بعد أن اعترفت إيران مؤخراً على لسان قائد الحرس الثورى الجنرال محمد على جعفرى بدعم الحوثيين داخل اليمن فى تحد جديد للدول العربية، وفى مقدمتها المملكة العربية السعودية، وخروج مؤامراتها إلى العلن، فى إطار المواجهة والتنافس الإيرانى - العربى لبسط النفوذ على المنطقة، يواصل إعلام طهران تحريض الحوثيين بشكل علنى، ويرسم مقرب من خامنئى يدعى "حسين شريعتمدارى" المعروف بـ"العقل المدبر لعمليات الحوثى فى طهران"، خطط أنصار الله لاستهداف الخليج.
وذلك فى محاولة من الدولة الإيرانية لاستعادة السيطرة على هذه المليشيا التى تلقت ضربات قاضية على مدار الأيام الماضية، وتراجعت سيطرتها على صنعاء وخسرت المئات من صفوف مليشياتها خلال المعارك الدائرة مع المواليين للرئيس اليمنى السابق على عبد الله صالح والتحالف.
حسين شريعتمدتاري
إعلام طهران يواصل التحريض
وفى تحد واضح للتحالف العربى المناهض لبسط النفوذ الإيرانى على اليمن عبر ذراع طهران المسلح فى اليمن "مليشيا أنصار الله" المتمردة الموالية لها، واصلت صحيفة "كيهان" المتشددة والمقربة من المرشد الأعلى فى إيران على خامنئى، تحريضها للمتمردين الحوثيين فى اليمن لاستهداف المملكة العربية السعودية، وذلك بعد تحريضات أطلقتها الصحيفة نفسها فى نوفمبر الماضى لاستهداف دبى.
وبعد مزاعم استهداف المتمردين المواليين لإيران فى اليمن الإمارات أول أمس بصاروخ كروز، أعادت الصحيفة الإيرانية، التى يترأس تحريرها نائب المرشد الأعلى للشئون الصحفية المتشدد، حسين شريعتمدارى، نشر مانشيت تحريضى نشرته فى نوفمبر الماضى لتحريض الحوثيين لضرب دبى.
وكتبت الصحيفة، فى عددها الصادر أمس الاثنين، مانشيت يحرض الحوثيين على استهداف السعودية مجددًا، وكتبت: صاروخ الحوثيين دك المفاعل النووى فى الإمارات.. ذعر الرياض من الضربة القادمة، وقالت إن الحوثيين مثلما وعدوا باستهداف عواصم بلدان التحالف العربى، قاموا بتنفيذ تهديداتهم أول أمس بإطلاق صاروخ على المنشآت النووية فى أبو ظبى، مشيرة أيضًا إلى الصاروخ الباليستى الذى أطلقه أنصار الله على مطار الرياض أيضًا الشهر الماضى.
استهداف الحوثيون لدبى أول أمس، أكد بما لا يدع مجالا للشك الدعم الكامل والتمويل الذى تقدمه إيران للحوثيين فى اليمن، سواء الغطاء الإعلامى، الذى توفره للقيادات الحوثية، عبر منح منابر إعلامها لتلك الميليشيا وتشجيع كتابها للأفعال الدنيئة التى تقوم بها هذه الجماعات المتطرفة، وإضافة إلى التحريض العلنى على استهداف البلدان العربية فى منطقة الخليج، الأمر الذى بات يشكل تهديدا للأمن القومى العربى.
صيحفة كيهان المتشددة
من هو العقل المدبر لعمليات الحوثى فى إيران؟
ويعد شريعتمدارى البالغ من العمر 68 عامًا، والمقرب من على خامنئى، ويتولى رئاسة تحرير الصحيفة التى يشرف عليها المرشد بشكل رئيسى، وكان من المناهضين لحكم الشاه السابق الذى اقتلعته الثورة فى 1979، وقد سجن فى سن الـ18، وأصبح من أكبر الداعمين لقرارات الخمينى ثم المرشد على خامنئى الآن، وخرج من رحم مؤسسة الحرس الثورى التى تم تعيينه فى استخبارات الحرس أثناء رئاسة الرئيس المعتدل الأسبق رفسنجانى، وتم تعيينه رئيس تحرير كيهان من قبل خامنئى، ولعب دورًا فى التنكيل بالسجناء السياسيين المعارضين للنظام عبر التشهير بهم فى صحيفته، ودأب على توجيه سهام نقده إلى الإصلاحيين، والمعارضين بوجه عام للتوجه المحافظ المتشدد وجناح خامنئى.
شريعتمداري يزور خامنئى فى المستشفى عام 2015
وفى السياق نفسه، دعا مدير تحرير الصحيفة المتشدد شريعتمدارى الذى يعتبر العقل المدبر لعمليات الحوثيين فى الخليج والمشهور بصحفى "خامنئى"، اليمنيين إلى إطلاق المزيد من الصواريخ على الإمارات، لخلق توازن عسكرى بين اليمن من جانب والتحالف الذى تقوده السعودية من جانب آخر، بعد صاروخ الحوثيين المزعوم على دبى.
وقال، فى تصريحات نشرتها وكالة أنباء فارس المقربة من الحرس الثورى، "رأيتم كيف أطلق الحوثيون صاروخًا على دبى" مشيرًا إلى المانشيت التحريضى الذى نشرته صحيفته نوفمبر الماضى، والذى دعا لاستهداف دبى، وتم معاقبة الصحيفة بمنع الإصدار لمدة يومين، قائلاً "لم نفهم حتى الآن لماذا تم إيقاف صحيفتنا"، وقال ساخرًا "ربما يقوم المدعى العام الذى أوقف صحيفتنا بإيقاف أنصار الله".
ولم تقف التصريحات التحريضية لشريعتمدارى المقرب من خامنئى عند هذا الحد، بل رسم للميليشيا الحوثية خطة استهداف البلدان المشاركة فى التحالف العربى، وحرض على استهداف المملكة العربية السعودية.
وكانت قد عاقبت السلطات الإيرانية الصحفية المتشددة التابعة له نوفمبر الماضى، وقررت إيقافها ومنعها من النشر لمدة يومين، وذلك بسبب تحريضها جماعة الحوثيين المتمردة فى اليمن، على استهداف إمارة دبى بعدما استهدفت الرياض بالصواريخ الباليستية.
صديق خامنئى المقرب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة