رئيس المجلس العربى للمياه يكشف ممارسات أثيوبيا فى بناء 15 سدا لحجز المياه عن مصر و6 دول أخرى.. ويؤكد: أديس أبابا أقامت 6 سدود على النيل الأزرق دون الرجوع للقاهرة والسودان.. وما تفعله يتعارض مع الأعراف الدولية

الثلاثاء، 28 نوفمبر 2017 05:11 م
رئيس المجلس العربى للمياه يكشف ممارسات أثيوبيا فى بناء  15 سدا لحجز المياه عن مصر و6 دول أخرى.. ويؤكد: أديس أبابا أقامت 6 سدود على النيل الأزرق دون الرجوع للقاهرة والسودان.. وما تفعله يتعارض مع الأعراف الدولية الدكتور محمود أبو زيد رئيس المجلس العربى للمياه
كتب أحمد حربى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هاجم الدكتور محمود أبو زيد رئيس المجلس العربى للمياه ووزير الرى الأسبق، الممارسات الأثيوبية بحق 7 دول مشاركة معها فى 22 نهرا، وقيامها بإنشاء 15 سدا بقرارات منفردة دون تشاور مع دول المصب المجاورة، مما يتعارض مع الأعراف والقوانين الدولية لإدارة الأنهار الدولية المشتركة وقواعد القانون الدولى، ومما يعود على دول المصب بالضرر، ليس فقط من جراء الأثار السلبية المباشرة، ولكن أيضا مما يترتب عليه من ارتباك فى نظم استخدام وإدارة مياه هذه الأنهار فى دول المصب، نتيجة عدم الإفصاح والتشاور، قبل الشروع فى الإنشاء، حول تصميم وحجم هذه السدود وخطط ملء خزانات هذه السدود وعدم إشراك دول المصب فى خطط التشغيل وفى المنفعة المشتركة من هذه السدود!!.

 الدكتور محمود أبو زيد رئيس المجلس العربى للمياه

الدكتور محمود أبو زيد رئيس المجلس العربى للمياه

 

كما كشف أبو زيد أن أثيوبيا ليست بحاجة إلى سد النهضة لتوليد طاقة اضافية للوفاء باحتياجاتها، مبينا أن إجمالى الطاقة المتولدة من بنائها لـ 15 سدا على الأنهار المشتركة مع الدول المجاورة لها تقدر بنحو 3696 ميجاوات، وموزعة بواقع 4 سدود على النيل الأزرق المشترك مباشرة مع السودان ثم مصر لتوليد 647 ميجاوات، وسد خامس على أعالى نهر السوباط المشترك مباشرة مع جنوب السودان ثم السودان ومصر، وسد سادس على أعالى نهر عطبرة المشترك مباشرة مع  إريتريا ثم السودان ومصر لتوليد 300 ميجاوات.

 

 

وأضاف فى المنتدى العربى الرابع للمياه "اليوم الثلاثاء " أن إثيوبيا أنشأت 4 سدود على نهر الأواش المشترك مع جيبوتى لتوليد 124 ميجاوات، وسدين على نهر شبيلى المشترك مع الصومال لتوليد 150 ميجاوات، و3 سدود على نهر أومو المشترك مع كينيا لتوليد 2475 ميجاوات، وأضاف أنه بالإضافة إلى هذه السدود التى شيدتها أثيوبيا فإنه جارى الآن إنشاء سدود أخرى أهمها سد النهضة على النيل الأزرق لتوليد 6000 ميجاوات، وله أثاره السلبية على السودان ومصر، وسد غيلغيل غيبى الرابع والخامس على نهر أومو لتوليد 1500 ميجاوات، و600 ميجاوات، وكلاهما له أثاره السلبية على كينيا.

 نهر النيل فى أثيوبيا

نهر النيل فى أثيوبيا

 

وأكد رئيس المجلس العربى للمياه أن أثيوبيا من الدول الغنية مائياً وإحدى أكبر دول منبع للمياه فى جميع دول الجوار المباشر لأثيوبيا فالمياه السطحية المتجددة فى أثيوبيا تصل سنوياً إلى حوالى 122 مليار مترمكعب يمثل مصدرها كميّةٌ كبيرةٌ من الأمطار تصل فى المتوسط إلى حوالى 970 مليار متر مكعب سنويا.

 

 

وتابع: وتحتوى أثيوبيا على 12 نهراً و22 بحيرة ومخزونٌ كبيرٌ من المياه الجوفية المتجدّدة، وهذه تجعل أثيوبيا ثانى أغنى دولة فى أفريقيا مائياً بعد جمهورية الكونغو الديمقراطية، منوها أن جميع ًالأنهار فى أثيوبيا تقريبا تنبع فى أراضيها وتعبر حدودها إلى دولٍ أخرى وتصبح أنهاراً دولية تتشارك فى إستخداماتها هذه الدول. 

 سد النهضة

سد النهضة

 

وقال: فبالإضافة إلى السودان الملاصق لأثيوبيا فى مصب النيل الأزرق ومصر الملاصقة للسودان فى مصب نهر النيل، وجنوب السودان الملاصق لأثيوبيا فى مصب نهر السوباط (أحد روافد النيل)، وإريتريا الملاصقة لأثيوبيا فى مصب نهر عطبرة (أحد روافد النيل)، فهناك على الجانب الآخر جيبوتى والصومال وكينيا الذين يمثلون دول مصب مباشر لأنهار تنبع من أثيوبيا وتتأثر بأى منشآت على هذه الأنهار. 

 

 

وقال إن  قضية سد النهضة الأثيوبي تمثل بالنسبة لمصر والسودان، دول مصب النيل الأزرق المشترك مع أثيوبيا، قضية مماثلة (أقل حدة ولكن هامة) تواجهها باقى دول الجوار الأثيوبى السبع المتشاركين فى المياه مع أثيوبيا وهم جنوب السودان وإريتريا وجيبوتى والصومال وكينيا، وذلك نتيجة شروع أثيوبيا فى إقامة منشآت على منابع الأنهار دون تشاور مع دول المصب فى القرن الأفريقى وشرق أفريقيا.

 

وقال د.أبو زيد: إن اثيوبيا بدأت فى استغلال مياه أنهارها فى ستينات القرن الماضى، حيث أوضحت دراسة أمريكية أن الطاقة الكهربائية التى يمكن استغلالها من مياه الأنهار فى اثيوبيا تزيد عن 45,000  ميجاوات (مقارنة بالسد العالى حوالى 2,000 ميجاوت، وخزان مروى بالسودان هى حوالى 1,250 ميجاوات), وهى أكبر طاقة كهربائية متاحة فى أفريقيا بعد تلك التى تتميز بها جمهورية الكونغو الديمقراطية.

 

وكشف رئيس المجلس العربى للمياه بالتفصيل السدود التى اقامتها أثيوبيا على الأنهار المشتركة مع دول الجوار دون سند قانونى وهى كالتالى :

أولاً: مشاريع السدود القائمة على النيل الأزرق فى أثيوبيا

هناك عدة مشاريع للسدود قامت أثيوبيا بإنشاءها على النيل الأزرق إلى جانب مشروع سد النهضة الذى بدأت  أثيوبيا في إنشاءه منذ 2011 دون تشاور من الجانب الأثيوبى مع دولة المصب مصر وربما السودان في ذلك الوقت، وتشمل هذه المشاريع مشروع تِسْ أبّاى الأول على النيل الأزرق عند مخرجه من بحيرة تانا لتوليد 12 ميجاواط من الطاقة الكهربائية، وسدٍّ فينشا على نهر فينشا، أحد روافد النيل الأزرق،  وتصل الطاقة التى يولّدها السد إلى 100 ميجاواط،  وقد مكن أثيوبيا من رىّ حوالى 8,000 هكتار، والمشروع الثالث على النيل الأزرق هو مشروع "تِسْ أبّاى" الثانى  ويُولّد 75 ميجاواط من الكهرباء، والمشروع الرابع على النيل الأزرق هو مشروع سدّ تانا بيليس ويقوم المشروع بتوليد حوالى 460  ميجاواط من الطاقة الكهربائية.

 

ثانياً: المياه المشتركة بين أثيوبيا وجنوب السودان

بالإضافة إلى إن اثيوبيا هى المصدر لكل مياه النيل الأزرق، تعد أثيوبيا هى أيضاُ المصدر لحوالي نصف مياه النيل الأبيض (حوالى 12 مليار متر مكعب) عن طريق مياه نهر السوباط ومصبه المباشر جنوب السودان، وقد أقامت أثيوبيا مشروع سور على نهر بارو (السوباط).

 

ثالثاً: المياه المشتركة بين أثيوبيا وأريتريا ومشاريع السدود الأثيوبية

وتعد أثيوبيا هى أيضا المصدر الأساسي مع دولة أريتريا لنهر القاش الذى يصب فى نهر عطبرة، أحد روافد نهر النيل، وقد قامت أثيوبيا بإنشاء سدّ تكزّى على نهر عطبرة، ويبلغ إرتفاعه حوالى 188 متر ويُولّد المشروع حوالى 300 ميجاواط من الطاقة الكهربائية.

 

رابعاً: المياه المشتركة بين أثيوبيا وجيبوتى ومشاريع السدود الأثيوبية

المصدر الرئيسى لنهر أواش هو الهضبة الشرقية لاثيوبيا ويجرى هذا النهر لمسافةٍ طويلة قبل ان ينتهى به المطاف فى مجموعةٍ من البحيرات الصغيرة والمستنقعات في الحدود الأثيوبية مع دولة جيبوتى، ولكنها تغذي المياه الجوفية في جيبوتي وقد قامت أثيوبيا ببناء عددٍ من السدود على نهر أواش وتشمل سد كوكا لتوليد 40 ميجاواط، و سدّى أواش الثانى وأواش الثالث (وكلُ منهما يُولّد 32 ميجاواط)، وكذلك سد أبا صمويل لتوليد20  ميجاواط من الكهرباء.

 

خامسا: بالنسبة للسدود الأثيوبية مع الصومال

فقد قامت ببناء مشروع ميلكا واكانا على نهر وابى شبيلى لتوليد   150 ميجاوات ,حيث يعتبر مصدر أنهر وابى شبيلى وجوبا وغينالى وداوا في الصومال هو الهضبة الوسطى والمنحدرة جنوباً من أثيوبيا. 

سادسا :بالنسبة للمياه المشتركة بين أثيوبيا وكينيا ومشاريع السدود الأثيوبيةفقد أوضح أبو زيد أن هناك عدة انهار مشتركة منها نهر أومو الذى يبدأ رحلته من الهضبة الوسطى ويتجه الى الجنوب الغربى ويصبّ فى بحيرة تُرْكانا في اثيوبيا. وتُغذّى نهر أومو بعض الروافد منها نهر غيبى ونهر غيلغيل غيبى. ويقع الجزء الأكبر من بحيرة تُركانا فى كينيا.

كما  قامت اثيوبيا ببناء سدٍ غيلغيل غيبي الأول على نهر أومو ويُولّد طاقة كهربائية تصل إلى 185 ميجاواط، ثم سدٍ غيلغيل غيبي الثاني على نهر أومو لتوليد طاقة كهربائية تبلغ حوالى 420 ميجاواط.

ثم مشروع غيلغيل غيبي للطاقة الثالث وارتفاعه 243 متراً ويُتوقع أن تحجز بحيرة السد حوالى 12 مليار متر مكعب من المياه مما يؤثر على غرق جزءٍ كبير من أراضى قبيلة التُركانا، ويولِّد 1,870 ميجاواط، وقد اضطر أكثر من50,000   من قبائل التُركانا (والتى تعتبر من الشعوب الأصليّة) للرحيل من المنطقة، إضافةً الى تأثيراته السلبيّة على البيئة فى المنطقة، وأيضاً على بحيرة تُركانا بسبب الهبوط الكبير المتوقع في البحيرة.

ويرى د.أبو زيد أنه من الضروري التعاون بين أثيوبيا ودول المصب الأثيوبى السبع فى القرن الأفريقى وشرق أفريقيا، لتفادي تداعيات القرارات المنفردة لإنشاء السدود في أعالى الأنهار المشتركة في شرق أفريقيا.

وقال انه إذا كان الإتفاقيات الدولية القائمة لاتحمي دول المصب في هذا الشأن فإنه لابد من إعادة صياغة هذه القوانين والإتفاقيات لتضع الأسس اللازمة لضمان الإستقرار والأمن السلمي، خاصة وأن المنطقة مقبلة على وقت تتزايد فيه الإحتياجات المائية والتنافس عليها ويقف الإستقرار الإجتماعي على المحك في وجود دوافع النزاعات السياسية والعوامل الخارجية الأخرى.

وقال رجل الأعمال حسن راتب، رئيس مجلس إدارة جامعة سيناء، أن المنتدى العربى للمياه ناقش أزمة إدارة المياه العربية، متابعًا: "المِحنة التى نمر بها ستتحول إلى منحة بتعاون العرب، ورغم وفرة المياه بحوض النيل حوالى 7 آلاف متر مكعب عند المنبع فالوفرة فى المنبع إثيوبيا والندرة هنا فى مصر والسودان". 

وأكد خلال المنتدى أن الوفرة فى المياه فى حوض النيل ستجعل من أزمة سد النهضة فرصة لإعادة التوزيع العادل للمياه بشرط التعاون، متابعًا: "لابد من تعاون دول المصب السبعة لإيجاد حلول منطقية وعلمية وإعادة توزيع الثروة المائية فى المنطقة".

 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة