قال الرئيس عبد الفتاح السيسى، إن القطاع الخاص يقوم بأكثر من 90% من الاستثمارات فى القارة الإفريقية، مؤكدا على أن التعاون بين القطاع الخاص والحكومات أمر فى منتهى الأهمية، وهذه الأهمية تتطلب مناقشة التحديات والصعاب التى تقابل هذا التعاون، وهذا ما يحدث التناغم المطلوب بين الحكومات والقطاع الخاص.
وأضاف الرئيس، خلال كلمته فى جلسة حول دور القطاع الخاص فى تنمية القارة، بمنتدى أفريقيا 2017 المنعقد بمدينة شرم الشيخ، أن هناك مصاعب كثيرة تقابل القطاع الخاص، وهناك تحديات للحكومات ويجب أن تقوم بتسهيل هذه المصاعب لتيسر الأمر على التعاون، لافتا إلى أن وجود الرؤساء فى اللقاء فرصة كبيرة للتحدث من خلالها وتبادل الرأى والأفكار بشأن هذا الموضوع، فهناك تحديات كثيرة.
وذكر السيسي، أن فى أفريقيا بها حجم كبير من الموارد الطبيعية بجميع أشكالها، والثروة البشرية، فهناك حجم كبير من البشر قادر على العطاء والاندفاع لتحقيق الآمال لنفسه وبلده.
شدد الرئيس عبد الفتاح السيسى، على أن التواصل بين الحكومات بعضها البعض، هو الأهم، موضحاً أن يكون التواصل كامل بريا وبحريا وجويا بمختلف الوسائل مما سينقل القارة إلى شكل مختلف.
وأضاف السيسى: "هناك فرصا حقيقية للعمل المشترك بين القطاع الخاص والحكومات، مما يساعد على نمو قطاع الأعمال ويحشد كل الإمكانيات من أجل التنمية التى نتمنى أن نحققها لقارتنا".
وأشار الرئيس السيسى إلى ضرورة تعزيز العمل المشترك على التكتلات الإقليمية على مستوى القارة بأكملها، لإزالة العوائق الجمركية الموجودة وتحسين حركة النقل والتواصل، والبنية التحتية بجميع أنواعها الحديثة لتساهم مساهمة كبيرة فى هذا المجال.
وذكر الرئيس السيسى، أنه من المهم للدول الموقعة على اتفاقية التجارة الحرة بين دول الكوميسا ومجموعة شرق إفريقيا ومجموعة تنمية الجنوب الإفريقى، التى تم توقيعها فى شرم الشيخ يونيو 2015، تدخل حيز التنفيذ بالكامل، وتم التصديق على ثمان دول ويتبقى 14 دولة نحتاج أن يوقعوا لتدخل الاتفاقية حيز النفاذ.
ولفت السيسى إلى أن الحديث عن 26 دولة، بناتج محلى 1.2 تريليون دولار وسكانها 700 مليون، ولو تم التحرك تستفيد كثيرا بهذه الإمكانيات، مؤكدا أن إفريقيا هى الطريق الرئيسى لنمو الاقتصاد العالمى، لأن لديها فرص ضخمة للنمو والتقدم.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى، أنه كلما اقتربنا بعضنا البعض سواء على المستوى الثنائى أو الإقليمى كتكتلات، أو على المستوى القارى، فإن فرص التعاون تزيد، وكذلك تقل فرص التنافس غير المقصودة.
وأضاف، أن مصر دعت إلى التكامل مع أشقائنا فى السودان منذ أكثر من 40 سنة، ولكن ما تحقق ليس كثيراً، رغم أن الإرادة والمسار الطبيعى لتحقيق الأهداف قد لا يكون غير متوفر.
وأكد أن إرادة التعاون وحشد الطاقات للتعاون ليست مجرد كلام، ولكنها إجراءات نتجاوز فيها الخلافات، على الأقل ألا يكون تأثيرها يتجاوز كل الموضوعات، مردفا: "نحن فى بداية الطريق، ولكن طالما نحن مصرّين على أن نكون على الطريق ونتحرك عليه بقوة فسوف يتحقق الأمل الذى نتمناه".
وذكر السيسى، أن أفريقيا لديها مقومات وقدرات ولديها آمالا، ويتبقى أن نحشد إرادتنا، وننظر للهدف الذى نصبو إليه، ويجب أن نتعاون ونتكامل ونتقدم، وكل شئ سيتحقق طالما هناك إرادة.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن منتدى إفريقيا 2017 خطوة على طريق ومشوار طويل للقارة السمراء، وتابع: " لن يكون لدينا كافة الحلول للمشاكل والتحديات التى تواجه القارة ولكن المؤتمر خطوة على الطريق.. لا أقول كلام معسول حتى أنهى النقاش، ولكن أريد أن أوصف المشكلة حتى نلبى طموحات الشعوب".
وأضاف الرئيس، أن التعاون والتكامل على مستوى القارة يوجب الإطلاع على حجم الجهد والإجراءات والتقدم التى قام بها الاتحاد الأوروبى والذى يواجه عقبات وتحديات حتى الآن، وتابع: "الحديث عن التعاون والمنافسة يجعلنى أقول أن كل دولة من دول العالم تبحث عن فرص الاكتفاء الذاتى لديها من خلال برنامج وطنى، حتى يتم تلبية احتياجات شعبها أولاً ومن ثم ينطلق إلى التصدير إلى الخارج حتى يعزز من قدراته الاقتصادية ويمتلك عملة حرة".
وشدد الرئيس السيسى، أنه لا يوجد دولة تستطيع أن تحدث اكتفاء ذاتى فى كافة المجالات، ولكن تعاون الدول الإفريقية فيما بينها تستطيع أن تصنع اكتفاء فيما بينها عندما يحدث مزيد من التواصل والتقارب والتعاون.
ولفت الرئيس السيسى، إلى أن التواصل بين قيادات الدول والشعوب واللجان المشتركة التى تضع موضوعات للتعاون وتخلق فرص تكاملية تعزز فرص التعاون ولا تخلق حجم منافسة فى نقاط التعاون المشتركة، وتابع:"هذا الكلام سيحدث بين دول القارة بالكامل.. نبتدى نتكامل ونغير خريطة القارة الزراعية بما يتناسب مع احتياجاتنا وما يفيض بعد ذلك نعمل على تصديره.. هذه لن يحدث الآن كونه يحتاج جهد كبير من الحكومات وإدارة وتفاهم كبيرين وبعد عن الأنانية والذاتية ويتطلب أيضاَ حجم كبير من الاستقرار".
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن أكبر آفة تهدد استقرارنا وفرصنا على مستوى القطاع العام والخاص أو الدولى هو موضوع الإرهاب وعدم الاستقرار، وتابع:"من يريد تحقيق نمو حقيقى عليه تحقيق استقرار حقيقى سواء أمنى أو سياسى.. وفى حال عدم تحقيق الاستقرار مهما كان حجم الفرصة لن يغامر أى مستثمر بدخول سوق غير مستقرة.. هغامر ولا هقامر ولا هستثمر لا أنا هستثمر".
ووجه الرئيس السيسى لشباب القارة السمراء رسالة، قال فيها: حافظوا على استقرار بلدانكم ولا تسمحوا بمظاهر عدم الاستقرار وأبرزها الإرهاب والتطرف"، لافتاً إلى ضرورة تحصين مجتمعاتنا حتى قبل أن يكون هناك تهديد فى الداخل.
وشدد الرئيس السيىس، على أن الإرهاب والتطرف أخطر سلاح لتدمير الأمم وآمال الشعوب وبالتالى تحصين المجتمعات من هذه الآفة أمن قومى.. أنفقنا أموال ضخمة وفقدنا استثمارات هائلة واضعنا فرص كبيرة من هذه الآفة التى لم تواجه بالشكل المناسب أو أنه لم يتم تحصين المجتمع منها".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة