شهد مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الـ39 عرض فيلم المخرج الفلسطينى هانى أبوسعد، The Mountain Between Us، بطولة النجمة العالمية كيت وينسلت، وهو العمل الذى حقق إيرادات فى شباك التذاكر حول العالم وصلت إلى 54 مليون دولار أمريكى.
وتدور أحداثه فى يوم تجتاحه عاصفة ثلجية، حيث يلتقى غريبان هما كيت وينسلت وإدريس ألبا، وينتظران رحلة فى مطار مدينة سولت لايك، ولكن الأجواء باردة ولا توجد طائرات، فتقترح وينسلت وتجسد دور آشلى نوكس، مصورة، على إدريس إلبا الذى يجسد دور الطبيب بن باين، تأجير طائرة خاصة، وذلك بسبب استعجالها للوصول إلى منزلها بسبب زفافها، ولكن تتعرض الطائرة للسقوط نتيجة أزمة صحية يتعرض لها الطيار ويدخل كل من كيت وإدريس فى صراع مع البقاء، وهو العمل الذى يشارك فى بطولته كل من ديرموت مولرونى وبيو بردجيس ولوسيا والترز ووليد زعيتر ولى مجدوب ومارسى تى هاوس وناتاشا بورنت وآندريه جوزيف.
«اليوم السابع» ألتقت المخرج هانى أبوأسعد الذى عرض كواليس اسناد مهمة إخراج الفيلم وتعاونه مع كيت وينسيلت وإدريس ألبا واستقبال جمهور مهرجان القاهرة السينمائى للفيلم وردود أفعالهم على العمل..وإلى الحوار:
فى البداية كيف وجدت ردود الأفعال على عرض فيلمك The Mountain Between Us بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى؟
- حقيقة وجدت أن أغلب ردود الأفعال التى وصلتنى بعد عرض الفيلم كانت صادقة وجيدة وأعطانى هذا الأمر شعورا جيدا، من المؤكد أن هناك البعض الأشخاص لم يحبوا الفيلم وهو أمر طبيعى وشرعى فلا يجتمع الجميع على عمل واحد أو رأى واحد تجاه فيلم سينمائى.
ولماذا اخترت هذا النص الأدبى لتقديمه فى الفيلم؟
- لأكثر من سبب أولها هو فكرة الدمج بين قصة صراع البقاء وقصة حب، وهو ما لم يحدث فى فيلم سينمائى من قبل إلا من خلال فيلم African queen الذى قدم عام 1951، إضافة إلى أننى وجدت فى القصة شيئا أصيلا، وأحببت القصة والدراما بيها، لأنها قوية ومختلفة عن قصص الحب العادية، لأن الحب هو ما يجعلنا نظل مع بعضنا وهو من يجعلنا نحاول البقاء من أجل من نحب.
كيف جاء تعاونك كمخرج عربى ولأول مرة مع ستوديو Fox العالمى؟
- شركة فوكس هى من اختارنى لتقديم الفيلم وأرسلوا لى «سكريبت» الفيلم وقراته وأبديت رأى بها ووضعت عليه ملاحظاتى وأعجبوا هم برد فعلى عليه وعلى الملاحظات التى قدمتها، ثم قاموا بعد ذلك بتطوير «الأسكريبت»، وطلبوا منى تنفيذه على ذوقى، ولكن ليس بحرية كاملة وإنما بشكل توافقى يرضى جميع الأطراف.
كيف كانت أول مقابلة جمعتك بالنجمة كيت وينسلت وما انطباعك عنها؟
- كيت وينسلت «كتير مرحة ومتواضعة» فبعض النجوم وغالبا قليلى الموهبة منهم تجدهم متعالين ويخفون ضعفهم وقلة موهبتهم وراء قناع النجومية وهؤلاء صعب التعامل معهم، أما كيت فهى تستمع الكلام جيدا وتتعامل باحترافية واحترام وهو يعود، لأنها عملت مع كبار مخرجى العالم منذ بدايتها، وقبل أن تصور معى الفيلم كانت تقدم فيلم مع المخرج «ودى ألن»، وعليه يمكن تخيل إلى أى مدى لدى كيت خبرة، وإلى أى مدى تحترم المخرج ووجهة نظره، فهى ليست من النجمات التى تعمل من أجل الأموال فهى لديها القدرة على اختيار المخرجين التى تتعامل معم ولها نظرة فى ذلك، وبالتالى تحترم المخرج وتحترم العمل التى أمنت به.
وهل كان هناك فرصة لإسناد البطولة لممثل عربى؟
- كان ذلك صعب لأن جهات الإنتاج تضع معايير إنتاجية لكل نجم وبالتالى تقدر الميزانيات على حسب نجومية وقدر البطل، فلو كان بطل العمل «ليو» فلا مشكلة من وضع ميزانية للفيلم تصل إلى 100 مليون دولار وقياسيا على ذلك باقى النجوم كل منهم حسب نجوميته وقدره، وبالتالى أى نجم عربى لن يتوافق مع تلك المعايير.
كيف استطعت تصوير الفيلم فى ظل أجواء البرد القارس؟
- فيلم The Mountain Between Us من أصعب الأفلام إلى صور تها فى حياتى، حيث كنا نصور فى درجة حرارها وصلت إلى- 38، ولما تحسن الجو وصلت إلى - 4، فالظروف كانت قاسية جدا وكل فريق العمل كان مجبرا على التعايش مع الأجواء لتصوير العمل، ولكن أجد أنه لا يوجد مشكلة فى أن يتعب الفنان قليلا فى سبيل أن يخرج العمل بشكل جيد، والفترة التى صورنا فيها الفيلم فى تلك الأجواء لم تكن طويلة وإنما وصلت إلى شهرين فقط، لكن البرد يشعرك أنك حصلت على ضربة موت فى كل يوم يمر عليك هناك.
وهل الإفيهات التى قدمت بالعمل وجاءت على لسان كيت وينسيلت كانت من ضمن لمساتك بالفيلم؟
- نعم أضفت عددا من الإيفهات قالتها كيت وينسيلت فى العمل وهو من إضافاتى على الأسكريبت.
وهل استطعت أن تضيف للفيلم من روحك مثلما حدث من قبل فى أعمالك السابقة؟
- لم أستطع أن أضع روحى بالفيلم مثلما حدث من قبل فى أفلامى لأن ذلك غير مقبول فى السينما الأمريكية فهم حريصون على تنفيذ ما يضمنوا به أن الفيلم لا يقدم للنخبة فقط وإنما يقدم للجمهور العريض، لأنهم وضعوا ميزانية وصلت إلى 44 مليون دولار، وبالتالى هم يحافظون على نوعية الأفلام التى تلقى قبولا وتليق مع ذوق الجمهور الأمريكى، وكل ما استطيع أن أقوله إننا قدمنا العمل بنظرة توافقية بحيث يكون كل منا مبسوط وسعيد بطريقة عمله، ومن المؤكد أنه على الشخص أن يفكر فى الجمهور العريض ولا يتركه للأفلام السخيفة، فعلى الأقل فيلمى به مضمون وقصة حب بين عرقين مختلفين.هل ضايقتك مقارنة الصحافة العالمية للفيلم مع فيلم تايتانك باعتبار أن الاثنين قصص صراع من أجل البقاء؟
- لا.. أنا من الفنانين أو السينمائين الذين يتركون العمل للجمهور يحكم عليه كيفما يشاء، من منطلق ليبرالى، خاصة أننى لا أستطيع أن أسيطر على عقول
الجمهور فهو أمر مستحيل ولكننى أضع المرآة أمام الناس، ولا أجد مشكلة فى النقد أو المقارنة مع أى فيلم آخر ومن لم يعجب بالفيلم يظل صديق.- الفترة التى عشتها فى هولندا أضافت لى الكثير من الثقافة، ولكنى أقدم نفسى كمخرج فلسطينى هذا أصلى وأعتز بكونى فلسطينى.
من وجه نظرك هل ترى أن الفن رسالة أم أن الفن يجب أن يكون للفن وفقط؟
- الفن للفن مصطلح ظهر فى عام 1800، وكان ذلك رد فعل على الفن الذى تأمر مع السلطة والكنيسة وقتها حيث كانوا يستخدمون الفن فى الترويج لأفكار السلطة والكنسية، وبالتالى الأمر كان رد فعل على موقع معين فى زمن معين، أما نحن الآن نعيش فى نظام ليبرالى لا تكون سلطة، والإنسان هو أعلى سلطة، هو الذى يقرر إ ن كان ما يقدم فنا أم لا.
وكيف ترى مستقبل الوطن العربى فى ظل الأجواء الملتهبة التى تحيط به من كل جانب؟
- حاليا العرب فى هبوط على كل المستويات، ولكن التاريخ يقول إن هذا الهبوط من المؤكد سيؤدى إلى صعود وهو ما حدث فى أوروبا فهى خاضت حربين ولكنها بقيت وأصبحت ما هى عليه الآن، كذلك أمريكا كانوا يذبحون بعضهم البعض، وأعتبر الوطن العربى فى مرحلة مخاط وسيخرج منها أفضل حالا.
دائما ما تردد اعتزازك بالسينما المصرية وفى مهرجان قد أهديت فيلمك لمصر وحتى بمهرجان القاهرة ذكرت أهمية السينما المصرية.. فما السر وراء ذلك؟
- السينما المصرية هى أمى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة