هل نفهم ما جرى فى انتخابات اتحاد الطلاب فى الجامعات المصرية على نحو دقيق، كيف تم فتح باب الانتخاب ليتقدم أقل عدد فى تاريخ الانتخابات الطلابية، ويشارك أقل عدد فى تاريخ التصويت على اختيار طلاب الاتحادات؟
خذ مثلا ما جرى فى جامعة القاهرة، حيث أسفرت الانتخابات الطلابية عن فوز 8 كليات بالتزكية و4 بالتعيين، فيما جرى التصويت فى 8 كليات فقط، وهذه النسبة متقاربة فى جامعات أخرى، فعمليات الترشح متراجعة، والتصويت مهمل فى غالبية الجامعات، فهل نفهم هنا أن الطلاب فى حالة عزوف عن الترشح وعن التصويت معًا؟
هذا المشهد يثير الشجن والأسى، فقد كانت هذه الانتخابات فى الماضى تمثل مقياسا للحيوية والنشاط داخل أسوار الجامعة، وكانت تشكل أيضا بروفة عملية لاستكشاف الكوادر التى ستتصدى للعمل السياسى والنشاط المدنى فيما بعد، وأغلب من نراهم اليوم من كوادر فى مناصب ومواقع مختلفة كانوا من قبل من الناشطين فى العمل الطلابى داخل الجامعة.
لماذا صارت هذه الانتخابات بلا قيمة لدرجة أن القوائم التقليدية للمرشحين لم تجد من تنافسه، وللحد الذى اعتبر فيه الطلاب ساعات التصويت فرصة لمغادرة الجامعة مبكرا، أو توقيتا رائعا للرحلات أو للسفر أو حتى لتناول الغداء جماعيا فى المطاعم المحيطة بالجامعة؟.
لا أريد الاستعجال فى التحليل، فهذه مهمة اجتماعية سياسية معقدة، ولكننى أخشى أن نكون قد خسرنا حالة الشغف لدى الطلاب بالمشاركة فى العمل العام، الكبار فى المجتمع السياسى والإعلامى والبرلمانى وداخل أعضاء هيئة التدريس أدمنوا إطلاق التحذيرات التى تنبه طلابنا لخطورة انتشار التيارات المتطرفة داخل الجامعة، أطلقنا أجراس الإنذار قلقا من الإخوان والسلفيين والجماعات المتشددة الأخرى التى اتخذت من الجامعة سبيلا للعمل الحزبى والطائفية السياسية، لكننا لا نريد لهذا الفزع أن يقتل روح المشاركة لدى طلاب مصر، ولا نريد لحالة القلق الوطنى من الإرهاب أن تحول بيننا وبين إعداد جيل من الطلاب قادر على ممارسة العمل العام لخدمة بلاده فى المستقبل.
من يحلل لنا هذا المشهد؟
ومن بيننا مهتم أساسا بهذه النتائج؟
ومصر من وراء القصد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة