كشف الكاتب الصحفى كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة عن حجم الديون المتراكمة على المؤسسات الصحفية القومية ، مضيفا أن حجم الديون يبلغ 19 مليار جنيه وأن المؤسسات الصحفية فى الوضع الحالى غير قادرة على السداد، مناشدا البنك المركزى والبنوك الأخرى بالتعامل بشىء من المرونة مع المؤسسات القومية ، وأن يعاملوا الصحافة معاملة رجال الأعمال المتعسرين .
وأضاف كرم جبر فى حوار لـ"اليوم السابع"، على هامش مشاركته فى المؤتمر الدولى الذى عقده اتحاد الصحفيين العرب فى بغداد ، أنه آن الأوان لأن تختفى الشعارات الفارغة التى أدت إلى النواكس من الأجواء العربية ، مشيرا إلى أن العواصم العربية التى ضاعت ، ضاعت بسبب الحرب الكلامية المشتعلة بين العرب ، وأنه آن الأوان أن يتفق العرب على هدف واحد وأنه يجب الاصطفاف والتوحد خلف قضية واحدة وهى القدس.. إلى نص الحوار:
**
بداية .. حدثنا عن كيفية تعامل الهيئة الوطنية للصحافة مع الديون المتراكمة على المؤسسات القومية ؟
- الديون المتراكمة على المؤسسات الصحفية القومية من القضايا الصعبة لأنها متراكمة منذ 50 عاما منذ انشاء الصحافة ، درسنا الديون كاملة وأصبحت قضية الديون واضحة لكل مؤسسة ، المؤسسات الصحفية فى الوضع الحالى غير قادرة على سداد الديون ، نحن كهيئة رأينا أنه مع بداية خطة الإصلاح تلتزم المؤسسات بدفع الأقساط الجديدة ، وبعد ذلك نبدأ التباحث حول الملف السرطانى و نبدأ عملية جدولة ، مضيفا أن هناك ديون فيها والملاحظ أن البنوك تتعامل مع الديون الخاصة بالمؤسسات الصحفية معاملة "المرابى"، البنوك تتفاوض مع المؤسسات مفاوضات صعبة وكأن المؤسسات مال أيتام .
- نناشد البنك المركزى والبنوك الأخرى بأن تتعامل بشىء من المرونة مع المؤسسات القومية ، عليهم أن يعاملوا الصحافة معاملة رجال الأعمال المتعسرين يا اما ستظل المؤسسات عاجزة عن الدفع .
**
وكم تبلغ قيمة تلك الديون الآن؟
- "الحصر المبدئى للديون 19 مليار جنيه و لكن اذا تم فحص هذا الرقم سينزل إلى النص أو أقل ، ماكينة الفوائد طائشة وتعمل طوال الوقت".
**
وماذا عن مرصد الشائعات ووحدة حقوق الإنسان الذى تم الإعلان عن إنشائهما فى الهيئة؟
- وحدة حقوق الإنسان تم إنشاؤها وبدأنا فى رصد القضايا المختلفة وخاصة كل ما ينشر عن حقوق الإنسان فى الصحافة المصرية ، المرحلة الثانية سنخاطب الجهات المعنية حتى تزودنا بالمعلومات و الرد على هذه الشائعات ، الهيئة على تواصل مستمر مع رؤساء تحرير الصحف القومية بشأن التشاور حول معايير نشر القضايا المتعلقة بالإرهاب، فى قضية انتخابات الأندية الرياضية وضعنا معايير والتزمت بها المؤسسات والعمل بهذه المعايير جمل صورة الصحافة القومية بعد فوز محمود الخطيب .
- أما بالنسبة لمرصد الشائعات ، نحن فى حاجة إلى تعاون أكبر مع مجلس الوزراء بشأن المرصد ، لا نملك أن ندافع عن الحكومة أو الرد على شائعة دون توفير المعلومات ، لن نزيف حقائق ،كثير من الجهات تتباطئ فى الرد .
**
هل تم الأخذ بملاحظات الهيئة أثناء مناقشة قانون الصحافة فى مجلس النواب ؟
- درسنا القانون دراسة جيدة ووضعنا بعض المقترحات التى تتعارض مع بعض الاتجاهات داخل مجلس النواب ، وإذا لم نتوصل إلى حل يلبى متطلبات الصحافة القومية من الممكن أن نصل إلى صدام، هناك إصرار من قبل أعضاء لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب بإلغاء الجمعيات العمومية ، نحن كهيئة وطنية للصحافة ومؤسسات قومية اجتمعنا وقررنا جميعا الإبقاء على الجمعيات العمومية لعدة أسباب أهمها أن الجمعيات العمومية هى التى تدير وإلغاء الجمعيات العمومية وأن تحل محلها الهيئة الوطنية للصحافة به تعارض مصالح لأنه من المفترض أن الهيئة تدير وتشرف ، الهيئة الوطنية للصحافة يجب ألا تمتلك كوادر لا مادية و لا بشرية ، فمن الظلم الشديد أن بعض الآراء داخل مجلس النواب تصر على إلغاء الجمعيات العمومية، نحن نعترض بشدة و نقلت ذلك للدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب ووعد بعرض القانون علينا عقب انتهاء اللجان من مناقشته مرة اخرى .
- القانون بشكله الحالى فى حاجة إلى دراسة جيدة ونظرة شاملة، قانون نقابة الصحفيين فى حاجة إلى تغيير لأنه قانون قديم وتعافى عليه الزمن، نقابة الإعلاميين تتحسس طريقها ببطء شديد جدا، هذه منظومة إعلامية كانت فى حاجه إلى قانون شامل يوحد المنظومة جميعها، أنا مع رأى سيغضب أعداد كبيرة من الصحفيين ، أنا مع رأى أن تكون هناك نقابة واحدة شاملة للصحفيين والإعلاميين ، لا داعى للتفرقة ولا لهواجس أن أعداد الإعلاميين كبيرة فيمكن أن يذوب الصحفيين وسطهم فيأتى نقيبا للصحفيين والإعلاميين شخص ينتمى للإعلاميين، عمل تفرقة ما بين الوظيفة الصحفية و الإعلامية صعب جدا، الصحفيين هم الذين يعدوا ويقدموا البرامج والإعلاميين أيضا هم الذين يكتبوا فى الصحف، لو كانت هناك نقابة واحدة للصحفيين والإعلاميين ستلم الشمل و تستطيع النقابة توفير مواردها .
**
هناك من يردد أنه بمجرد إصدار قانون الصحافة والإعلام سيتم تغيير رؤساء مجالس إدارات وتحرير الصحف.. ما تعليقك؟
- القانون الحالى للهيئات الإعلامية وضع قواعد للرقابة ، يعنى أن هناك تقييم أداء كل ستة أشهر وتقييم أداء خلال عام، تقييم الأداء سيكون على معايير معينة، معايير بالنسبة للوظائف القيادية فى الصحافة أو للإدارة ،ومعايير الإدارة وحجم الإنجاز الذى تم، هل حدث نوع من التحسن فى الموارد ؟ هل حدث نوع من التطوير ؟ هل حدث تقليل الخسائر ؟، هناك استمارة تم إعدادها لتقييم الأعمال الإدارية، نفس الموقف للتحرير، نناقش معدلات التوزيع والمرتجع والمطبوع وخسارة كل مؤسسة، الغرض من عملية أى إصلاح مالى وإدارى هو تقديم منتج تحريرى جيد .
وقال نحن مطالبين خلال الفترة الحالية بمناقشة المحتوى التحريرى بشكل جدى و بعض المؤسسات ستبدأ نهاية العام الحالى تقديم شكل جديد فى التطوير والتحديث ، التغيير ليس محدد بمدة ولكن هناك معايير للتقييم عقب عام و يمكن بعد سنة بعد مناقشة ما تحقق فى كل مؤسسة على حدة يحدث تغيير ، ليس هناك ما يمنع للتغيير ، من حق الهيئة أن تناقش معدلات الأداء و تتخذ القرارات المناسبة منها التغيير .
**
هل سيكون للهيئة الوطنية للصحافة مشروع لتدريب الصحفيين على تغطية الانتخابات الرئاسية القادمة ؟
- لدينا مشروع مهم سيتم الإعلان عنه بشأن الانتخابات الرئاسية و سيتم البدء فى تنفيذه قريبا، أبرز محاور المشروع هو تدريب الصحفيين المكلفيين بتغطية الانتخابات ، سيكون هناك دورة تدريبية مكثفة للصحفيين العاملين بالمؤسسات الصحفية القومية ، أعددنا المشروع التدريبى و نتفق الان مع الجهات المعنية و سيتم الإعلان عنه خلال أيام وسنطلب من المؤسسات ترشيح الصحفيين الذين سيتولوا تغطية الانتخابات الرئاسية و سيكون هناك دورة مكثفة ستتناول المعاير الدولية لإدارة الانتخابات .
**
صوتك لمن فى الانتخابات الرئاسية القادمة ؟
- أنا مع فكرة الاستقرار ، الفترة الأولى كانت لتثبيت أركان الدولة و التانية لبناء الدولة الحديثة و أنا مع الدولة الحديثة .
**
ما تعليقك على قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس ؟
- الصدمة التى أصيب بها العالم العربى هى مسئولية العرب ، ترامب أعلن خلال ترشحه للانتخابات الرئاسية أنه سينقل العاصمة الأمريكية إلى القدس ، مستغرب أسباب الصدمة العربية لأن مبكرا كان معلوما أن الرئيس الأمريكى ينوى نقل السفارة ولم تحدث تحركات لا عربيا و لا على صعيد العالم الإسلامى لمواجهة هذه الخطوة مبكرا، القصور عربى إسلامى و العجز من الدول العربية الإسلامية، الغضب العربى الإسلامى يجب توجيهه إلى الوجهه الصحيحة ،الوجهه الصحيحة أن الذى يحتل القدس هى إسرائيل وأن الذى نقل السفارة هو الرئيس ترامب، فالغضب العربى يجب أن يوجه إلى إسرائيل و الولايات المتحدة ولا يكون سبيلا للتنازح و لا التناحر بين العرب و لا لتحميل الحكام المسئولية .
**
وما المطلوب الآن من الدول العربية ؟
- قضية القدس يجب أن تجمعنا جميعا وراءها، يجب الاصطفاف و التوحد خلف قضية واحدة وهى القدس، آن الأوان أن تختفى الشعارات الفارغة التى أدت إلى النواكس من الأجواء العربية، العواصم العربية التى ضاعت ، ضاعت بسبب الحرب الكلامية المشتعلة بين العرب، آن الأوان أن يتفق العرب على هدف واحد ويمكن تكون عملية القدس ضوء ما بين الظلام و يبدأ التجمع حول هدف واحد ،ماذا نفعل كعرب؟ ،لابد من بعض الخطوات العملية ، اتحاد الصحفيين العرب عليه أن يقود الإعلام العربى ،الإعلام العربى قوة ضاربة و يجب أن يقود الرأى العام العربى ويقود حالة من الوعى، بمعنى أن نتحد جميعا وراء القضية الفلسطينية، وأن يتم إستخدام كل وسائل الإحتجاج سواء على مواقع التواصل الاجتماعى بالكلام و الحركة أو المقاطعة ،نحن نعلم جميعا أن مقاطعة البضائع الأمريكية صعب جدا على الحكومة لأسباب كثيرة، المقاطعة يجب أن تكون على المستوى الشعبى ، الجمعيات المتواجدة على مستوى الوطن العربى و خاصة جمعيات المجتمع المدنى عليها أن تقود حركة مقاطعة واسعة حتى تشعر الولايات المتحدة أنها ارتكبت جرما كبيرا فى حق العرب و المسلمين ،يجب تفعيل مقاطعة شعبية و مدروسة وتتولى الإشراف عليها جمعيات المجتمع المدنى، هل من الممكن أن تجتمع قمة عربية و لو مصغرة لإتخاذ قرار عربى بشأن القدس نحن نعلم أن كثير من البلدان العربية بلا حكام ولكن دول المغرب العربى و مصر و الخليج من الممكن أن تبلور قوة عربية تستطيع أن استصدر قرار، نعلم أن عواصم مثل ليبيا و اليمن وسوريا من الصعب أن يكون لها موقف و لكن باقى الدول العربية من الممكن أن تكون القدس باعث لنهضة عربية جديدة و إعادة فكرة العروبة من جديد إلى الساحة ، جامعة الدول العربية لها دور مهم ، جامعة الدول العربية عليها أن تتبنى مشروع كبير لإحياء القدس ، لجنة القدس التى شكلت عام 1975 لم تؤد دورها بشكل فاعل، كان من المفروض أن تقدم تقرير ينوى إلى المؤتمر الإسلامى لكن لم يحدث ،يجب أن تتبنى جامعة الدول العربية القضية الفلسطينية بشكل دائم ومستمر و ليس بشكل مناسبات، يجب أن تتولى جامعة دول العربية حملة منظمة طوال السنة حتى تكون قضية القدس هى القضية رقم 1 فى الأجندة العربية أين قضية السلام، كل مفروض لا يتجزأ و القدس تدخل عنصر من عناصر قضية السلام ،آن الأوان أن يكون هناك رأى عربى يدفع قضية السلام من جديد و يعيد إحياء القضية و يواجه المخططات الإسرائيلية الكثيرة التى تستهدف السلام، المصالحة الفلسطينية الحقيقية باتت ضرورة ملحة فى هذا التوقيت، مصالحة فلسطينية حقيقية ليس مهما من يجلس على السلطة، على الفصائل الفلسطينية يتحدوا و إذا لم يتحدوا فى قضية القدس ففى أى قضية سيتحدوا !.
**
هل الهيئة الوطنية للصحافة ستطالب المؤسسات بتخصيص مساحات للحديث عن قضية القدس؟
طالبنا اتحاد الصحفيين العرب بإنشاء مرصد لرصد انتهاكات إسرائيل فى القدس، هذا المرصد يعمل متابعة يومية لما يحدث من انتهاكات ،المرصد ليس عمله إعداد دراسات أو أبحاث توضع فى الإدراج و لكن يزود وسائل الإعلام العربية بما يحدث أول بأول وهذا واجب وطنى على كل الصحافة و الإعلام العربى .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة