الكتابة سلاح السيدات "القويات" لمواجهة السرطان.. أنيسة حسونة تسطر تجربة الألم والأمل فى كتاب لحث المصابات على مواجهة المخاوف..غادة صلاح سرد رحلة النجاة فى "الأنثى التى أنقذتنى".. ومبادرة تشجع المريضات على الحكى

الأحد، 10 ديسمبر 2017 06:30 م
الكتابة سلاح السيدات "القويات" لمواجهة السرطان.. أنيسة حسونة تسطر تجربة الألم والأمل فى كتاب لحث المصابات على مواجهة المخاوف..غادة صلاح سرد رحلة النجاة فى "الأنثى التى أنقذتنى".. ومبادرة تشجع المريضات على الحكى غلاف كتاب "الأنثى التى أنقذتنى"
كتبت نهير عبد النبى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مثل هذا الوقت من العام الماضى جلست أستمع فى ذهول للطبيب الذى نصحنى بترتيب أمورى المادية وغيرها قبل موعد مغادرتى المحتوم لهذه الحياة، لم أفهم كلماته حينها أو أستوعبها فانزلقت بوقعها القاسى على إدراكى وكأنها قطرات ماء تنزلق على زجاج دون أن تترك به أثرًا، بينما ظللت جالسة أمامه فى سكون وزوجى والبنات مثلى، وعقلى يدور بسرعة 360 درجة فى الثانية بين مختلف الاحتمالات، وأنا غير مصدقة أن ذلك يحدث لى فى الواقع، وأننى قد أصبت بهذا المرض الخطير فعلاً واستمررت فى النظر إلى وجهه وهو ما زال يتحدث وأنا أتساءل فى ذهنى ماذا أفعل هنا؟ لا بد أن هذه الإشاعات وتقريرها يخصان مريضة أخرى، وأن خطأ ما قد حدث بتسليمها لى كما يحدث فى الأفلام السينمائية؟
 
 الكلمات السابقة كانت وصفًا دقيقًا لمشاعر أى سيدة تتلقى خبر إصابتها بمرض السرطان، لخصتها الدكتور "القوية" أنيسة حسونة فى بوست على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" حينما قررت أن تخرج للعلن لتواجه الجميع بحقيقة إصابتها بهذا المرض اللعين .
 
 
 
ما بين طيات الجمل التى كتبتها الدكتور أنيسة حسونة فى هذه التدوينة ستصلك مراحل الألم التى تتعرض لها مريضة السرطان، صدمة وذهول، رفض وإنكار، قبول بالأمر الواقع ورفض الاستسلام ثم لملمة أنفسهن استعداد لخوض الحرب شرسة مع مرض لعين، هذه هى المراحل التى مرت بها العديد من سيدات مصر القويات فى مواجهة إصابتهن بمرض السرطان.
 
 
 
فى كل قصة من قصص هؤلاء ستجد مجموعة من التفاصيل المشتركة، سترى فى وجوههن نفس الملامح الجميلة الهادئة فى تقبل المرض، وكذلك القوة فى مواجهته، وفى مختلف هذه القصص أيضًا ستجد أن معظم هذه الحالات اشتركت فى سلاح معين لمواجهة المرض تمثل فى اتخاذ قرار بنقل تجربتهن للجميع، فى كتب، كرسالة للباقيات مفادها "لا تتوقفى عن المواجهة حتى الانتصار".

أنيسة حسونة تسطر تجربتها القاسية فى كتاب يصدر قريبًا

 

انيسة حسونة
انيسة حسونة


فى نفس التدوينة أعلنت الدكتورة أنيسة حسونة عن أنها سردت كل تفاصيل هذه التجربة القاسية فى كتاب سيصدر خلال أسابيع، ليكون رسالة أمل لكل من مروا بهذه التجربة القاسية، ولحثهم على مواجهة مخاوفهم.

 

وقالت أنيسة حسونة: "وبعد صمت طويل وتردد أطول لشهور طويلة قررت أن أتصرف بطبيعتى وأواجه مخاوفى من احتمال عدم تقبل الآخرين لمظهرى الجديد بعد خضوعى للعلاج من مرضى المفاجئ، فالكثير ممن حولنا يتوقعون منا أن نظل دائمًا فى أحسن صحة وحال رافضين قبول أى علامات ضعف أو مرض علينا وكأنه من قدر النساء فى عالمنا أن يتحملن آلامهن فى صمت حتى يستطيع الآخرون أن يستمروا فى الاعتماد عليهن باطمئنان كالعادة".

 

وتابعت: "لقد سطرت هذه التجربة الحياتية القاسية فى كتاب سيصدر خلال الأسابيع القليلة المقبلة إن شاء الله وأتمنى أن تجدوا به ما يثير اهتمامكم ويساندكم فى بعض اللحظات التى قد تبدو فيها الدنيا وكأنها قد أغلقت الباب فى وجوهنا رغم أن شعاع الأمل يظل دائمًا موجودًا بشكل أو بآخر ليحمينا من الانهيار ويدعمنا فى مواجهة الهواجس والقلق والخوف من المجهول".

 

بوست الدكتورة أنيسة حسونة
بوست الدكتورة أنيسة حسونة

 

 

غادة صلاح تؤلف "الأنثى التى أنقذتنى"

 

الانثى التى انقذتنى
الأنثى التى أنقذتنى

 

 

تجربة الكتابة عن السرطان، هو ما قامت به أيضًا الدكتورة غادة صلاح، مدير مركز صحة المرأة والمؤسسة المصرية للسرطان وإحدى الناجيات من المرض، حيث قامت بتأليف كتاب "الأنثى التى أنقذتنى" وهو عبارة عن مشاهد ومشاعر على ورق لكل ما مررت به فى الصراع مع المرض، وصاحبة فكرة أغنية "إنتى لسه جميلة"، وهى رسالة لكل مريضات السرطان أنها مهما شعرت بالألم وتغيير ملامحها الأنثوية إلا أنها ستظل جميلة وروحها أقوى من أى مرض.

 

وقامت أيضًا بنشر "كتاب ماما والورم فى مصر" وهو قصة إنجليزية من تأليف جيليان فورست، اكتشفته غادة أثناء رحلة علاجها من مرض السرطان فى لندن، فقررت أن تنقل الكتاب فى مصر محاولة منها لمساعدة كل الأمهات اللاتى يعانين من مرض السرطان، وهو عبارة عن مجموعة من النصائح موجهة لكل الأمهات المصابات بمرض السرطان، وكيفية التعاون مع أطفالهم وأخبارهم عن المرض، والتعايش معهم.

 

وأكدت غادة أنها تسعى لنقل تجربتها فى محاربة مرض السرطان لجميع السيدات المصابات به، لتقديم الدعم النفسى لهن فى مواجهة المرض.

 

غادة صلاح

غادة صلاح

 

 وسردت غادة صلاح، خلال كلمتها فى مؤتمر طبى، قصة إصابتها بالسرطان قائلة: "أنا مثلى مثل أى سيدة اكتشفت المرض بالصدفة، بعد ظهور تورم فى الثدى وبعد معرفة إصابتى بالسرطان، أصبت بحالة من الصدمة والإنكار والذهول والتفكير فى مستقبلى وأولادى، حتى اتخذت قرارى بخوض رحلة العلاج بكل قوة والحمد لله استطعت هزيمة المرض بعد المرور بمراحلة المأساوية من تساقط الشعر وهذيان الجسم وشحوب الوجه، وبعد الشفاء قررت أن أساعد غيرى من المرضى خاصة السيدات، لتقديم الدعم النفسى فى مواجهة السرطان".

 

مبادرة طاقة نور.. تشجع الناجيات على كتابة تجاربهن

 

طاقة نور
طاقة نور

 

وقالت رانيا حلمى إن مبادرة طاقة نور بدأت منذ 5 أشهر لتكون نافذة أمل لدعم مرضى السرطان من خلال الدعم النفسى وجلسات التوعية وورش العمل، فالسرطان مرض مثله مثل أى مرض آخر يضعف الجهاز المناعى وبالإرادة والتحدى والصبر، نستطيع أن نتخلص منه، وللأهل دور كبير فى مساندة المرضى، لافتة إلى أن هذا هو المؤتمر الأول للمبادرة وتستعد الفترة المقبلة لتنظيم العديد من الفعاليات.

مبادرة طاقة نور، إحدى المبادرات المختصة بعلاج وتأهيل السيدات الناجيات من مرض السرطان، تستعد أيضًا لتدريب السيدات على كتابة تجاربهن المختلفة مع الإصابة بالمرض.

وقالت رانيا حلمى مؤسسة المبادرة، وإحدى الناجيات من المرض أيضًا، إنها تسعى من خلال المبادرة لتقديم الدعم النفسى لمرضى السرطان، لافتة إلى أنه سيتم تنظيم ورش عمل للتدريب على الكتابة، لكى تقوم كل سيدة بكتابة وسرد تجربتها لنشرها على الجميع، لتأهيلهم ومساعدتهم على تخطى المرض.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة