"عادت البسمة ومعها الفرحة من جديد لمنزل الضوى بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، بعد أربعة أشهر من غياب الشقيقتين "سلمى وملك" هانى الضوى، إلى منزلهما بعد رحلة علاج صعبة ومؤلمة نتيجة إصابتهما بحادث قطار الإسكندرية، أثناء توجهما برفقة والدتهما وجدتهما لقضاء إجازة الصيف.
وكان فى استقبال الطفلتين جيرانهم والأطفال من ذات أعمارهم الذين جمعوا من ذويهم النقود لشراء الزينة لتزين الشارع ومدخل المنزل بالمناظر الجميلة وأفرع الزينة، ابتهاجا بعودة الطفلتين بعد أن جمعهما القدر مرة ثانية، "اليوم السابع" زار الطفلتين بمنزلهما بمدينة الزقازيق.
تقول الطفلة "سلمى" إنها لا تتذكر وقت الحادث لكنها تتذكر منذ لحظة دخولها مستشفى "سبورتنج" بالإسكندرية والمعاملة الطيبة من الأطباء وطاقم التمريض، وأنها تمنت أن تصبح طبيبة فى المستقبل لكى تعالج الأطفال والمرضى، وأنها سعيدة بالعودة لمنزلها برفقة شقيقتها، و"ملك" كانت البسمة لا تغادر وجها من الفرحة ووجودها بحضن والدها مرة ثانية.
وأضافت الطفلة "سلمى" إنها لا تتذكر جيدا الساعات الأولى للحادث، لكنها مدركة أنها ركبت القطار من الزقازيق، وهى فى حالة من السعادة لقضاء العطلة الصيفية بالإسكندرية، قبل السفر إلى دولة الكويت وبداية الدراسة، وبعدها فتحت عيناها وجدت نفسها داخل مستشفى وبجوارها أطباء ووالدها وأسرتها.
وتابعت "سلمى" التى تبلغ من العمر 9 سنوات، أنها كان من المقرر أن تلتحق هذا العام بالصف الثالث الابتدائي، لكن الحادث كان أقوى من ذلك، ومكثت فى مستشفى الطلبة "سبورتنج" بالإسكندرية لمدة 4 أشهر كاملة لرحلة العلاج من الإصابات التى لحقت بها، حيث علمت من أسرتها ما حدث وأن القطار الذى كانت تستقله برفقة شقيقته "ملك" ووالدتها وجدتها تصادم بقطار آخر، وأسفر ذلك عن وقوع ضحايا ومصابين.
وأضافت "سلمى" أنها تتمنى أن تتعافى لكى تلتحق بدراستها وتصبح "طبيبة" تعالج المرضى، وأنها كانت تتمنى ذلك قبل الحادث، ولكن بعد الحادث زادها إصرارا أن تصبح طبيبة فى المستقبل وخاصة بعد المعاملة الطيبة التى وجدتها فى القائمين على العمل بمستشفى "سبورتنج" من أطباء وطاقم تمريض.
فيما تقول شقيقتها "ملك" 6 سنوات أنها لم تتذكر شيئا عن الحادث، سوى الرعاية المقدمة لها من والدها ووالدتها، وتواجدهما بجوارها داخل المستشفي، فضلا عن مداعبة طبيب لها بالمستشفى، كان يحبها جيدا لدرجة أن الأطباء كانوا يطلقون عليها "خطيب ملك" وأنها تحسنت جيدا عن بداية الحادث، وبدأت تتحرك ولكن مازالت تجد صعوبة فى الحركة بشكل كاف.
ويروى الأب القصة قائلا اسمى "هانى محمد الضوى" 39 سنة مدرس بدولة الكويت، ومن أبناء مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، تعرضت لأصعب لحظات مرت فى حياتى يوم 11 أغسطس، عندما توجهت إلى محطة قطار الزقازيق، لتوديع نجلتى "سلمى" 9 سنوات وملك "6 سنوات" للذهاب إلى الإسكندرية برفقة والدتهما وجدتهما لقضاء إجازة المصيف، قبل السفر إلى دولة الكويت والعام الدراسى، وبعدها توجهت إلى مطار القاهرة للسفر إلى دولة الكويت، فى ذات اليوم، على أمل العودة قبل بداية العام الدراسى وأخذ أسرتى للإقامة معى بالكويت وإلحاق سلمى بالصف الثالث الابتدائى وملك بالصف الأولى الابتدائى.
القدر كان له كلمة أخرى غيرت حياتى بالكامل، هكذا يتابع "الضوى" والد الطفلتين، بعد ساعات من وصولى إلى الكويت وأخذ قسط من الراحة شاهدت فى وسائل الإعلام حادث قطار بمحافظة الإسكندرية، لم يخطر ببالى وقتها أن "سلمى وملك" كانتا بالقطار، وبعد ساعات شاهدت اسم ملك فى وسائل الإعلام ضمن المصابين وسلمى كانت مفقودة لعدة ساعات، ويصمت برهة من الوقت وتدمع عيناه ثم يعود للحديث قائلا لم أتمالك نفسى إلا وبحثت عن كيفية العودة مسرعا إلى القاهرة، وخاصة أنه كان لابد من بعض الإجراءات، وتمكنت من السفر إلى مطار برح العرب والذهاب إلى المستشفى.
"عادت إلى الحياة من جديد وبدأت ألتقط أنفاسى، عندما شاهدت "ملك" مع والدتها وجدتها وكانوا جميعا مصابين داخل المستشفى الأميرى، و"سلمى" داخل مستشفى نريمان، بعد ان عثر عليها عدد من الأهالى بعد 9 ساعات من الحادث مصابة بحالة إغماء بالزراعات، وقاموا بنقلها إلى مستشفى نريمان"هكذا يتابع "الضوي" معاناته مع رحلة علاج نجلتيه، قائلا: وجدت نسبة إهمال إدارى كبيرة بالمستشفى الأميري، حيث قرر الأطباء بترك رجل ملك اليسري، لأنها كانت تعانى من كسر فى عظام الساقين وكسر فى عظمة الفخذ والحوض، وكذلك "سلمى" ولكن كانت حالتها أقل خطوة عن ملك.
ويتابع الأب، كاد الأطباء يجرون عملية جراحية لبتر ساق ملك اليسرى، لولا تدخل العناية الإلهية بعودة شقيقى "شريف الضوى" من السعودية وكان معه فريق من الأطباء، شاهد الطفلة، وقرر أنها لا تحتاج إلى بتر ولكن تحتاج إلى توصيل شريان مع جراحة دقيقة بالعظام، ومن هنا قام عدد من أصدقائى بمساعدة بنشر قصة "سلمى وملك" على السوشيال ميديا، حتى استجاب وزير الصحة وأصدر قرار يوم 16 أغسطس بنقلهما إلى مستشفى "الطلبة سبورتنج" بالإسكندرية.
ويستطرد "الضوى" قائلا: بالرغم من أنه مستشفى حكومى لكن الخدمة المقدمة لابنتى كانت فوق الممتازة، فضلا عن تحسن الحالة المعنوية للطفلتين، وحيث تم إجراء 18 عملية جراحية لهما، وأنهما حاليا يتحرك بمساعدة مشايات تساعدهما على الحركة، ويحتاجان إلى عمليات جراحة وتجميل، ولكن الحمد لله على نجاتهما من الحادث الذى توفى فيه ما يقرب من 70 مواطنا.
فيما يقاطعه والده "محمد الضوى" قائلا إن الجيران بالمنطقة وأطفالهم جمعوا من بعضهم النقود لشراء أفرع من الزينة وتعليقها بالشارع وعلى مدخل الفيلا فرحة بعودة الطفلتين بعد أن جمعهما القدر مرة أخرى.
رقم 1 سلمي وملك بعد عودتهما للمنزل بالشرقية
رقم 2 سلمي وملك مع والدهما هاني الضوي
رقم 3 سلمي وملك مع محررة اليوم السابع
رقم 4 الطفلتين برفقة صديقتهما نور ونغم محمد منصر
رقم 5 أهالي المنطقة يعلقون الزينة علي جدران منزل الطفلتين فرحة بعودتهما
رقم 6 ملك ملك مع صديقتها نغم
رقم 7 الطفلتين في لحظة من الفرحة
رقم 8 الزينة بمنزل سلمي وملك
رقم 9 سلمي وملك مع أصدقاء العائلة فرحة بعودتهما
رقم 10 اطفال المنطقة مغ سلمي وملك
رقم 11 الأب يلتقط صورة سيلفي فرحة بعودة الطفلتين
رقم 12 سلمي وملك ومحاولة المشي علي مشيات لحين التعافي من الإصابات
رقم13الفرحة علي وجه الطفلتين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة