"مثل كل فتاة فى عمرها حلمت نورهان 23 سنة عاملة بمصنع أدوية بفارس أحلامها الذى يخطفها على حصانه الأبيض، ويعيشان سويا وينجبان أطفالا"، ولكن لا تأتى الرياح دائما بما تشتهى السفن، فمن خلال عملها تعرفت على إيهاب 26 سنة سائق بنفس المصنع، ونشأت بينهم قصة حب ملتهبة.
وتخطى حبهم كل الحدود الممكنة، فوقعا فى بئر الحرمان وارتويا منه، ونبتت بذرة خطيئتهما، فى أحشائها، وبدأت البذرة تتحرك لتجد "فتاة المصنع"، نفسها أمام فضحية كبرى سوف تعصف بمستقبل عائلتها.
وعلى الفور تم التعجيل بمداواة الزجاج المكسور، فقررا الزواج ولكن مازالت بذرة الخطيئة تنمو فى أحشائها، حيث بلغ الطفل الشهر السابع، وتحت ضغط تأنيب الضمير الذى حول حياتها إلى جحيم، فوسوس لها الشيطان فكرة التخلص من الجنين، لتبدأ حياتها الزوجية دون مشاكل، فتناولت كمية من الأقراص التى ساعدتها على إجهاض الجنين بمنزل جدتها بمنطقة السلام، ثم توجهت صحبة جدتها التى وضعت جثة الرضيع فى كيس قمامة أسود، وزوجها إلى مستشفى بباب الشعرية، وتخلصوا من الرضيع فى سلة القمامة.
وأمام أحمد هندى وكيل نيابة باب الشعرية الجزئية، وقفت المتهمة، صلبة الملامح باردة الأعصاب جامدة المشاعر لتنكر جريمتها البشعة، وتقر بوجود علاقة غير شرعية بينها وبين زوجها الحالى، قبل عقد قرانهم أثمرت عن طفل الخطيئة، الذى حول حياتها إلى جحيم.
ومن جانبه، أنكر الزوج فى تحقيقات النيابة طلبه من زوجته التخلص من طفلهما، فيما قالت جدة المتهمة إنها وضعت الطفل داخل كيس قمامة أسود لتخفيه عن العيون، وألقته فى صندوق زبالة فى المستشفى بجوار الحمامات، بعد أن دخلا المستشفى بهدف الكشف على المتهمة أمراض نسا، ثم تسللت إلى الحمامات وتخلصت من الرضيع.
فوجهت النيابة برئاسة المستشار محمد فؤاد رئيس النيابة، لهم تهمة القتل العمد وإخفاء جثة رضيع، وقرر المستشار سمير حسن المحامى العام الأول لنيابات وسط القاهرة حبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.
تفاصيل الواقعة، بدأت بتلقى رجال مباحث قسم شرطة باب الشعرية، بلاغا من "وداد.م.ع" 59 سنة، عاملة نظافة بمستشفى، بأنها أثناء قيامها بأعمال النظافة بطرقة الاستقبال بقسم النساء والتوليد عثرت على كيس بلاستيك أسود اللون بصندوق القمامة، وبداخله جثة طفل حديث الولادة به الحبل السرى، ونفت علمها بالطفل أو ملابسات وفاته.
وعلى الفور انتقل رجال المباحث وتبين من خلال الفحص، وتفريغ كاميرات المراقبة بمكان الواقعة ومداخل ومخارج المستشفى، أمكن التوصل إلى أن وراء ارتكاب الواقعة سيدتان وبصحبتهما شخص قائد سيارة ميكروباص بدون لوحات أمكن تحديدهم، وهم كل من "ن.م.ح" 23 سنة عاملة بمصنع للأدوية والدة الطفل المتوفى، و"ف.م.ع" 64 سنة ربة منزل جدة الأم، و"إيهاب.م" 26 سنة سائق.
ومن خلال إعداد الأكمنة لهم بأماكن ترددهم أسفرت أحدها عن ضبطهم، وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة، وقررت الأولى بأنها حملت سفاحًا من المتهم منذ نحو سبعة أشهر، وبتاريخ 25 يونيو الماضى عقدا قرانهما، وعقب ظهور علامات الحمل عليها وخشية افتضاح أمرهما قامت بإجهاض نفسها بمسكن المتهمة الثانية وتوجهوا للمستشفى محل الواقعة بسيارة ميكروباص قيادة الثالث لتوقيع الكشف الطبى عليها وأثناء ذلك قامت الثانية بالتخلص من جثة الطفل بمكان العثور عليه.
وبمواجهة المتهمة الثانية والمتهم الثالث بأقوالها أيداها، وتم بإرشاد الثالث ضبط السيارة الميكروباص المستخدمة فى الواقعة، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم، وتولت النيابة العامة التحقيق التى أمرت بما سبق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة