"دعم الإصلاح ومحاربة الفساد" استراتيجية محمد بن سلمان لدفع المملكة نحو الأمام.. ما فعله الأمير الشاب فى عام يستغرقه غيره فى سنوات.. ورؤية 2030 ودحر الإرهاب أهم التحديات

الأحد، 05 نوفمبر 2017 08:30 م
"دعم الإصلاح ومحاربة الفساد" استراتيجية محمد بن سلمان لدفع المملكة نحو الأمام.. ما فعله الأمير الشاب فى عام يستغرقه غيره فى سنوات.. ورؤية 2030 ودحر الإرهاب أهم التحديات الملك سلمان وولى عهده الأمير محمد بن سلمان
كتب مصطفى عنبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى أقل من عام، وبالتحديد منذ تولى الأمير محمد بن سلمان مسئولياته كولى للعهد بالمملكة العربية السعودية، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وبدأت المملكة تخطو خطوات ثابتة وسريعة نحو التغيير والتطوير الذى يؤهلها لتعزيز مكانتها الإقليمية فى المنطقة.

ففى غضون بضع شهور شهدت المملكة العربية السعودية تحولا كبيرا، بصدور حزمة من القرارات الجريئة، والمشروعات الضخمة، ترسم مستقبل جديد للسعودية الجديدة المنفتحة على العالم وفق خصوصية مكانتها العربية والإسلامية.

 

رؤية 2030

"مجتمع حيوى.. اقتصاد مزدهر.. وطن طموح" هى ثلاثة محاور ومرتكزات تقوم عليها رؤية السعودية 2030، التى تُعد أبرز ما جاء فى عهد خادم الحرمين الشريفين وولى عهده، وتهدف المملكة من خلال هذه الرؤية الطموحة إلى تنويع الاقتصاد، وتطوير هيكل الإنتاج، وخلق قطاعات جديدة مولدة للدخل؛ بحيث ينخفض الاعتماد الكلى على إيرادات قطاع النفط فى عالم يشهد تحولًا كبيرًا نحو عصر ما بعد النفط.

 

ويمثّل المحور الأول لرؤية السعودية 2030، أساسًا لتحقيق هذه الرؤية وتأسيس قاعدة صلبة لازدهار الاقتصاد السعودى، حيث ينبثق هذا المحور من الإيمان بأهمية بناء مجتمع حيوى، يعيش أفراده وفق المبادئ الإسلامية ومنهج الوسطية والاعتدال، ومعتزين بهويتهم الوطنية، وفى المحور الثانى الاقتصاد المزدهر، يتم التركيز على توفير الفرص للجميع، عبر بناء منظومة تعليمية مرتبطة باحتياجات سوق العمل، وتنمية الفرص للجميع من روّاد الأعمال والمنشآت الصغيرة إلى الشركات الكبرى، وكذلك تطوير الأدوات الاستثمارية؛ لإطلاق إمكانات القطاعات الاقتصادية الواعدة، وتنويع الاقتصاد، وتوليد فرص العمل للمواطنين، ويركز المحور الثالث من الرؤية على القطاع العام، حيث يرسم ملامح الحكومة الفاعلة من خلال تعزيز الكفاءة والشفافية والمساءلة، وتشجيع ثقافة الأداء لتمكين الموارد والطاقات البشرية، وتهيئة البيئة اللازمة للمواطنين، وقطاع الأعمال، والقطاع غير الربحى لتحمل مسئولياتهم وأخذ زمام المبادرة فى مواجهة التحديّات واقتناص الفرص، ويتم تطبيق ذلك عبر آليات واضحة المعالم للوصول إلى الهدف المنشود بحلول عام 2030.

 

محاربة الفساد

شهدت المملكة العربية السعودية فى عهد الملك سلمان وولى عهده، حملة تطهير مؤسسات الدولة من الفساد والمفسدين، وتوجت ذلك بالقرارات الملكية التاريخية فى 4 نوفمبر 2017، بتشكيل لجنة عليا برئاسة ولى العهد الأمير محمد بن سلمان للتحقيق فى قضايا الفساد العام، فضلاً عن الإيقافات التى طالت أمراء فى الأسرة المالكة، ووزراء حاليين وسابقين، ورجال أعمال مشهورين، بالإضافة إلى ذلك يُنتظر أن تفتح اللجنة العليا المشار إليها ملفات كارثة سيول جدة، وفيروس كورونا، وفشل المدن الاقتصادية.

 

ومُنحت اللجنة اتخاذ ما يلزم مع المتورطين في قضايا الفساد العام، واتخاذ ما تراه بحق الأشخاص والكيانات والأموال والأصول الثابتة والمنقولة في الداخل والخارج، وإعادة الأموال للخزانة العامة للدولة، وتسجيل الممتلكات والأصول باسم عقارات الدولة، ولها تقرير ما تراه محققًا للمصلحة العامة.

 

مشروع "نيوم"

مشروع منطقة "نيوم" وجهة المستقبل الذى أطلقه ولى العهد الأمير محمد بن سلمان فى مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار تحقيقًا لرؤية 20130، ويأتى المشروع فى إطار التطلعات الطموحة للرؤية بتحول المملكة إلى نموذج عالمى رائد فى مختلف جوانب الحياة، من خلال التركيز على استجلاب سلاسل القيمة فى الصناعات والتقنية داخل المشروع.

وسيركز "نيوم" على تسعة قطاعات استثمارية متخصصة تستهدف مستقبل الحضارة الإنسانية، وهى مستقبل الطاقة والمياه، ومستقبل التنقل، ومستقبل التقنيات الحيوية، ومستقبل الغذاء، ومستقبل العلوم التقنية والرقمية، ومستقبل التصنيع المتطور، ومستقبل الإعلام والإنتاج الإعلامى، ومستقبل الترفيه، ومستقبل المعيشة الذى يمثل الركيزة الأساسية لباقى القطاعات، وذلك بهدف تحفيز النمو والتنوع الاقتصادى، وتمكين عمليات التصنيع، وابتكار وتحريك الصناعة المحلية على مستوى عالمى.

عاصفة الحزم وتحجيم الدور الإيراني

فى 26 مارس لعام 2015 انطلقت "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية، وبمشاركة 10 دول لرد الانقلاب فى اليمن على الرئيس الشرعى، وإعادة الشرعية التى أجهضها الحوثيين والرئيس المخلوع على عبد الله صالح، وبناءًا على طلب الرئيس عبد ربه منصور هادى، وفى ضوء قرار الأمم المتحدة رقم 2216 الداعى إلى إنهاء الانقلاب على الحكومة الشرعية فى البلاد.

ومنعت هذه العمليات العسكرية التى لازالت مستمرة حتى الآن سيطرة إيران على اليمن، وحاربت سياساتها التوسعية هناك، وقضت مضاجعها؛ حيث كانت فى طريقها لتصدير مليشياتها الحوثية إلى سدة الحكم تحت إمرة الولى الفقيه وحرسه الثورى، وتقويض السلم والاستقرار فى المنطقة.

 

 

تمكين المرأة

منذ تولى الملك سلمان وولى عهده الأمير محمد بن سلمان حكم المملكة عملا على تمكين المرأة السعودية، والإعلاء من شأنها، ودعم قدراتها، وتعزيز دورها ضمن سلسلة طويلة من الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية التى تعيشها البلاد.

على ضوء ذلك صدر عدداً من الأوامر والقرارات التاريخية التى تمس المرأة السعودية، وجاء على رأسها الأمر الملكى التاريخى بالسماح بإصدار رخص قيادة للنساء فى المملكة، وهو ما وجده المراقبون يسهم فى رفع الكثير من الأعباء الاقتصادية عن كاهل الأسرة السعودية من استقدام سائقين وافدين، وتبعات استقدامهم المالية، بما يحقق نفعًا كبيرًا للاقتصاد المحلى، ودفع عجلة الاقتصاد للدوران، وزيادة عدد النساء العاملات، وتحقيق العدالة التنافسية مع الرجال فى سوق العمل.

وأخيرًا جاء قرار الهيئة العامة للرياضة برئاسة تركى آل الشيخ بالسماح بالنساء والعائلات بدخول الملاعب الرياضية بداية من عام 2018؛ تماشيًا مع توجهات القيادة الرشيدة، وما توليه من اهتمام بكافة فئات المجتمع؛ ليعزز ذلك من الأهمية التى توليها القيادة للمرأة كونها نصف المجتمع، وشقائق الرجال.

دحر الإرهاب

عملت القيادة السعودية منذ يومها الأول على دحر الإرهاب، وتجفيف منابعه، وتعقب مصادر تمويله، ومشاركة بلدان العالم فى البحث عن حلول لتلك الظاهرة الخطيرة، وكان آخرها تأسيس المركز العالمى لمكافحة الفكر المتطرف "اعتدال"، ويقود المركز الجهود الدولية لمكافحة الفكر المتطرف، الذى أصبح الآن كالوباء الذى يتنوع كل يوم فيفرز كوارث جديدة لا يردعها حاجز جغرافى أو اختلاف ثقافى.

وكان من أبرز القرارات التى اتخذتها المملكة فى حربها ضد الإرهاب قطعها للعلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر؛ وذلك بعد ثبوت دعم الدوحة لتنظيمات إرهابية، وتقويض الاستقرار فى المنطقة، فضلاً عن علاقتها المشبوهة بإيران.

العلاقات الأمريكية

شاب العلاقات السعودية الأمريكية فى عهد الرئيس الأمريكى السابق "باراك أوباما" بعض التوتر والفتور؛ نتيجة توقيع الإدارة الأمريكية الاتفاق النووى مع إيران، فضلاً عن موقفها الضعيف إزاء الحرب فى سوريا، ولكن بوصول الرئيس "دونالد ترامب" إلى سدة الحكم عمل على استعادة الشراكة الاستراتيجية مع المملكة، ووجد قبولاً وترحيباً من القيادة السعودية، واستقبل بحفاوة بالغة فى زيارته التاريخية إلى الرياض فى مايو الماضى، وأبرمت خلال الزيارة اتفاقات تجارية واقتصادية بين البلدين تعدت قيمتها 350 مليار دولارًا.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة