بوتيرة متزايدة من الغضب، وفى وقت أعلنت فيه كافة مؤسسات الدولة المصرية شبه الرسمية رفضها استقبال مايك بنس نائب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ، وتبنى السلطة الفلسطينية وكنيسة القيامة موقفاً مماثلاً، رداً على إعلان واشنطن المنفرد الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الزيارة التى كان مقرراً لها الأسبوع المقبل، تم تأجيلها، فى وقت لا يزال فيه البيت الأبيض يلتزم الصمت دون نفى أو تأكيد لتلك الأنباء.
وقالت صحيفتى جيروزاليم بوست، وهاآرتس الإسرائيليتان إن تأجيل الزيارة تم بناءً على طلب من البيت الأبيض، وأن ذلك التأجيل "لأجل غير مسمى".
الشيخ أحمد الطيب
يأتى هذا وسط ارتفاع حدة الأصوات الرافضة لاستقباله، فبعد أن أعلن كل من شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب والبابا تواضروس الثانى بطريرك الكرازة المرقسية رفضهما لقاءه، كما قررت السلطة الفلسطينية عدم استقباله، وتبعها عدد من المؤسسات والجهات منها نقابة الصحفيين الفلسطينيين وأعضاء القائمة المشتركة فى الكنيست وقيادات كنسية فى القدس، أعلن أيضا أمين مفتاح كنيسة القيامة فى القدس أديب جودة الحسيني آل غضية، رفضه القاطع استقبال نائب الرئيس الأمريكى مايك بينس خلال زيارته المرتقبة لمدينة القدس ونيته زيارة كنيسة القيامة كما تم إبلاغه.
وأضاف الحسيني بحسب ما نشرته وكالة معا الفلسطينية، أن عائلة جودة الحسينى هى عائلة مقدسية وأمناء مفاتيح كنيسة القيامة منذ 850 عاما منذ عهد الناصر صلاح الدين، مضيفا" نقوم بواجبنا على أكمل وجه فى الماضى والحاضر وسنقوم به فى المستقبل أيضا".
وأكد أنه بناء على التزامهم الدينى والأخلاقى الذى تحمله العائلة اتجاه الأماكن المقدسة فأنه لن يستقبل "بينس" للتعبير عن رفضهم القاطع والمطلق لقرارات الرئيس الأمريكى اتجاه المدينة المقدسة عاصمة دولة فلسطين، داعيا فى نفس الوقت غبطة بطريرك الروم الأرثوذوكس وحارس الأراضى المقدسة إلى مقاطعة زيارة نائب الرئيس الأمريكى الرسمية لنائب الرئيس الأمريكى لكنيسة القيامة.
مهمة صعبة
ومن جانب آخر، قالت شبكة "بلومبرج" الأمريكية، إن مايك بنس يواجه جولة صعبة فى الشرق الأوسط بعدما رفض كل من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس الكنيسة القبطية البابا تواضروس الثانى، لقائه عند قيامه بزيارة المنطقة الشهر المقبل، احتجاجا على إعلان الولايات المتحدة القدس عاصمة لإسرائيل.
مايك بنس نائب الرئيس الأمريكى
وقال وزير الخارجية الفلسطينى رياض المالكى فى القاهرة، إن وضع القدس يجب أن يتحدد فى مفاوضات السلام مع إسرائيل، مضيفا أن الرئيس عباس لا يخطط للقاء بنس. ولن يلتقى البابا تواضروس أيضا ببنس لأن قرار الإدارة الأمريكية فشلت فى الأخذ فى الاعتبار مشاعر ملايين الناس، بحسب ما قالت الكنيسة فى صفحتها على فيس بوك.
وأمام إعلان العديد من المؤسسات والهيئات الرسمية وشبه الرسمية رفضها استقبال بنس رداً على التحرك الأمريكى المنفرد بشأن القدس، يتوقع مراقبون ألا تحمل الزيارة التى تتضمن مصر وإسرائيل والأراضى المحتلة، أى جديد فيما يتعلق بمفاوضات السلام المتوقفة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مرجحين أن يتم إلغاءها أو تأجيلها فى ظل حالة السخط العام السائدة فى الدول العربية ضد الإدارة الأمريكية.
فيما يتوقع خبراء أن يتم خلال زيارة بنس للقاهرة مناقشة ملفات من بينها سبل دعم الجهود التى تبذلها مصر فى مكافحة الإرهاب فى سيناء والدور الذى تلعبه القاهرة فى القضاء على المنظمات المتطرفة فى الشرق الأوسط بكافة صورها، وكذلك دعم الإدارة الأمريكية لبرنامج الإصلاح الاقتصادى الذى تنفذه الحكومة المصرية، يظل ملف القدس والقرار الأمريكى الأخير أحد أبرز نقاط الخلاف التى ستكون حاضرة فى تلك المباحثات.
ترامب
وقال توم حرب عضو الحزب الجمهورى الأمريكى، لـ"اليوم السابع"، إن هذه الزيارة هدفها الأساسى الدفع بعملية السلام ومحاولة رأب الصدع الذى أحدثه قرار ترامب بشأن القدس، ومحاولة حل الوضع ببين الإسرائيليين والفلسطينيين، وبحث أوضاع مسيحيى الشرق الأوسط، وكيفية مكافحة الإرهاب ومناقشة سبل التصدى للمحور الإيرانى فى المنطقة.
وعن رفض شيخ الأزهر والبابا تواضروس لقاءه قال توم: إنهما يبعثان برسالة مهمة للرئيس ترامب والبيت الأبيض مفادها أن القرارات الأخيرة مرفوضة ولا يمكن قبولها.
البابا تواضروس
وفى محاولة للهروب من أزمة القدس، يتوقع مراقبون أن يناقش بنس خلال زيارته للقاهرة مع المسئولين المصريين ملف الرباعى العربى وإمارة قطر، فى ظل رفض الأخيرة الانصياع للمطالب العربية الـ13 والتى يأتى فى مقدمتها وقف دعم وتمويل الإرهاب.
هل تلغى الزيارة؟
ورغم تزايد حالة الغضب تجاه الولايات المتحدة ورسولها، إلا أن مصادر دبلوماسية أن زيارة بنس لا تزال منتظرة ولا يوجد اتجاه لإلغائها، حيث نشرت شبكة فرنسا 24 نقلاً عن مسئولين أمريكيين قولهم إن موعد الزيارة محدد منذ منتصف الشهر الماضي وإن ترتيبات جدول الزيارة مازال قائماً دون أى تغييرات فى الوقت الراهن، وإن الزيارة بالتأكيد سوف تناقش الأوضاع الأخيرة فى المنطقة وقرار الرئيس الأمريكي ترامب بشأن القدس، وهو ما أكده خبراء أمريكيون لليوم السابع، حيث قال البروفيسور جاى هومنيىك كبير خبراء مركز لندن للدراسات السياسية والاستراتيجة بواشنطن، إن مايك بنس سيقوم بشرح ويقدم إيضاحات حول قراره بشأن القدس، وغن كان رفض الجهات الرئيسية لقاءه يحرج الرئيس الأمريكى، ورأى هومنيك فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن هناك احتمالات كبيرة لإلغاء الزيارة حتى لا يخسر البيت الأبيض علاقاته مع هذه الجهات الرافضة للقاء.
ترامب وصديقه بنس
بينما قال دانيل بيبس رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات السياسية، أن احتمال إلغاء زيارته لإسرائيل غير قائم فهى جزء أساسى فى برنامج رحلته الأولى للشرق الأوسط، ورغم تصاعد حدة الرفض تجاه لقاء مايك بنس إلا أن هذا كان متوقعا وواضحا للقائمين على إعداد البرنامج الخاص بالزيارة فقرار ترامب بشأن القدس ليس وليد لحظة ولم يأتى بشكل مفاجئا لموظفى البيت الأبيض ، بل تم الإعداد له منذ فترة، فإذا كان ينتوى الإلغاء لكان أعلن ذلك فى وقت سابق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة