الحركات الاجتماعية والاحتجاجات أصبحت من الشيوع اليوم إلى درجة أنها تعتبر جزءًا من الممارسة السياسية، فالناس لا يعتمدون هذه الأيام على الأحزاب السياسية والانتخابية فقط لكى يعبروا عن تفضيلاتهم، ولكنهم يلجأون أيضًا إلى الاحتجاجات، والمظاهرات، وحملات جمع التوقيعات، والمسيرات والتنظيمات التى تعبر عن مطالبهم فى التغيير الاجتماعى، هذا ما يدور حوله كتاب "الدول والحركات الاجتماعية"، من تأليف هانك جونستون والذى ستصدرت ترجمته لـ الدكتور أحمد زايد، عن المركز القومى للترجمة قريبًا.
والكتاب المكون من ستة فصول، يقدم منظورًا جديدًا فى علم الاجتماع السياسى لدراسة العلاقة بين الحركات الاجتماعية وأنظمة الدولة.. فالحركات الاجتماعية لا تشكل كيانات مستقلة تناوئ الدولة من الخارج، لكنها جزء من عملية سياسة تفاعلية بين الدولة والمجتمع، وتتحدد هذه العملية، وتتغير مضامينها وفقًا لما تتمتع به الدولة من قدرة على إنفاذ مبدأ العدالة والمساواة والمواطنة والحماية والاستجابة لمطالب وحاجات المواطنين.
كما يقدم الكتاب تحليلاً مستفيضًا لطبيعة الحركات الاجتماعية وجدالها فى مختلف النظم السياسية؛ مع عرض لنظريات الثورة، والدروس المستفادة من الدراسة المقارنة للثورات.
ولم يكن لهذا التحليل أن ينفصل عن عمليات أكبر على المستوى العالمى تتصل بنشاط الحركات الاجتماعية عابرة القارات التى تكاثر وجودها فى زمن العولمة والتى تم تناولها فى الفصل الأخير من الكتاب.
المؤلف هانك جونسون، له عدد كبير من المؤلفات، يدور معظمها حول الحركات الاجتماعية والعلاقات المعقدة بين البنية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
مترجم الكتاب الدكتور أحمد زايد، أستاذ علم الاجتماع السياسى فى جامعة القاهرة، من مؤلفاته: (خطاب الحياة اليومية فى المجتمع المصرى)، (الخطاب الدينى المعاصر) و(تناقضات الحداثة فى مصر)، كما أن له عددا كبيرا من الترجمات، منها: (الطريق الثالث) و(المجال العام: الحداثة الليبرالية والكاثوليكية والإسلام) و(موسوعة علم الاجتماع)، وهو حاصل على جائزة الدولة التقديرية، وجائزة جامعة القاهرة للتميز العلمى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة