يبدو أن تايوان لن تقف مكبلة الأيدى إزاء التحركات العسكرية الأخيرة للصين، فقد أعلنت رئيسة البلاد "تساى إينج وين" أن طموحات الصين العسكرية تصبح أكثر وضوحا، لذا فالميزانية الدفاعية للجزيرة ستنمو بشكل مطرد سنويا، ما يحمل ردا قويا فى وجه الصين التى تعتبر تايوان جزءا منها لن تتنازل عنه.
واتهمت رئيسة تايوان، الجيش الصينى مؤخرا بالتسبب فى زعزعة استقرار المنطقة، ما عرّضها لضغوط متزايدة من الصين منذ توليها السلطة مطلع العام الماضى، كما أن موقف الحزب التقدمى الديمقراطى الحاكم الذى ترأسه "تساى"، يثير غضب "بكين" بتأييده استقلال الجزيرة.
وتخضع تايوان لحكم ذاتى رغم أن الصين تعتبرها جزءا منها، حتى أنها لا تستبعد استخدام القوة أبدا لفرض سيطرتها على الجزيرة التى تعتبرها إقليما منشقا، فيما تدور شبهات فى بكين بأن الزعيمة "تساى" تروج لفكرة الاستقلال بل وتسعى إليه، ما يزيد الوضع توترا بين البلدين.
وفى الوقت نفسه تتزايد حدة التوترات بين أمريكا وكوريا الشمالية بسبب تجارب بيونج يانج الصاروخية وبرنامجها النووى، وبينما تهدد كوريا الشمالية باستهداف الأراضى الأمريكية بصواريخها الباليستية تحشد واشنطن سفنها الحربية فى المياه القريبة من سواحل كوريا الشمالية وتقوم بمناورات عسكرية تحاكى هجوما بيونج يانج.
وذكرت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، أن الصين ستنتقم من تايوان إذا استخدمت أمريكا القوة العسكرية ضد كوريا الشمالية، وأضافت: "اتخاذ أمريكا قرار بمهاجمة كوريا الشمالية يمكن أن يشعل حروبا أخرى فى منطقة شرق آسيا والمحيط الهادى.
ولفتت المجلة فى تقرير لها اليوم إلى أن الصين ستعلب دورا محوريا فى أى تطورات تشهدها المنطقة، مشيرة إلى أن رد فعلها على أى هجوم أمريكى على بيونج يانج سيحدد مصير المنطقة برمتها، مضيفا إن الصين يمكن أن تقدم على القيام بعمل عسكرى منفصل ضد تايوان، كبديل عن دخولها إلى جانب بيونج يانج فى صراع كارثى مباشر مع أمريكا.
وذكرت المجلة أن سيناريو شن الصين هجوم عسكرى ضد تايوان للسيطرة عليها يعتمد على انشغال أمريكا فى حرب واسعة ضد كوريا الشمالية بصورة تحول دون قدرتها على فتح جبهة أخرى لحماية تايوان فى حالة تعرضت لهجوم صينى.
كما رفضت الصين الاتهامات الأمريكية بأنها تساعد كوريا الشمالية على التحايل على العقوبات الصارمة التى فرضها عليها مجلس الأمن الدولى فى الفترة الأخيرة، وذلك عقب تصريحات للرئيس الأمريكى دونالد ترامب قال فيها إن بكين تساعد فى نقل النفط إلى سفن من كوريا الشمالية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية "هيوا تشو نينج"، حسب تقرير نشرتها "بى بى سى"، إن السلسلة الأخيرة من التقارير حول هذا الموقف لا يتسق على الإطلاق مع الحقيقة على أرض الواقع"، مضيفا أن بكين لم تسمح لمواطنيها أو شركاتها بالضلوع فى أى أنشطة تخرق قرارات الأمم المتحدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة