أكرم القصاص - علا الشافعي

من الانقلابات إلى المؤامرات.. قطر تطوى 101 عام على معاهدة تأسيسها بفصول جديدة من الخيانة.. بدأت تاريخها بشعار "الغدر أولا".. مذكرات بن لادن تفضح دورها فى "إثارة الفتن".. والرباعى العربى يقترب من كتابة نهايتها

السبت، 04 نوفمبر 2017 12:22 م
من الانقلابات إلى المؤامرات.. قطر تطوى 101 عام على معاهدة تأسيسها بفصول جديدة من الخيانة.. بدأت تاريخها بشعار "الغدر أولا".. مذكرات بن لادن تفضح دورها فى "إثارة الفتن".. والرباعى العربى يقترب من كتابة نهايتها قطر الراعى الأول للإرهاب
كتب أحمد علوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قبل 101عام، وقعت إمارة قطر معاهدة إنشائها فى نوفمبر 1916 مع الاحتلال البريطانى، لتنتقل فى غضون 55 عاما من دولة على الورق، إلى إمارة تعرف مكانا لها ـ ولو ضئيل ـ تحت الشمس بحلول الثالث من سبتمبر 1971، وتدون بأحرف لا ينكرها منصف سلسلة لا تعرف سطرا للنهاية من المؤامرات التى فاقت كافة التقديرات.

 

بدأت الإمارة خطواتها الأولى بين جيرانها فى منطقة الخليج وهى ترفع لواء "المؤامرة أولا"، عصفت بها الانقلابات تلو الانقلابات طمعا فى سلطة لا ترضى الغرور، وآملا فى نفوذ لا يشفى قلوب سكنها الحقد وتمكنت منها مشاعر الكراهية.

 

حمد وأبنائه

 

جادت الصحراء من تحت أقدام أمراء قطر المؤسسين بآبار من الذهب الأسود امتد فيضها ليملئ خزائن الدوحة بأرصدة تفى بما يكفى لبناء دولة تنافس ما دونها من إمارات الجوار، وتغرى ـ بما لا يدع مجالا للشك ـ لتحقيق ما هو أكبر من نهضة اقتصادية، وما هو أبعد كثيرا من تدشين مجتمع ينال ما يكفى من تعليم وصحة وخدمات اجتماعية عالية الجودة، لتشق الدوحة مبكرا طريقها فى تمويل وإيواء أمراء العنف والإرهاب، طمعا فى النيل من استقرار ما دونها من دول، وآملا فى إرهاب ما سواها من دواوين حكم.

 

ومن مغازلة جماعات العنف، وصولا إلى إيواء قياداتها وعناصرها البارزة، دونت إمارة قطر عاما تلو الآخر، أسطر جديدة فى كتابها الأسود الذى امتلاء بفصولا من مؤامرات الداخل بين أمرائها، ومؤامرات الخارج تجاه دول الجوار، وهو ما دفع البرفيسور آلى نجى فرومهيرز الأستاذ المساعد فى التاريخ بجامعة ولاية فيرجينا الأمريكية ليصفها فى كتابه "التاريخ الحديث لقطر" ، بـ"إمارة الانقلابات"، ويرصد تقليد انتقال الحكم فى قطر  للابن المفضل بدلا من البكر، ما جعل الأسرة الحاكمة القطرية عرضة للانشقاقات، مشيرا إلى أن هذا التقليد كان أحد أسباب انقلاب والد الأمير الحالى لقطر على والده بعدما راودته الشكوك حول تفضيل أحد إخوانه عليه.

 

تميم بن حمد ووزير خارجية إيران

 

ويتناول فرومهيرز فى كتابه، تاريخ قطر منذ تأسيسها ككيان سياسى إلى اليوم، محاولة الشيخ خليفة إعادة ابنه الشيخ عبد العزيز لدوره فى الساحة القطرية، وهى المحاولة التى أدت إلى وقوع انقلاب عام 1995 الذى قاده حمد مستخدما سلطته على الجيش. ومنذ انقلاب حمد، حسب الكتاب، يتولى حمد بن جاسم بن جبر وزير الخارجية السابق ملف الدبلوماسية المعتمدة على اللعب بالنار.

 

ويؤكد "فرومهيرز" أن قطر كانت موطنا لقبائل مختلفة لا يجمعها حلف قبلى ولا زعامة موحدة لكن الحماية الخارجية دعمت وضع آل ثانى. وتشير الوثائق البريطانية إلى وجود زعامات أقوى من آل ثانى، لكن اتفاقية الأسرة مع البريطانيين منحتهم التفوق، وأن الحماية الخارجية دعمت وضع آل ثانى كحكام لقطر فى وجه بقية القبائل القطرية.

 

وأضاف إن قطر تعتمد على سياسة اللعب بالنار "الممتعة" كما قال وزير خارجيتها السابق حمد بن جاسم، فى وقت سابق وأيضا ترتكز على التنقل من طرف لآخر واللعب على تناقضات المنطقة، مشيرا إلى أن الدوحة لن تتراجع عن قرارها المبيت بشق الصف الخليجى والعربى لصالح إيران حيث أن الاستقواء بالآخرين سياسة قديمة لم تخل منها تصريحات تميم بن حمد، إذ استقوى بالقاعدة الأمريكية تجاه جيرانه ووصفها بالضامن الوحيد كما هرول تجاه إيران بعدما أعلنتها الرياض وعدد من دول العالم صراحة فى قممها الثلاث، أن قطر داعمة وراعية للإرهاب فى العالم.

أردوغان وتميم بن حمد رعاة الإرهاب فى الشرق الأوسط

 

ومن جهة أخرى يشار إلى أن وثائق ومذكرات تابعة لزعيم القاعدة المقتول أسامة بن لادن كشفت أن التنظيم الإرهابى وضع نصب عينيه إحداث الفوضى الشاملة  فى دول الخليج وإسقاطها، لكن الأجواء لم تكن متهيئة بعد، بحسب ما ورد فى تلك المذكرات الهامة.

 

واللافت فى المذكرات هو الدور الذى يعول فيه زعيم تنظيم القاعدة على قناة الجزيرة القطرية التى تعمل على هدم جميع الأنظمة، كما جاء فى مذكراته.

 

ويقول فى الصفحة 51 إن: "(قناة) الجزيرة بفضل الله هى حاملة لواء الثورات، ولولاها لما كان (الثورة) حصلت فى تونس وليس فقط انتشارها".

 

وينصح بن لادن أن يحرض منظر ومفتى تنظيم الإخوان المقيم فى الدوحة يوسف القرضاوى على الثورات التى تبتغى منها القاعدة الفوضى.

 

بن لادن والظواهرى

 

وهنا شدد بن لادن على ضرورة تواصل تنظيمه مع قناة الجزيرة التى لطالما كانت منبرا حصريا لتصريحاته وأخبار القاعدة، وما انبثق عنها من تنظيمات، وهنا يقول: "لو دخلت القاعدة فى حرب مع الجزيرة لكان موقفنا صعبا" من نفس الصفحة الـ51.

 

لكنه استثنى دولة قطر من "السقوط" والفوضى التى يجب أن تعم دول المنطقة، قائلا فى الصفحة 81 من مذكراته: "سقوط السعودية معناه سقوط دول الخليج بالتتابع، كل دول الخليج لها حركة ما عدا قطر"، وشدد بن لادن على أن قناة الجزيرة القطرية ستكون أقوى وأفضل حليف إعلامى لتحقيق مخططاته.

 

ويبدو أن الفوضى قد أرداها الزعيم الإرهابى لكل دول المنطقة، بما فى ذلك الأردن والعراق، وهذا ما تؤكده الصفحة 52 من الوثائق: "الأردن سقوطها قبل السعودية، ويزيدها تسخينا العراق..وأن استمرار الشعوب فى المظاهرات من خلال احتجاجهم على الأوضاع الصعبة".

 

مذكرات بن لادن التى كشفت عنها وثائق الـCIA، أكدت بما لا يدع مجالا للشك الدور القطرى المشبوه الذى لعبته قطر خاصة فى السنوات القليلة التى سبقت اندلاع ما سمى بثورات الربيع العربى، وكيف استعانت الإمارة الراعية للإرهاب بجماعة الإخوان وغيرها من التنظيمات والكيانات المشبوهة لهدم وتفتيت دول الشرق الأوسط والمنطقة العربية من خلال الترويج لتلك الجماعات ودعمها بشتى السبل لتمكينها من السلطة فى بلدان من بينها مصر وتونس فى أعقاب الثورات العربية الأخيرة.

 

واليوم، وبعد 101عام على معاهدة تأسيس قطر، تواصل الإمارة الراعية للتطرف، سلسلة المؤامرات رافضة الانصياع للمطالب العربية المشروعة التى رفعتها دول الرباعى الذى يضم مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين، والتى يأتى فى مقدمتها وقف دعم وتمويل الإرهاب، ووقف بث قناة الجزيرة، وإنهاء التواجد الإيرانى فى الدوحة، بخلاف تسليم المطلوبين أمنيا لدى الدول العربية.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة