"لا شهامة لديهم ولا قضية يحاربون من أجلها"، هذا هو حال قوات الاحتلال الإسرائيلى، التى تدنس بطغيانها وبطشها الأراضى الفلسطينية، ساعية على الدوام لاقتطاع المزيد من القرى والمدن لصالحها وبسط نفوذها عليها، وذلك إلى جانب محاولاتها التى لا تتوقف لاستباحة المقدسات الدينية فى مدينة القدس القديمة، وهى جميعًا أعمال تتنافى بل وتضرب بعرض الحائط كافة القرارات الدولية والأممية الخاصة بالقضية الفلسطينية، والتى تنادى بإقامة دولتين، أحدهما فلسطينية، عاصمتها القدس الشرقية.
والكيان الصهيونى، يستقوى بالحليف الدائم له المتمثل فى الولايات المتحدة الأمريكية، لمواجهة كافة موجات الغضب العربية والدولية الناجمة عن أعمال دولة الاحتلال المشينة السافكة لدماء الأبرياء من الفلسطينيين، ولم تقتصر الاعتقالات والقتل على الرجال من أبناء الوطن المحتل "فلسطين"، بل امتد فى صورة أكثر وحشية للأطفال وطلاب المدارس، والنساء أيضًا، ما يفقد تلك القوات المغتصبة للأرض أى من شيم الأخلاق والكرامة.
قوات الاحتلال تعتدى على سيدة فلسطينية
الاحتلال الإسرائيلى يصيب طفل بالرصاص فى الضفة الغربية
وفى هذا الصدد، قادت قوات الاحتلال، حملة مستعرة على مدار يومين فى مواجهة الأطفال والنساء الفلسطينيات، وكان على رأس تلك الحملة استهداف فتيات وسيدات قرية النبى صالح، فى شمال غرب رام الله، فى الضفة الغربية، خاصة بعدما انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعى، يظهر بعضهن وهن يطردن جنود الاحتلال من باحة منزلهن، بعد أن أطلقوا الرصاص صوب الطفل "محمد التميمى"، البالغ من العمر 15 عامًا، ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة.
قوات الاحتلال تعتقل طفل فلسطينى
قوات الاحتلال تعتقل فتاتين ووالدتهما فى رام الله
واليوم الأربعاء، اعتقلت قوات الاحتلال، فتاة من عائلة التميمى، فى قرية النبى صالح، شمال غرب رام الله، وقال شهود عيان، إن قوات الاحتلال اعتقلت الفتاة نور ناجى التميمى، البالغة من العمر 20 عامًا، بعد مداهمة منزل عائلتها فى القرية، وقال والدها ناجى التميمى، إن اعتقال ابنته جاء تنفيذا لضغوطات وتحريضات تقودها وسائل إعلام ومسئولون إسرائيليون بحق فتيات ونساء قرية النبى صالح.
وجاء اعتقال "نور التميمى"، عقب يوم واحد من توجه أكثر من 20 دورية إسرائيلية – أمس الثلاثاء - إلى ذات القرية، لتقتحم بيت عائلة التميمى، وتعتقل الشقيقة الصغرى لـ"نور"، وهى الفتاة "عهد باسم التميمى"، البالغة من العمر وسط اعتداءات وضرب لعائلة، إضافة إلى مصادرة أجهزة الحاسوب، والهواتف المحمولة، والكاميرات، من المنزل – حسب ما سرده "محمد التميمى"، الناشط فى مقاومة الجدار والاستيطان.
ولم تكتف قوات الاحتلال الغاشمة، بالإصابات البالغة التى ألحقتها بالطفل ذو الـ15 ربيعًا من عمره، واعتقال فتاتين من الأسرة، بل اعتقلت أيضًا، والدتهما المواطنة الفلسطينية، ناريمان التميمى، وقال شهود عيان، إن قوات الاحتلال اعتقلت "ناريمان التميمى"، من أمام مركز الشرطة الإسرائيلية "بنيامين"، شمال رام الله، حيث كانت متوجهة من أجل معرفة مصير ابنتها.
سيدات فلسطين يتحدين قوات الاحتلال
الفتاة "عهد التميميى" ذات تاريخ نضالى رغم صغر سنها
واللافت هنا أن الفتاة المعتقلة "عهد"، رغم صغر سنها، إلا أنها فتاة فلسطينية تحمل على عاتقها منذ سنوات طفولتها القضية الفلسطينية، وترعرت على النضال، حيث نشأت فى كنف عائلة رفضت أن تخضع لقوانين المحتل ، ما أدى إلى تعرض والدها إلى الاعتقال ما يقرب من 9 مرات، أما والدتها، فاعتقلتها قوات الاحتلال 5 مرات، كما اعتقل شقيقها مرتين، وذلك بخلاف ما عانته من فقدان للعم والخال بسبب الاستشهاد، لذا أصبحت العائلة مستهدفة من الإعلام والسلطة الإسرائيلية.
وللفتاة ذات الـ 17 عامًا من عمرها، ذكرى لم تنساها عندما اعتقل الجنود أخاها الأكبر وناضلت وصرخت بوجوههم وكانت وقتها لم تتعد الـ12 عامًا، كما لم تغفل ذاكرتها اعتقال أمها التى زرعت فى نفسها الصبر والجلد والشجاعة، ولذات الفتاة ذكرى لدى الوطن العربى والعالم أجمع، عندما سجلت كاميرات التليفزيون "عضتها" التى تركت أثرها على يد الجندى الإسرائيلى واستطاعت أن تمنعه من اعتقال أخيها بمساعدة والدتها وعمتها.
عهد التميمى تحاول تخليص أخيها من يد جندى إسرائيلى
عهد التميمى تعض جندى إسرائيلى للدفاع عن أخيها
الاحتلال ينقل معركة القدس فى مواجهة مع الأطفال
وبعيدًا عن عائلة التميمى، يبدو أن الاحتلال أخذ على عاتقه نقل معركته لتهويد مدينة القدس المحتلة، فى مواجهة الأطفال والنساء فعليًا، حيث تركزت مواجهات واعتقالات الشرطة الإسرائيلية، على مدار يومى الثلاثاء والأربعاء، على النساء والأطفال، فاعتقلت الثلاثاء، طفلين من بلدة بيتونيا، غرب رام الله، وأصيب العشرات من الطالبات بالإغماء جراء إطلاقها قنابل الغاز صوب المدارس.
وقال شهود عيان، إن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة، وأطلقت قنابل الغاز المسيلة للدموع على المدارس، ما أدى إلى إصابة العشرات من الطلبة بحالات إغماء، إضافة إلى عدد من المواطنين الذين تواجدوا فى المكان، موضحين أن تلك القوات اعتقلت طفلين لم تعرف هويتهما بعد، قبل انسحابها من بيتونيا.
الاحتلال ينقل معركته فى القدس لاعتقال الأطفال الفلسطينيين
الفتاة عهد التميمى وشقيقتها يتحدين قوات الاحتلال
وحتى نهاية أمس الثلاثاء، كانت قوات الاحتلال، اعتقلت 5 أطفال قصر من القدس، ورام الله، كما اعتقلت عناصر الاحتلال، فى بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى المبارك، الطفلين إيهاب اسكافى (14 عاما)، وصلاح أبو عصب (13 عاما) من منزليهما، وتم نقلهما إلى أحد مراكز التحقيق والتوقيف فى المدينة المقدسة.
وعلى الصعيد ذاته، اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلى، الثلاثاء، شابًا مقدسيًا (مجهول الهوية)، إثر مشادات كلامية بين عشرات المصلين، ومستوطنين اقتحموا المسجد المبارك، برفقة مرشد يهودى، قدم شرح عبر مكبر للصوت "سماعة"، عن بناء الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى.
إصابة 17 فلسطينيًا فى الضفة الغربية بالرصاص الحى والمطاطى
وفى إطار المواجهات المستمرة بين الشباب الفلسطينى، وقوات الاحتلال، أصيب فجر الأربعاء، 9 فلسطينيين برصاص الاحتلال الإسرائيلى، وآخرون بالاختناق، عقب اقتحام مستوطنين "قبر يوسف"، شرق مدينة نابلس شمال الضفة الغربية.
وأفادت مصادر أمنية فلسطينية، بأن مئات المستوطنين اقتحموا "قبر يوسف"، وسط حماية قوات الاحتلال، الأمر الذى أدى إلى اندلاع مواجهات فى المنطقة، أصيب خلالها عددا من الشبان.
وأكد مدير مركز الاسعاف والطوارئ فى الهلال الأحمر الفلسطينى، أحمد جبريل، أن 9 مواطنين على الأقل أصيبوا برصاص الاحتلال، بينهم إصابة بالرصاص الحى، نقلت إلى مستشفى رفيديا، فيما أصيب 8 بالرصاص المعدنى المغلف بالمطاط، ونقل اثنتان منها إلى المستشفى، إحداها بالرأس والأخرى استقرت فى الفخذ، مضيفًا أن عددا من المواطنين أصيبوا بحالات اختناق، جراء اطلاق قوات الاحتلال الغاز المسيل للدموع.
طفل فلسطينى يرسم علم بلده على وجهه
سيدات فلسطين تتحدين الاحتلال "نحن لا نهزم"
أطفال يحملون مجسمات للمسجد الأقصى على رأسهم
طفل فلسطينى فى مواجهة قوات الاحتلال
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة