منذ إعادة انتخابه رئيسا للجمهورية الإسلامية فى إيران لولاية ثانية، ونجاحه فى الحصول على أغلبية ساحقة فى انتخابات رئاسية عقدت فى 19 مايو الماضى، حسمها لصالحه فى الجولة الأولى بالفوز بـ 23 مليونا و549 ألفًا و616 صوتا أى بنسبة تقترب من 60%، قدم الرئيس المعتدل حسن روحانى، للجماهير الإيرانية وعودا عدها مراقبون أكبر من صلاحياته كرئيس فى بلاد يحتل منصب الرئيس فيها المركز الثانى فى هرم السلطة بعد المرشد الأعلى الذى يتربع على قمة الهرم، ويفتقر الرئيس إلى الكثير من الصلاحيات.
واليوم يمر أول 100 يوم على صعود روحانى الذى أدى اليمين الدستورى فى اغسطس الماضى، أمام البرلمان، وبحسب المعمول به فى إيران، قدم الرئيس تقريرا حول أداء حكومته وانجازاتها والوعود التى حققتها فى الـ 100 يوم الماضية، فى حوار متلفز مساء الثلاثاء الماضى، تجنب فيه الحديث عن اخفاقات حكومته فى تحقيق الوعود الانتخابية، بينما قال أن لدى حكومته هدفان، الاول يتمثل فى اقتلاع جذور الفقر والحرمان والثانى هو تحقيق الانتعاش الاقتصادى والعدالة وخفض الفوارق الاجتماعية بين الفقراء والاغنياء فى المجتمع".
الرئيس الإيرانى خلال حواره التلفزيونى
العديد من الملفات والوعود التى تحدث عنها روحانى خلال انتخابات مايو الماضية، لم يتطرق بالحديث عنها، بل واختفت من أهداف برنامجه فى الولاية الثانية، وكانت فى مقدمتها مطالب الجماهير الإيرانية المؤيدة للمعسكر الإصلاحى، وأبرزها، رفع قيد الإقامة الجبرية عن زعماء التيار الإصلاحى، وخلع يد الحرس الثورى المهيمنة على السياسة والاقتصاد، إضافة إلى التعامل مع العالم والانفتاح فى السياسة الخارجية، ورفع كافة العقوبات والحفاظ على الاتفاق النووى، فضلا عن رفع سقف الحريات، والقضاء على البطالة وتحقيق انتعاش اقتصادى.
"روحانى ميتر" يرصد وعود الرئيس الإيرانى
وبعد انتخابه كانت أبرز وسيلة للإيرانيين لمتابعة الوعود التى قطعها روحانى على نفسها، أن قام نشطاء إيرانيين بتدشين موقع إلكترونى تحت مسمى "روحانى ميتر"، يتابع ويرصد بالنسب المأوية تحقيق الرئيس لوعوده، وإصدار التقارير حول آداءه، وبحسب الموقع حقق روحانى فقط 24% من الوعود، فيما رصد الموقع 6% من الوعود موقوفة لم تحقق لسبب أو لآخر، و15% وعود لم تتحقق بعد، و29% وعود يعمل على تحقيقها، و13% من الوعود ناقصة لم تتحقق بشكل كامل، و13% من الوعود لم يتم متابعتها أصلا من قبل فريق الرئيس.
روحانى ميتر
انخفاض شعبية روحانى بعد 100 يوم
وفيما قال روحانى أمس خلال خطابه لم أطلق شعارات من أجل جمع الأصوات ولا أنسى أى من الوعود التى قطعتها، أشارت بعض الصحف إلى انخفاض شعبية الرئيس حسن روحانى داخل إيران، ورصدت الإعلام الإيرانى، اخفاقات الرئيس فى الـ 100 يوم الأولى، وكانت صحيفة "بهار" الإصلاحية، أول من رصد اخفاقات الرئيس وكشفت عن انخفاض شعبيته بين الإيرانيين فى الداخل.
وفى تقريرها وعلى صدر صفحتها الأولى تحت عنوان"100 يوم دون أثر"، قالت الصحيفة إن الشعب انتخب روحانى فى عام 2013، للتغلب على خيبات الأمل، وكرروا ذلك على أمل تحسين الوضع فى البلاد، فى انتخابات مايو 2017 الماضية.
روحانى وفريقه
وأوضحت الصيحفة الصحيفة أن أن شعبية روحانى ارتفعت أيام الإنتخابات نتيجة دعم القيادات البارزة فى المعسكر الاصلاحى ، ما جعله يحظى بـ 60% من الاصوات، وأضافت الصحيفة الإيرانية، أن الأصوات المرتفعة التى منحت لروحانى، منحت الأمل لكثير من الناخبين بأن يأتى ناخبهم فى الحكومة الجديدة بقوة مضاعفة إلى الميدان، ويسرع فى إصلاح نقاط الضعف فى آداء حكومة روحانى فى ولايته الأولى من أجل حل المشكلات.
وكشفت الصحيفة عن افول شعبيته، فائلة إذا القينا نظرة على استطلاعات الرأى الأخيرة سنشهد افول شعبية الرئيس، وظهور علامات من الاستياء فى المجتمع، وأشارت الصحيفة إلى سبب الإستياء من الرئيس الإيرانى، فائلة ربما يكون إحدى أسبابها هو عدم اهتمام روحانى بالقيود الموجودة، إضافة إلى أنه فى أيام الانتخابات رفع من مستوى التوقعات لدى الناخبين، وبعد انتخابته الأغلبية واجه عوائق مختلفة.
على سبيل المثال تحدث روحانى أيام الانتخابات عن المرأة بشكل جعل الجميع يرى أن حضور المرأة فى حكومته الثانية أمر مؤكد، لكن بعد ذلك شاهدنا أنه لم يتحقق ذلك بل لم يوضح أسباب الاخفاق فى تحقيق وعوده.
وقالت الصحيفة، إن روحانى خلال أيام الانتخابات بشكل متعمد أو غير متعمد منح وعودا للشعب كان هدفها فقط جذب الناخبين، لكن يبدو أن ضغوطا لم تسمح للحكومة تحقيق الوعود، مشيرة إلى دعوات رفع الإقامة الجبرية عن زعماء التيار الإصلاحى (مير حسين موسوى، ومهدى كروبى" التى لم يتمكن من تحقيقها.
حسن روحانى
روحانى نقل الوضع الإقتصادى من "الأسوء" لـ "السئ"
وحول أداء الرئيس الإيرانى فى المجال الاقتصادى، قالت الصحيفة الإصلاحية، منذ صعود روحانى إلى الحكم كنا نشهد وضع مؤسف فى العديد من القطاعات، منها الحالة الاقتصادية ومعدل التضخم الذى وصل 40% ومعدل نمو اقتصادى سلبى بنسبة 7%، لكن روحانى نجح فى نقل الوضع من "الأسوء" لـ "سئ".
وتابعت، أما الأن فى ولايه الثانية فهو يحمل على عاتقه هو وفريقه الاقتصادى مأمورية صعبة ومعقدة، وهى نقل الحالة الاقتصادية من الوضع"السئ" إلى "الجيد".
وحول الملف النووى، قالت الصحيفة بعد الاتفاقية النووية التى وقعتها حكومة روحانى فى عام 2015، أنهت العقوبات وكانت سببا فى نجاح كبير للحكومة.. لكن اليوم بعد انتهاء الملف النووى، اتجهت الانظار إلى باقى الملفات العالقة والخلافية بين إيران والغرب، والكثيرون يطالبون روحانى وفريقه السياسى برفع العقوبات المتبقية.
وختمت الصحيفة تقريرها، بوصف الـ 100 يوم الأولى التى مرت على آداء حكومة الإعتدال لروحانى بأنها غير مؤثرة، حيث لم يشاهد فيها أثر ملموس لمحاولات تحقيق الوعود سوى بعض القرارات الجزئية، الأمر الذى سيتسبب فى رفع حالة الاستياء ومن الممكن أن يتسبب فى مشكلات فى مستقبل الحكومة، ويقف عائق أمام تطبيق برنامجها.
حسن روحانى
نشطاء"لليوم السابع": لم تتحقق نتائج ملموسة وافلاس المؤسسات أدى لإنخفاض شعبيته
"اليوم السابع" تحدث مع بعض فئات الشعب الإيرانى، ليستطلع أرائهم فى آداء الرئيس، من جانبه رأى محمد مظهرى رئيس تحرير النسخة العربية لوكالة مهر الإيرانية شبه الرسمية، أن الاقتصاد الإيرانى لم يشهد تطورا ملحوظا بعد مرور أول 100 يوم من ولاية الرئيس روحانى الثانية، مشيرا إلى أنه قدم وعودا للشعب الايراني خلال حملته الانتخابية بخفض معدل البطالة وخروج البلاد من حالة الركود الاقتصادي وتحسين اوضاع الصناعة المحلية وكذلك ازدهار في مجال التجارة.
وأكد فى تصرح خاص "لليوم السابع" أنه وعلى الرغم من حصول تحسن في المؤشرات العامة للاقتصاد والتي تزيد من عطش المجتمع بتغيير الوضع الراهن، لم تتحقق نتائج ملموسة لتحسين اوضاع الناس، ولاسيما أوضاعهم الاقتصادية.
وأوضح مظهرى، تمكنت حكومة روحاني من خفض نسبة التضخم الى مادون 10% الا أن بعض الخبراء الاقتصاديين يعتقدون أن سياسات حكومة روحاني لم تؤثر على معيشة الناس بشكل ملموس ولا سيما الطبقات الضعيفة التى تواجه تدني مستوى معيشى.
واختتم حديثه، بتقديرى شعبية الرئيس الإيرانى قد انخفضت في مجال الاقتصاد بسبب المشاكل التي يعيشها الشعب منها البطالة وعدم تطور قطاع الصناعة وكذلك افلاس بعض المؤسسات المالية بسبب ركود اقتصادي تعاني منه إيران.
وعلى جانب أخر، تحدث ناشط سياسى إصلاحى إيرانى "لليوم السابع" رفض ذكر اسمه، قائلا بالتأكيد انخفضت شعبية روحانى، مشددا على أن روحانى لم يتمكن من تحقيق توقعات الفئة المتوسطة من الشعب الإيرانى والتى منحته صوتها فى الانتخابات.
وأوضح أن السبب الذى جعل أغلب الإيرانيون يمنحون أصواتهم لروحانى فى انتخابات مايو الماضية، هو خشية فوز منافسه المتشدد إبراهيم رئيس المدعوم من المرشد والحرس الثورى، مشيرا إلى أن دعم الرئيس الاصلاحى الاسبق محمد خاتمى والراحل هاشمى رفسنجانى رئيس تشخيص مصلحة النظام السابق، هو من أوصل روحانى لسدة الحكم، ولولا هذا الدعم لحصل روحانى على 3 مليون صوت كحد أقصى.
لكن فى القطاع الاقتصادى قال إن أداءه لم يكن سئ ولم يكن أيضا جيد، كافة جهوده كانت تصب فى خانة التضخم كى لا يعود للارتفاع مجددا، ونجح تقريبا فى هذا المجال
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة