عادت فيكتوريا من مدرستها وجلست لتتناول الطعام بعد يوم شاق فى تلقى دروس الصف الأول الإعدادى، ارتاحت قليلا وجلست لتبدأ مراجعة دروسها وعمل الواجبات المطلوبة منها، دخل عليها والدها ليزف إليها بشرى سارة، أخبرها أنها ستتزوج شاب وسيم من قرية بجوار بلدتهم برنبال فى مطوبس بكفر الشيخ.. لتبدأ رحلة مأساة لم يكن يتوقعها الأب الذى يعلن الآن ندمه الشديد.
فيكتوريا محمد، تلك الفتاة ضحية جهل المجتمع، كانت ضحية رجل تجرد من إنسانيته تماما وتحول إلى ذئب مسعور من أجل حفنة من الجنيهات، وحول مهنته من مأذون القرية، إلى سمسار تزويج القاصرات.. هكذا يروى الأب لـ"اليوم السابع" رحلة معاناة ابنته.
يقول الأب: إن ابنته تلقت خبر الزواج بامتعاض واستياء شديدين، لعلمها أنها لن تستطيع استكمال دراستها، تركت ما فى يدها واستغرقت فى تفكير عميق حول مستقبلها الغامض الذى يسلبها أبسط حقوقها وهو الحق فى الحياة والحق فى التعليم.
ويتابع محمد معتمد أمان، والد فيكتوريا: كانت غلطة منى لجهلى بالقوانين، لكنى وثقت فى مأذون القرية الذى أكد عدم وجود موانع لزواج الفتاة، قائلا: "أنا لقيت البلد كلها ماشية كده وعشان كده وافقت"، خاصة عندما استشهد بأمثلة عن زواج الفتيات أيام الرسول، وأنهن تزوجن فى سن 12 عاما ليخدعنا.
ويضيف والد الفتاة: بعد الموافقة على الزواج اتفق معى المأذون أن يحصل منى ومن العريس ووالده على إيصالات أمانة، بحجة ضمان حقوق الفتاة، ونفذت كلامه بالفعل ووقعت على إيصال أمانة لضمان حقوق ابنتى مثلما قال، ثم اتفقنا على تحرير عقد زواج عرفى تم فى مسجد القرية، موضحا أن المأذون لديه دفاتر مخصصة للعقود الخاصة بالزواج العرفى.
ويستكمل والد الفتاة مأساة ابنته، قائلا: "بعد 15 يوما من الزواج اكتشفت ابنتى أن زوجها عاجز جنسيا ولم يستطع القيام بأعماله الزوجية والحقوق الشرعية فى المعاشرة"، مضيفا: "عادت البنت إلينا بحسرتها ثم أرسلنا إلى أهله لنخبرهم بذلك ونعرض عليهم إذا كان يحتاج المساعدة والذهاب به إلى طبيب أمراض ذكورية، لكن رد فعل أسرته كان عنيفا عندما أوهمونا بعلاجه وطلبوا منى عودة فيكتوريا لمنزلها، لتقوم والدته وزوجات أشقائه بهتك عرض ابنتى وفض غشاء بكارتها يدويا لإيهام الناس أن والدهم يتمتع بالصحة والعافية الكاملة وأننا نفترى عليه، ولم يكتفين بذلك بل قاموا بإلقائها فى الشارع.
وتابع والد الفتاة، بعد هذه الجريمة فى حق ابنتى، ذهبت للمأذون لأطالبه بتسليمى عقد الزواج العرفى لضمان حقوق ابنتى، لكنه رفض رفضا شديدا وهددنى بإيصال الأمانة الذى وقعت عليه بعد عقد الزواج بل أنكر معرفته بنا تماما، لتبدأ مأساة ابنتى فى المطالبة بحقوقها، مؤكدا أنه حرر محضرا فى مركز شرطة مطوبس حمل رقم 8338 لكن تم حفظه إداريا بعد تلاعب المأذون بأقواله.
تعانى فيكتوريا الآن من حالة نفسية سيئة بعد تعرضها لفض الغشاء على أيدى نساء أسرة الزوج ورميها فى الشارع، مؤكدا أنها حاولت الانتحار عدة مرات، حيث حاولت إلقاء نفسها من فوق سطح المنزل وكذلك محاولة قطع شرايين يديها لدرجة أننا قمنا يتقيدها بسلاسل حتى تقدم على هذه الخطوة الكارثية.
الأم تربط بنتها بالجنازير لمنعها من الانتحار
من جانبها قالت فيكتوريا، الفتاة المكلومة، كنت رافضة الزواج نهائيا فى هذه السن الصغيرة لأننى لا أعرف عن الزواج شيئا، وكنت أطمح لاستكمال تعليمى والوصول لدرجات تعليمية أعلى، لكن مع إلحاح والدى وافقت على الزواج من هذا الشخص لاكتشف بعد العقد أنه عاجز جنسيا ولا يستطيع فعل شيئا فى العلاقة الزوجية، لتبدأ بعدها الخناقات والمشاكل حتى بهدلنى أهله وفضوا عشاء بكارتى "غصب عنى" ليثبتوا أن ابنهم "مفيهوش حاجة تعيبه".
وناشدت الفتاة، المسئولين فى الدولة، مساعدتها فى الحصول على حقوقها التى تجرى ورائها "كعب داير" منذ 5 أعوام، حتى تعيش حياة مستقرة.
فكتوريا مكبلة بالجنازير
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة