وجه برىء يحمل من الملامح أجملها، وابتسامة صافية لم يلوثها شىء قط مُناسِبة لما عرفته من الدنيا فى 4 سنوات ونصف فقط، وخصلات شعر وضعت الشمس بصمتها على لونها مع كسرات متلاحقة كأمواج البحر الثائر فزادتها جمالًا.. هى "سِدرة" التى قابلت أولى صدماتها فى الحياة أثناء مرحها مع الأصدقاء بالمدرسة، من خلال معايرتهم لها بسبب شعرها "الكيرلى" الخشن حسبما نعتوها.
لحظات بسيطة مرت عليها أطول من سنواتها الـ4 استطاعت أن تترك فى نفسيتها رموزًا سوداء أثرت عليها، وأفقدتها رغبتها فى الذهاب إلى المدرسة بعدما شعرت باستهجان زملائها، فما كان من الصغيرة التى فاض بها الكيل إلا أن تتخلص من شعرها، وبعدها جاء عوض المولى عز وجل الذى لا يقبل حزن أحبابه فتحولت إلى "موديل" لإحدى علامات ملابس أطفال شهيرة من خلال "بوست" على فيس بوك.
رحلة طويلة فى عنائها رغم قصر أيامها عاشتها "نوران" والدة "سدرة" مع طفلتها التى واجهت مواقف متتابعة تحمل سخرية لم يستوعبها عقلها الصغير، حكت تفاصيلها لـ "اليوم السابع"، وقالت: شأنها شأن أى طفلة تلعب مع أصحابها فى أجواء لا تخل من الـ "تهريج" و"الرخامة"، لكن هناك "رخامة" أحيانًا تكون غير مقبولة، لاحظت ابنتى تتغير ولا ترغب فى الذهاب إلى المدرسة، وإن ذهبت تعود بأكلها كاملًا دون أن تتناول منه شيئا، ثم بدأ الأمر يتطور بشكل أكبر ودخلت فى مرحلة "التبول" على نفسها، هنا أدركت أن ابنتى تعانى نفسيًا.
سدرة
"شعرك وحش، شكلك وحش، حاجتك شكلها مش حلو، والأكل اللى مامتك بتديهولك وحش".. هذه هى الجمل التى كانت متداولة على مسامع "سِدرة" من قبل أصدقائها، أسرتها فى نفسها فتركت غصة عرفتها والدتها عندما قررت ألا تذهب صغيرتها إلى المدرسة على مدار يومين حكت تفاصيلهم وقالت: اصطحبتها فيهم فى نزهات خارجية ولعبنا وقضينا وقت من المرح، وعندما عدنا إلى المنزل بدأت أن تحكى لى عما يزعجها، وتفاجأت بهذه الجمل التى يرددها عليها أصدقائها، ويرفضون اللعب معها.
جانب من الحملة الدعائية
وتابعت "فى بداية الأسبوع ذهبت معها إلى المدرسة وقابلت المديرة، التى تعاملت مع الموقف بشكل إيجابى جدًا وتحدثت مع الأطفال وحاولت توضيح أن هذا لا يصح، بمجرد خروجى من عند المديرة، تفاجأت بابنتى قصت شعرها الذى لا يعجب أصدقائها فقررت إرضائهم، وهنا حزنت كثيرًا على طفلتى، وقمت بكتابة "بوست" على فيس بوك أشرح فيه ما حدث، واطلب آراء الناس خشية أن أكون "مكبرة الموضوع".
الطفلة الصغيرة
"عاوزين سدرة تكون موديل للكوليكشن الجديد" هذه هى بداية "سِدرة" الجديدة التى أعادت إليها ثقتها فى نفسها، وحكت عنها والدتها وقالت: جاءنى اتصالًا هاتفياً من قبل إحدى المسئولات عن علامة شهيرة لملابس الأطفال، وطلبت منى أن تشارك سدرة فى الحملة الدعائية لهم، والذهاب لعقد جلسة تصوير بعد أن رأت البوست وأعجبت بجمالها وستايل شعرها، واتفقنا معًا أن نخبر "سدرة" بأننى قدمت لها فى مسابقة لاختيار "موديل" وفازت بها لأنها "ستايل" وجميلة، وبالفعل ذهبنا إلى جلسة التصوير وكانت ابنتى فى غاية السعادة، وعلمت بعدها أن الشركة كانت استقرت على "الموديل" من قبل وأن "سدرة" كانت استثنائية وشعرت بالسعادة لموقفهم الإنسانى.
سدرة فى الجونة
والتقطت "سِدرة" طرف الحديث وبكلماتها التى لم يكتمل نُطقها الواضح بعد قالت "كنت فرحانة وأنا بتصور، وعاوزة أبقى موديل على طول، وأكتر حاجة عجبتنى الجيب والشراب".
سدرة جمال
صورة من الحملة الدعائية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة