنت" وإدريس البا..هل هذا أمر مهم، بالطبع وحدث يستحق التوقف عنده، ولكن السؤال الأهم ماذا فعل أبو أسعد عندما تعامل مع فوكس؟  هل تعامل من منطقته الخاصة وأسلوبه ؟ ام أنه رضخ للمعايير والتوليفات التجارية الهوليوودية المعتادة؟ هانى حتى في سينماه يغلب عليه الحس الشعبوي، (وهو امر لا ارفضه لان السينما في الاساس هي فن شعبوي) ولكنه كان يملك منطقة خاصة جدا وشديدة المحلية، كانت تكسب سينماها روحا تميزها، وهي الروح التى افتقدها تماما في تجربته الأولى بالسينما الأمريكية، ما أقصده أن كبار المخرجين من السينما الأوروبية تحديدا معظم من قدم منهم تجارب في هوليووود، انطلق من أسلوبه وما يميز سينماه، ولم ينجر إلى التركيبة التجارية التى تميز أغلب الأفلام التجارية .

 

قصّة الفيلم مأخوذة عن الرّواية ذا ماونتن بيتوين أس (The Mountain Between Us)، الّتي صدرت في 28 يونيو عام 2011 للكاتب الأمريكيّ تشارلز مارتن (Charles Martin) لكن مع اختلاف اسمي البطلين بينهما.. حيث أطلق عليهما الكاتب تشارلز في روايته اسمي بين باين (Ben Payne) وآشلي نوكس (Ashley Knox)، بينما في الفيلم الجّديد بن وباس (Ben Bass) وآليكس مارتن (Alex Martin).

حيث يلتقى كلّ من الدّكتور بن باس والمصوّرة الصّحفيّة آليكس مارتن في أحد مطارات الولايات المتّحدة الأمريكيّة بعد أن تمّ إلغاء رحلتهما بسبب سوء الأحوال الجّويّة، ليضطّرا إلى استئجار طائرة خاصّة معاً، على الرّغم من عدم معرفتهما ببعضهما البعض إلّا أنّهما لم يتوقعا المصير المأساويّ والكارثيّ الّذي ينتظرهم ..هوت الطّائرة بكلّ من بن وآليكس بفعل الطّقس الرّديء، ليجدا نفسيهما في جبال بريّة نائية مغطّاة بالثّلوج الكثيفة تُعرف ببراري وينتاس العالية (High Uintas Wilderness) في شمال ولاية يوتاه (Utah) الأمريكيّة.

لتبدأ بعد ذلك رحلة البحث عن النّجاة في ظلّ الظّروف الكارثيّة الصّعبة، تيمة الفيلم تحمل الكثير من التساؤلات حول الإنسان والطرق التى يسير فيها، وكيف أنك تكون في اتجاه لتتغير الظروف والمواقف وتجد نفسك أمام اتجاه مغاير تماما  ويرفض داخلك التغيير، وتظل تقاومه لفترة، ان تكتشف نفسك وروحك مع شخص لا تعرفه فقط تضعه الصدفة في طريقك، وهي تيمه مميزة ..سبق تقديمها في معالجات أخرى وكانت جديرة بصناعة فيلم شديد الرومانسية لو تم الاشتغال علي السيناريو وتفاصيله أكثر لذلك  تظل تجربة  هانى أبو أسعد في السينما الامريكية هي خطوة هامة، أضافت له_ رغم تواضع مستوي الفيلم - ولكن الاهم هو خطوته التالية فهل يستعيد أبو أسعد روحه السينمائية في فيلمه الهوليوودي  المقبل.؟

فيلم "اختفاء"  مفارقة القسوة والرقة 

في عروض اليوم الأول للمسابقة الرسمية جاء فيلم اختفاء مبشرا، بما تضمه مسابقة الدورة الـ 39 من أفلام تستحق التوقف عندها، اختفاء" إنتاج مشترك بين هولندا والنرويج ومن إخراج بودوفين كولو الذي تدور احداثه في النرويج يحمل الكثير من جماليات الفن السينمائي ومخرجه يعطي درسا لمن يرغب في دراسة السينما بمعنى كيف تحكى دون ان تكون هناك ثرثرة سينمائية، وكيف ترسم كادراج الفيلم لقطة_ لقطة  لتتناغم كل عناصره من مونتاج وشريط صوت شديد التميز، ويحكى ويطور دراما الفيلم وشخصياته، والصراع الذي يدور داخل كل منها..حيث كان شريط الصوت في الكثير من المشاهد دورا هاما وحل بديل عن الحوار التقليدي، وأيضا كيف تصيغ حوارا سينمائيا مكثفا وشديد الذكاء، كل جملة تقال في مشهد ستجد لها مردودا سينمائيا في مشهد اخر ..وكيف تتناغم حتى طبيعة المكان مع  باقي العناصر الفنية لتشكل سحر خالص.اختيار الممثلين وانضباط ألأداء تدور أحداثة حول ام عازفه بيانو شهيرة، وابنتها التى تعمل مصورة فوتوغرافية.

 

وهي العلاقة التى تملك كثير من التنافر، تبدو الأم قاسية شديدة البرودة في التعاطي والتعامل مع ابنتها التى جاءت لتزورها،بعد غياب لأكثر من عام..ونعرف أن السبب يرجع الي أن الابنة تركتها وهي صغيرة، في سن الثامنة واختارت أن تعيش مع والدها بعد انفصال والديها ، ليس ذلك فقط بل ان الابنة تركت ابنها المراهق لوالدتها لتنطلق هي في حياتها _ وبالطبع  تفاصيل حياة الجدة  وحفيدها مرسومة بدقة كل شئ يخضع للنظام _ حيث تقوم هي بتدريس الموسيقي لصغار السن ( ولا عجب فهى قد تربت في مدرسة داخلية ارسلها لها والديها وهي صغيرة )_ وجزء كبير في حياتها قضته في التنقل من بين عواصم المدن لتشارك في كبريات الحفلات علي أهم مسارح العواصم الأوربية، ومابين قيامها بتعليم الموسيقي ورعاية حفيدها وكلابها .. لا شئ خارج السيطرة، ما عدا ابنتها .. يختلفان كثيرا لدرجة ان الابنة كثيرا ما تذهب دون ان نودعه في ظل ثورة غضبها الدائمة من  والدتها.. ولكن زيارة الابنة المصورة والمنطلقة والمحبة للحياة تختلف هذه المرة فهي جاءت لتخبرهما انها مريضة بالسرطان وان المرض انتشر في جسدها وكيف تستقبل الام ذلك في ظل هذه العلاقة المعقدة. . وكيف ستذوب قشرة القسوة تلك لتكتشف كل منهما الاخري وكيف ستصحب الام ابنتها لتختفي خصوصا وانها ترفض العلاج بالكيمائي فيلم "اختفاء" يستحق مشاهدته أكثر من مرة.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة