تستعد الأطراف السورية للدخول فى عملية تفاوضية فى العاصمة جنيف وسط ترقب إقليمى ودولى أملا فى نجاح تلك الجولة التفاوضية فى إحداث اختراق سياسى فى الأزمة المعقدة، ونجحت المعارضة السورية فى توحيد صفوفها فى مؤتمر "الرياض -2" قبيل انطلاق مفاوضات "جنيف - 8" المقرر لها الثلاثاء المقبل، وبتوحيد صفوف المعارضين السوريين وضم البند الخاص بـ"مكافحة الإرهاب" ضمن السلال أو الملفات التى من المقرر مناقشتها تنتهى ذرائع الحكومة السورية فى العملية السلمية.
ومن المقرر أن تشد المعارضة السورية رحالها إلى العاصمة جنيف للدخول فى عملية تفاوضية جدية لإحداث اختراق للأزمة السورية التى دخلت عامها السادس دون الوصول إلى أى أفق سياسى، ومن المقرر أن تبحث العملية التفاوضية السلال الأربع وهى الحكم الانتقالى والدستور والانتخابات ومكافحة الإرهاب.
ودعا المبعوث الأممى إلى سوريا ستيفان ديمستورا، يوم أمس السبت، وفد المعارضة السورية الموحد والمشكل فى الرياض إلى جولة جديدة من اجتماعات جنيف، لإجراء محادثات مع الحكومة السورية يوم الثلاثاء المقبل، دون الحديث عن طبيعة هذه المحادثات فى حال كونها مباشرة أو غير مباشرة.
وأكد ديمستورا، فى بيان له أنه أطلع على مخرجات الاجتماع الموسع الثانى للمعارضة السورية، المنعقد فى الرياض برعاية المملكة العربية السعودية، والذى جمع أطياف المعارضة من داخل وخارج سوريا .
وأضاف البيان، أن المبعوث الأممى إلى سوريا أحيط علما بشكل خاص باستعداد وفد المعارضة بالذهاب للتفاوض فى جنيف دون شروط مسبقة وأن تطبيق قرارات الأمم المتحدة ذات الصِّلة هى المرجعية الوحيدة للمفاوضات.
وكان المبعوث الأممى إلى سوريا ستيفان ديمستورا، قال أول أمس الجمعة، أن الدستور الجديد سيكون أحد أهم قضايا المحادثات فى جنيف الأسبوع المقبل.
وتمكنت المعارضة السورية من تشكيل وفد موحد يضم الكيانات السياسية وممثلين عن الفصائل المسلحة فى الرياض وتم انتخاب نصر الحريرى رئيسا لوفد هيئة التفاوض السورية وخالد المحاميد وجمال سليمان – منصة القاهرة للمعارضة السورية – نوابا لنصر الحريرى، ومن المنتظر أن تنطلق الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف بشان سوريا فى يوم الثلاثاء المقبل.
وعقدت سبع جولات من المحادثات بشان الأزمة السورية فى العاصمة جنيف ولم يصدر أى قرار لحل الأزمة ولم تسفر عن نتائج.
واقتصرت اللقاءات على مناقشة 4 سلات وهى الحكم الانتقالى، والدستور، والانتخابات، ومكافحة الإرهاب فى ظل خلافات بين المشاركين حول أولوية المواضيع حيث يشدد وفد الحكومة السورية على أولوية مناقشة ملف مكافحة الإرهاب.
بدوره أكد رمزى رمزى نائب المبعوث الأممى إلى سوريا ستيفان ديمستورا، الالتزام بالتعامل مع "السلال الأربع" خلال الجولة المقبلة من مفاوضات جنيف مع التركيز على سلتى الانتخابات والدستور.
وقال رمزى فى العاصمة دمشق، إن محادثاته مع نائب وزير الخارجية السورى فيصل المقداد ورئيس الوفد الحكومى إلى جنيف بشار الجعفرى، تركزت على الإعداد لجولة مباحثات جنيف المقبلة يوم الثلاثاء المقبل.
وأعرب نائب المبعوث الأممى إلى سوريا ستيفان ديمستورا، فى تصريح صحفى قبيل مغادرته العاصمة السورية عن أمله بأن تصب الاجتماعات التى عقدها ستيفان ديمستورا مؤخرا، وآخرها فى موسكو فى مصلحة تنشيط المحادثات السورية خلال جولة جنيف القادمة.
وأشار رمزى، إلى أن العملية السياسية فى سوريا صعبة ومعقدة لأن الوضع فى سوريا معقد، مضيفًا: "نبنى استراتيجيتنا على مبدأ خطوة ثم خطوة.. وآمل بأن تساهم الجولة القادمة بمشاركة فعالة من الحكومة السورية، مع وجود وفد واحد من المعارضة فى دفع العملية إلى الأمام".
فيما أكد عدد من المراقبين، على أن موسكو تؤيد مناقشة ملفى الدستور والانتخابات فى الجولة المقبلة لمفاوضات جنيف، موضحين أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين طالب نظيره الروسى بشار الأسد بضرورة التعاطى بإيجابية مع الجولة المقبلة لجنيف، والقبول بمناقشة الدستور والانتخابات.
وأوضح المراقبون، أن إيران والصين ترفض الدخول فى عملية سياسية فى الوقت الراهن، مؤكدين على أنهم يدعون لمحاربة الإرهاب أولا وإعادة الإعمار فى سوريا قبيل الدخول فى أى عملية سياسية، وهو الطرح الذى ترفضه الولايات المتحدة والدول الأوروبية التى تربط إعادة الاعمار بعملية الانتقال السياسى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة