>>"اللاهوت الدفاعي" خطة الكنيسة لمواجهة الإلحاد.. القس متى بديع: نستخدم الأدلة والبراهين والعقل والمنطق للرد على أفكار الملحدين
مسئولية مواجهة الإرهاب، لا تقف عند دين أو مؤسسة، بل تشترك فيها كافة الأديان السماوية، للحد من خطر انتشاره، وللكنيسة المصرية، تاريخ وخطة حاليا ومستقبلية لمواجهة تيار الإلحاد، وإنكار وجود الله.
خلال السنوات الماضية، عقدت الكنيسة مؤتمرات عدة حاضر فيها الأساقفة والآباء الكهنة، بالإضافة للتنسيق بينها وبين الأزهر الشريف، لتبني خطاباً موحداً ضد انتشار الفكر الإلحادي.
وخصص البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عدد من عظاته الإسبوعية، للحديث حول الإلحاد، الذي قال عنه إنه شكل من أشكال التمرد على الخالق والمجتمع والأسرة، ويدخل ضمن التقاليع الجديدة التي يراها أحد سلبيات العولمة.
ويعتقد البابا تواضروس، أن السبب الرئيسي في وجود الإلحاد هو نقص الحوار في المجتمع، وعدم وجود الوقت الكافي من الأسرة لتنمية سبل الحوار، ويؤكد على أن الإلحاد أكبر خطر يواجه مجتمعنا لأن الدين له مكانة كبيرة فى بلادنا، وحتى لو كانت نسبة الملحدين قليلة إلا انها خطر.
وخلال برنامج البابا وأسئلة الشعب، قال البابا إن هناك موجات الإلحاد والذين ينكرون وجود الله فالإنسان يريد أن يتمرد على سلطة الله، وهناك فلسفات ظهرت من 100 سنة ومهدت للإلحاد الذى يحاول أن ينتشر بكل وسيلة وتظهر مثلا طائفة الوجوديين والملحدين، وهناك تمرد على الذات والنفس حيث لا يقبل الإنسان نفسه ويضطر للهروب إلى الإدمان أو الجريمة، ويعيش فى حياة العناد.
واستطرد البابا بأن هناك عدة طرق لمواجهة عناد الإنسان، خاصة الملحدين المتمردين على سلطة ووجود الله فى الحياة، أول هذه الطرق هى الحوار سواء فى البيت أو الكنيسة أو المجتمع وصيغة الأمر والنهى لا تصلح الآن، فهناك فن للحوار حيث كيف تعبر وتضع الكلمة فى تعبيرها المقصود، والأمر الثانى هو الصبر فبصبركم تقتنون أنفسكم، والإنسان المعاند إذا تلامس مع من يحبه سيتغير لذا فالمحبة أحدى الطرق.
ويرى كذلك، أن على كل كنيسة ألا تكون بخيله فى تنمية الأطفال فمنهم يأتى الخادم والراعة والزوجة، لحل أننا نربى الأجيال الجديدة فى بيئة إنسانية والاحتكاك بخبرات الأجيال السابقة لأن كل مرحلة عمرية تعبر عن خبرات عايشتها فى عصرها ومزيج الخبرات هو الذى ينشئ إنسانا متوازنا لذا فإننا نجد ان الأطفال الذين يتربون مع أجدادهم أكثر توازنا من الاطفال الذين يذهبون لدور الحضانة".
وأنشأت الكنيسة ما سمته "خدمة اللاهوت الدفاعي" تحت رعاية البابا تواضروس، والأنبا موسى أسقف الشباب، والأنبا رافائيل أسقف عام كنائس وسط البلد وسكرتير المجمع المقدس، حيث تم إعداد مجموعة من الخدام تحت إشراف القس متى بديع الكاهن بأسقفية الشباب لدرء خطر الإلحاد والتعامل معه، وإنشاء برنامج توعية دينية خاصة، وتقديم الردود على ما يثيره الملحدون، وحماية الشباب من تيار العصر الإلحادي، ومحاولات التشكيك في الإيمان بوجود الله.
يقول القس متى بديع، إن خطورة الإلحاد تتمثل في سرعة انتقال المعلومات من مكان لآخر بسبب تطور عالم الاتصالات ووسائل التواصل الاجتماعي، واستغلال العلم والتكنولوجيا المتطورة في مهاجمة العقائد الايمانية الثابتة، واستخدام أسلوب الأدلة والبراهين والعقل والمنطق في مناقشة الأمور الايمانية.
ويرى القائمين على خدمة اللاهوت الدفاعي أن عدم وجود قيود تمنع الشباب من التعرض لأفكار الإلحاد والبدع بسبب الحرية والخصوصية في التعامل مع الانترنت والقنوات الفضائية وكافة وسائل الاتصال وانتشار الأفكار المغلوطة لدى الكثيرين مثل تعارض العقل مع الايمان وأن الفلسفة ضد الدين، وهي أهم شواهد خطورة الإلحاد.
وتم انشاء موقع على الإنترنت، يقدم كل المعلومات اللازمة لمحاربة الأفكار الإلحادية باللغتين العربية والانجليزية، ويتم عقد اجتماعات دورية مع ومؤتمرات، عقد الأول منها في نوفمبر 2006 تحت عنوان "الله والشر"، والثاني في مارس 2007 تحت عنوان "الانسان مخير أم مسير، وعقد المؤتمر الأول السنوي في الفترة ما بين 26 وحتى 30 يوليو 2015، كما عقدت ندوات عدة أبرزها ندوة "المعجزات حقيقة أم خرافة" و"الخدمة وتحديات الإلحاد".
وأصدرت الكنائس عدة كتب للرد على الملحدين، منها كتاب "أتستطيع أن تؤمن" للقس داود لمعي، راعي كنيسة مارمرقص، وكتاب "قضية الألم" و"قضية الإيمان" و"قضية الألوهية"، وأصدر القس إبراهيم عازر كتابه بعنوان "وهم الإلحاد"، وكتاب "حوار مع الملحد" ألفه الأب داوود لمعى كاهن كنيسة العذراء بمصر الجديدة والدكتور هانى صبحى، وتسجيل عدد من اللقاءات والبرامج التليزيونية، بالإضافة للزيارات الميدانية.
واتفقت الكنائس الثلاث الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية، على السماح بالطلاق عند اكتشاف إلحاد أحد الطرفين المتزوجين، وذلك في إطار مناقشة مشروع قانون الأحوال الشخصية الموحد للأقباط.
وأعلن الأنبا مارتيروس أسقف كنائس شرق السكة الحديد، تخريج مجموعة من الخدام والخادمات المتخصصين في محاربة الإلحاد بالعلم، للمرة الأولى داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مضيفاً أن الكنيسة تسعى لتأسيس خدمة متخصصة لمقاومة الإلحاد والمساعدة في رد الملحد لله.
وشهدت كنائس شرق سكة الحديد لأول مرة تخريج مجموعة من الخدام والخادمات المتخصصين في محاربة الإلحاد، وخلال حفل التخريج تم إجراء استبيان خاص بالمتخرجين لبدء الخدمة ليختاروا ما بين ثلاث خطوات لعلاج الملحد، تشمل الخطوات الثلاث التعارف، والحوار العلمي، والإشباع الروحي.
ويرى الأنبا رافائيل، سكرتير المجمع المقدس، أن الملحدين فقط هم من يؤمنون بنظرية داروين للنشوء والتطور التى تنادى بأن الإنسان أصله قرد، وفي مؤتمر "الكنيسة تواجه الإلحاد" قال إن أفضل رد على الملحدين هو العلم رغم أن النظريات العلمية متغيرة وغير ثابتة حتى إن بعض الشباب يقتنع بنظريات غير مثبتة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة