الشارع فى أسبوع.. صور.. شيال الحمول صابر مهما تطول المشاوير.. الفلاح منور الأرض بشاله الأبيض.. شقاوة زمان هتغنى معاها "ساعات بشتاق ليوم عيشته وأناصغير".. والأتوبيس عطل فالركاب رفعوا شعار إيد على إيد نكمل السكة

الجمعة، 15 ديسمبر 2017 02:25 م
الشارع فى أسبوع.. صور.. شيال الحمول صابر مهما تطول المشاوير.. الفلاح منور الأرض بشاله الأبيض.. شقاوة زمان هتغنى معاها "ساعات بشتاق ليوم عيشته وأناصغير".. والأتوبيس عطل فالركاب رفعوا شعار  إيد على إيد نكمل السكة الشارع فى أسبوع
كتبت إسراء عبد القادر - تصوير حسين طلال و كريم عبد العزيز و عمرو مصطفى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أيام تمر وعدسة الكاميرا تتجول فى الشوارع المصرية تبحث عن القصص التى لا يزال الشارع المصرى لم يفصح عنها كلها، ووجوه مصرية تقابل كاميرا اليوم السابع فى طريقها، فعلى مدار أسبوع كامل دخلت عدسة الكاميرا للأحياء الشعبية، وسارت فى مناطق كثيرة، تتوقف تارة وتسرع تارة أخرى، لكن اللقطة المعبرة هى التى تجبرها على التوقف وتسجيل لحظاتها.

 

فبين الوجوه المصرية السمراء للعمال مرح هنا وقصص معاناة هناك، ذكريات الطفولة والمرح فى الشوارع، وأيادى العمال المصريين الذين كونوا شخصيتها بعرق جبينهم لسنوات طويلة، وبين ذلك كله تهدينا اللقطات قصص ونماذج تتواجد فى حياتنا جميعًا، فلنستعرض سويًا أبرز ما سجلته عدسة الكاميرا على مدار الأسبوع:

ساعات بشتاق ليوم عيشته وأنا صغير

صورة السبت
 

دخلت عدسة الكاميرا أثناء جولتها إلى عالم المرح وركوب الدراجات فى إحدى الرحلات المعتادة لدى كثير من المصريين، واحدة من أشهر الرحلات التى يحرص الكثيرون من مختلف محافظات مصر على تجربتها ولو لمرة واحدة فى العمر هو الذهاب للقناطر الخيرية، فحدائقها المعهودة وجوها ومنظر النيل بها، جعلت منها مصدر جذب للنزهة الداخلية، فتلك الصورة لمجموعة من الأطفال الذين راحوا يتسابقون فى ركوب الدراجات على كوبرى محمد على بالقناطر الخيرية.

 

وظهروا وكأنهم يقدمون عرضا أكروباتيًا ظهر ذلك الطفل وهو يستعرض مهاراته فى التوازن بالسير على إطار واحد للدراجة، حركة معتادة يتفاخر بها الأطفال بين بعضهم البعض، وأقدام أخرى تسير من حوله ودراجات كثيرة فى نفس طريقه، وكلها وجوه ذاهبة لاقتطاع بعض الساعات من النزهة المصرية بسيطة التكاليف، وسط الحدائق الرائعة على ضفاف نهر النيل بمنظره الفريد.

 

 تضحكى للصبح يصبح بعد ليلة مغربية

صورة الأحد
 

وفى أحد شوارع القاهرة الجانبية، لم تتمكن عدسة الكاميرا من عدم تسجيل تلك اللقطة الفريدة من نوعها لطفلة صغيرة جلست تبيع الخضراوات على جانب الشارع، مشهد لا يمكن وصفه فى كلمات قليلة، لتلك الفتاة التى جلست جلسة أجدع بائعة للخضراوات على جانب أحد الشوارع، تراصت أمامها أقفاص الخضراوات، حمل إحداهما ورق العنب، وآخر حمل الملوخية، بينما راحت هى تفرز وتضع فى إحدى كفتى الميزان الحديدى بعض من ورق العنب.

 

تتدبر هيئتها لتجدها بائعة متكاملة الأركان، لكن جلستها لا تتلائم مع سنها، لا شك أنها نسخة من والدتها التى تركتها لبعض الوقت تبحث عن زبون يجلب رزق يساعدها على العيش، لكنها بكل ما حملت من تفاصيل صورة عبرت عما ستكبر عليه تلك الفتاة.

 

ستكبر لتصبح أم مكافحة، دخلت فى دوامة لقمة العيش منذ نعومة أظافرها، لن تكفيها بعض الكلمات عن وصف ما ستتمكن تلك الفتاة الصغيرة على تحمله عندما تكبر، ربما ذلك هو أحد الأسرار التى تقف خلف جانب من جوانب "ستات مصر الجدعة". 

 

يا اللى معاك المال برده الفقير له رب كريم

صورة الأثنين
 

وفى طريقها بأحد القرى المصرية صادفت عدسة الكاميرا أحد الوجوه المصرية، بوجه اكتسب من طمى النيل سماره، وابتسامة تملؤها الرضا، ولحية نال منها الزمن وترك عليها أثره من الشيب مع ملامح ونظرة تُشعِرك بالدفء بمجرد أن تقع عيناك عليها، امتطى هذا العجوز حِماره الذى يشاركه رحلة بحثه عن الرزق والعمل، ويحمله ذهاباً وإياباً دون أن يشكو من الحِمل، وهو يمسك بعصاه التى تعينه على طريقه وتساعده فى توجيه الحمار لمقصده.

 

بدأ يومه مع بزوغ الشمس مصطحباً كمية قليلة من المحصول فوق دابته، وقرر الاتكال على ربه الكريم لتوفير قوت يومه، رحلة قصيرة رصدتها كاميرا "اليوم السابع" لهذا الفلاح البسيط واقتنصت عدستها نظرة رضا بالمقسوم وكأنه يردد كلمات تلك الأغنية قائلاً "الفقير له رب كريم" قانعاً بحياته البسيطة الذى وهبه الخالق إياها، ومستبشراً بما هو آتٍ.

 

 صابر مهما تطول المشاوير

صورة الثلاثاء
 

واستكمالًا لتسجيل لقطات مما تخبئه شوارع القاهرة من أسرار وقصص كفاح على مدار اليوم، التقطت عدسة الكاميرا ذلك المشهد لأحد العمال المكافحين، ففى أحد الأحياء الشعبية، راح ذلك الرجل يبصم بآثار أقدامه على الأرض، حاملًا جبلا صغيرا من أغلفة الجوالات، والتى غلفها بحصيرة قديمة حتى يمكن من جمعهم فى كومة واحدة، وأمسك بكيس بلاستيكى ضخم حمل فيه أشياء أخرى، راح يضع القدم ويسحب الأخرى حتى يتمكن من التقدم نحو مقصده.

 

تتدبر هيئته فتجده واحدًا من النماذج المصرية البسيطة التى تبحث عن قوت يومها، يطوى الأرض ويسجل اسمه فى مشاوير الشقيانين كل يوم باحثًا عن اللقمة الحلال، غطى ما يحمله عن وجهه، ولكن يمكنك تصور ملامحه، فهو صاحب وجه يعرفه الكثيرون جيدًا ويقابلونه كل يوم فى الشوارع المصرية.

 

نماذج تعمل وتكد وتبحث عن رزقها من عرق أياديها، ففى لقطة اليوم راح ذلك الرجل يسير تجاه مقصده يحدث نفسه ويطلب من المولى عز وجل أن يعينه على تقصير مشواره وأن يهون السكة عليه حتى يصل بأمان.

 

ماتخليش حاجة توقفك.. كل الحدوتة شوية مجهود

صورة الأربعاء

 

ثم حولت الكاميرا دفتها، لتهدينا مشهد تعجز الكلمات عن وصف ما يعبر عنه، صورة لخصت ملحمة ومشهد يقابله المواطن المصرى كثيرًا على مدار يومه فى المواصلات العامة، فذلك الأتوبيس الذى تعطل فنزل ركابه من كل شكل وسن ولون واستحضروا ما بهم من عزائم ليدفعوه بهذا الشكل كشفت حقيقة معدن المواطن المصرى الأصيل.

 

جاءت اللقطة فى أنسب وقت، عندما وقف الشاب بكتف الموظف بكتف التباع وسائق الأتوبيس ووجوه مصرية أخرى منهمكين فقط فى دفع الأتوبيس للسير، لقطة عبرت عن حقيقة المصريين ووقوفهم بجانب بعضهم البعض فى أصعب المواقف، كان بإمكان أى راكب منهم بأن يترك المشهد ويذهب للبحث عن وسيلة مواصلات أخرى، ولكن هذا لم يحدث ووقف الركاب جميعهم بهذا الشكل رافعين شعار"إيد على إيد هنكمل السكة".

 

تتدبر تلك اللقطة لتعرف المعنى الحقيقى لما تحتاجه مصر فى الوقت الحالى، فإذا وقف العامل بجانب الشاب بجانب الموظف والمواطن البسيط ودفعوا البلاد للأمام، وكل ما يفكرون فيه هو استكمال الطريق بأمان، ستحصد نتائج مبهرة على الأصعدة المختلفة، تعطل ذلك الأتوبيس أهدى عدسة اليوم السابع لقطة فريدة، احتضنت بين تفاصيلها رسالة للحياة، وكشفت عن معدن المواطن المصرى الأصيل الذى يتغلب على ما يواجه من صعاب مهما كبر حجها.

 

 مطرح ما تروح الخير وياك

صورة الخميس
 

وذهاباً للحقول المصرية وعالم الفلاح المصرى الذى يفنى حياته معطاء للأرض، فتجود عليه بخيراتها على مدار العام، ففى موسم حصاد قصب السكر يكد ويتعب الفلاحون فى جنيه، وبعد الانتهاء من الجنى يأتى دور بعض الفلاحين لجمع مخلفات الحصاد، أكوام من القش التى تلزم إزالتها لزراعة الأرض مرة أخرى، عدسة الكاميرا دخلت لكواليس عالم الفلاح المصرى والتقطت تلك اللقطة التى ظهرت وكأنها لوحة فنية لخصت ملامح الفلاح المصرى، فبعرق جبينه وأياديه يعم الخير، وتملأ المحاصيل الأسواق.

 

فبهيئته المصرية البسيطة، والشال الأبيض على رأسه بذل ذلك الفلاح جهدا كبيرا فى الانتهاء من إزالة مخلفات موسم الحصاد، فبينما تقف الكاميرا لتسجل لحظاته الخاصة أثناء عمله فى الحقل، ظل ذلك الفلاح منهمكًا فى عمله حتى الانتهاء منه.

 

من الساعات الأولى من الصباح حتى غياب الشمس يعطى جهده للأرض فتجود عليه من خيرها، بطل صورة اليوم  أحد النماذج المصرية الأصيلة للفلاح المصرى الذى ساهم فى تشكيل شخصية مصر وحضارتها منذ آلاف السنين، وساهم فى بناء خيراتها بعرق جبينه ويديه.

 

سلمها لله تلقى الرزق قريب

صورة الجمعة
 

ثم دخلت الكاميرا لعالم عمال التراحيل، الذين يتراصون على جوانب الطريق فى شوارع القاهرة فى انتظار الزبون الذى يستعين بهم فى أحد مهام البناء، رحلة حياة عنوانها التوكل على الله، وتغيرات كبيرة تصيب تلك المهنة، وتقلبات فى الحال بين الحين والآخر، ولكن أربابها يرفضون تركها، فلم يعرفوا سواها منذ بحثهم عن عمل يعينهم على مطالب الحياة.

 

فبوجه بصمت عليه تجاعيد مرور السنوات، وأدوات البناء التى تقف أمامه صابرة ومنتظرة كما يجلس هو الآخر صابرا، فى انتظار الخير الذى سيهديه القدر إياه، لقطة خاصة وعالم مكتظ بتفاصيل حكايات الصبر والتوكل على الله فى طلب الرزق.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة