أصدر الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، برئاسة الشاعر الكبير حبيب الصايغ، بيانًا حول متابعته تصريحات نائب الرئيس الأمريكى مايك بنس يوم الثلاثاء الماضى، الخاصة بأن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يدرس بجديّة نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
وجاء نص البيان: تابع الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب برئاسة الشاعر الكبير حبيب الصايغ، بقلق بالغ، تصريحات نائب الرئيس الأمريكى مايك بنس يوم الثلاثاء الماضى، الخاصة بأن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يدرس بجديّة نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، تنفيذًا لوعده الانتخابي"، وهو أمر –لو تم تنفيذه- سيمثل تحديًا لمشاعر أربعمائة مليون مواطن عربى حول العالم، يؤمنون بأن أرض فلسطين محتلة من قبل مواطنين نازحين من كل مكان بالعالم، لا حق لهم فيها، فالدول الحديثة لا تقوم على حقوق دينية تاريخية، بل على حقائق جغرافية وخطوط عرض وطول.
وقال الشاعر الكبير حبيب الصايغ: إن جميع الرؤساء الأمريكيين السابقين وعدوا فى حملاتهم الانتخابية بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ليكسبوا تعاطف الناخب اليهودى الأمريكى، لكنهم تراجعوا جميعًا عن ذلك حين وصلوا للسلطة، لأنهم أدركوا من واقع المعلومات التى حصلوا عليها مدى خطورة هذا القرار على الحاضر والمستقبل.
وأضاف الصايغ: إن كل الاتفاقيات والمواثيق الدولية، ومعظم قرارات الهيئة العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، تعترف بحق الشعب الفلسطينى فى الحياة بكرامة فوق أرضه، وحق النازحين فى العودة إلى ديارهم وبيوتهم التى يمتلكون مفاتيح أبوابها حتى الآن، ومنها القدس المحتلة، كما تدين إقدام سلطات الاحتلال الغاشم على هدم البيوت ومصادرة الأراضى وبناء المستوطنات وسرقة التراث، فى محاولة يائسة لتغيير طبيعة الأرض وتاريخها.
وأكد بيان الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب موقفه الحاسم مع فلسطين والقدس، تاريخًا ومكانًا ومكانةً وإرثًا وثقافةً ومصيرًا ومبدأً لا يقبل المساومة، وأدان بشدة استغلال أمريكا وإسرائيل ميل موازين القوى فى الوقت الراهن لصالح المحتل، فى ظل الاضطرابات التى يشهدها أكثر من بلد عربى، من العراق وسورية إلى اليمن وليبيا.. وغيرها.
وحذر الشاعر الكبير حبيب الصايغ من نقل السفارة الأمريكية فى فلسطين المحتلة إلى القدس، وما سيتبع هذه الخطوة من إجراءات ومواقف مشابهة من دول كثيرة، لأنها بمثابة لعب بالنار فى منطقة لا تحتمل مزيدًا من الشحن ضد الغرب وحضارته وكل ما يمثله، وفى وقت يجب فيه على كل الأطراف أن تتحسب لأفعالها وأقوالها حتى لا تزيد النار اشتعالًا، لأن ثمنًا غاليًا لهذا التحرك سوف تدفعه المنطقة العربية بأثرها، وثمنًا أفدح ستدفعه الدول التى تناصر الاحتلال الاستيطانى الصهيونى لأرض فلسطين العربية، فمن الخطورة تحدى المشاعر الدينية للمسلمين حول العالم، التى تكونت عبر حوالى قرن ونصف قرن من الزمان.
وأكد الصايغ أن هذه الخطوة المحتملة، لو تمت، ستأتى بنتائج كارثية، حيث من المستحيل أن يتقبلها العرب والمسلمون. وحذر من موجة عنف غاضبة لن تقف عند حدود القدس أو فلسطين أو المنطقة العربية بأسرها، بل سيمتد أثرها ليطول أماكن كثيرة حول العالم، وهو الأمر الذى لا نتمناه، ولا يتمناه أى عاقل فى هذا العالم. واختتم البيان قائلا: عاش نضال الشعب الفلسطينى من أجل استرداد أرضه..وعاشت مدينة القدس العربية عاصمة لدولة فلسطين الموحدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة