-
تحدى الصغار والفتية على تجاوز الكارثة وتحقيق أمنيات الشهداء من آباءهم
-
قيادات التعليم تشارك الطلبة أول يوم دراسى ودموع على أرواح الشهداء
شهدت مدارس قرية الروضة الإبتدائية والإعدادية بشمال سيناء، عودة حزينة للدراسة فى أول يوم لها بعد حادث الروضة الإرهابى، والذى كان من بين شهداءه ومصابيه طلبة ومعلمين بهذه المدارس.
وكيل وزارة التربية والتعليم والمعلمين مع تتلاميذ الصف الابتدائى
شهدت مدرسة ال جرير الإبتدائية، حضور 24 طالبا من بين 390 مقيدين بالمدرسة، و6 طلبة بالمدرستين الإعدادية والثانوية، وأعداد محدودة من إدارات المدرسة .
طلاب الصف الإبتدائى يستمعون لحديث المدرسين
وحضرت ليلى مرتجى وكيل وزارة التربية والتعليم، وعبدالكريم الشاعر وكيل المديرية، ووفد من قيادات التعليم ومجلس الأمناء والأباء .
وشهد فناء مدرسة آل جرير الابتدائية حضور متقطع للطلبة منفردين يحملون حقائبهم، وبعضهم لم يخف دموعه، ولَم تقم فعاليات طابور الصباح، وتجمعوا وهم من كل الفصول فى أحد حجرات الدراسة واستمعوا من الحضور من قيادات التعليم لكلمات تحثهم على الصبر والصلابة فى مواجهة المستقبل، ثم أنشد الجميع النشيد الوطنى "بلادى بلادى" .
أحد المدرسين يتحدث للطلاب
وفى المرحلتين الإعدادية والثانوية حضر 3 طلاب بالمرحلة الإعدادية أعقبها حضور 3 آخرين بالثانوية وجلسوا مع معلميهم يتذكرون زملائهم .
كانت الدموع والأحضان الحارة سمة اول لقاء للمعلمين والطلبة فى مدارس قرية الروضة فى أول لقاء لهم بعد حادث استهداف مسجد الروضة وقتل وإصابة من فيه من مصلين الجمعة الماضية.
مدارس القرية الثلاثة استقبلت العائدين لمقاعد الدراسة التى انشغل بعضا منها واُخرى بدأت خاوية باستشهاد من كان يجلس عليها استشهد أو أصيب أو يتابع فى المنزل أمور أسرته بعد استشهاد والده وإخوته .
مقاعد الدراسة
24 طالبا من صفوف دراسية مختلفة حضروا لمدرسة الروضة الابتدائية التى تحمل اسم ال جرير، يحملون أدوات مدرسية وهم جادون على المضى فى دراستهم، وكان فى استقبالهم وفد من قيادات التربية والتعليم ترأسته ليلى مرتجى وكيل الوزارة وبرفقتها أعضاء مجلس أمناء وأولياء أمور المحافظة، الطلبه الحضور سبقهم 3 من أعضاء هيئة التدريس وهم مدير المدرسة، ومعلم تربية رياضية، ومعلمة لغة عربية، لم تتمالك صبرها وانهارت باكية فى احدى الفصول .
مدرسة ال جرير المشتركة
الطلبة الحضور توقفوا فى فناء المدرسة مع الحضور بدأوا متماسكين فى بداية حضورهم ولَم يطاوعهم صبرهم كثيرا وانهمرت دموعهم وهم يدخلون مجمعين احدى القاعات الدراسية.
أحد المدرسين يصافح التلاميذ
الدموع شاركهم فيها الحضور من التعليم، بينما آخرون تماسكوا وهم يلقنون الطلبة درسا فى الصبر على البلاء وفضل منازل الشهداء .
قال الطالب محمد على: فقدت والدى، وحضرت للدراسة ولن أتركها أبدا، فقد كان حريصا على متابعتى، وقد أصبحت الآن مسئولا عن أسرتى، وسأكافح من أجل التعليم.
أما الطالبة أسماء فقد اكتفت دموعها بالتعبير عما بداخلها وأكدت "فقدت أبى وآخى ولن أستسلم".
وقال هيثم عبدالله مدرس التربية الرياضية أنهم فى حالة حزن، لافتا أنه يحضر للمدرسة من بئر العبد ويعمل بها مِن عامين والطلبة فى قمة الاحترام والأدب والحرص على العلم، وتابع وهو ينظر للفصول: "فقدنا أطفالا شهداء وفقدنا زملاء معلمين وآخرين مصابين".
فى غرفة جانبية بالمدرسة، راجعت لجنة من مديرية التعليم ملفات وسجلات بحثا عن أسماء الطلبة الشهداء لإعداد قائمة رسمية بها.
وفى مدرسة الروضة الإعدادية، حضر 3 طلاب من أبناء القرية ومن تبقى أحياء من هيئة التدريس، الطلبة هم محمد وأحمد ومحمود، ارتدوا ثيابا جديدة لم تخف على وجوههم آثار حزن عميق، بأن اثنين من بينهم أشقاء فقدوا والدهم وشقيقهم، وشقيقهم الآخر يعالج فى المستشفى من إصابته وفى كلمات مختصرة، أكدوا أنهم لن يتركوا دراستهم وتحقيق حلم والدهم بدخول كلية الطب، لافتين أنهم نجو من الموت.
طلاب الصف الإعدادى
فى مكتب مدير المدرسة السعيد أحمد جلس الحضور من المدرسة وهم يراجعون الأوراق لحصر أسماء الشهداء، بينما خلى مقعد المدير من وجوده لأنه كان بين الشهداء .
وبجوار المدرسة الإعدادية تقع المدرسة الثانوية، التى استشهد مديرها محمد سليم أحد أعلام القرية ورموزها، وبدأت الفصول حزينة وكأنها تنطق حال القرية، وفى الطرقات يتجول المعلمون فى صمت ودموعهم تنساب معبرة عن حالهم رافضين التعليق .
وصل للمدرسة 3 طلاب بينهم اثنان من خارج القرية وأحدهم من أبنائها نجا من الموت واستشهد والده، قال زملاؤه على نصار ومحمد احمد، الذين يسكتون خارج القرية أنهم فقدوا كثير من زملائهم أبناء القرية ومدير المدرسة، وحضروا اليوم ليس للدراسة ولكن لمؤازرتهم والوقوف جانبهم، لافتين أن الحزن أصاب الجميع.
قالت المهندسة ليلى مرتجى وكيل وزارة التربية والتعليم لـ "اليوم السابع" أن جميع قيادات المديرية حضرت اليوم، وشاركت أطفال الروضةً عودة الدراسة التى بدأت محدودة، لأن هناك طلبة استشهدوا، وآخرين أصيبوا، وبعضهم لايزال مكلوما فى البيت الذى أصبح مسئولا عنه بعد فقد أسرته .
وأشارت مرتجى أنها تلقت تعليمات واضحة من المحافظ والوزارة بالاستجابة لكافة مطالب الطلاب وهيئة التدريس، وأن الدراسة بدأت بمحاولة اخراج الطلبة من أجواء الكارثه وتم حضور أخصائيين نفسيين لقضاء أول يوم معهم وأن المرحلة القادمة ستشهد متابعة يوميه لهم .
وقال الدكتور عبد الكريم الشاعر وكيل مديرية التربية والتعليم أنه جارى حصر دقيق لأسماء الطلبة الشهداء وفقا للكشوف الرسمية وأن متابعة المدارس متواصلة ومايهمنا هو محاولة إخراج الطلاب من حالة الحزن ليستكملوا حياتهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة