فى خطوة مفاجئة، أعلن البيت الأبيض استقالة دينا باول، الأمريكية من أصل مصرى، من منصبها كنائب لمستشار الأمن القومى الأمريكى، وهو ما يثير الكثير من التكهنات بشأن الاستقالة التى جاءت بعد يوم من قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
وتشير تقارير الصحافة الأمريكية، السبت، إلى أن باول التى تعد واحدة من أكثر النساء المؤثرين فى إدارة ترامب، سوف تغادر منصبها فى البيت الأبيض مطلع فبراير المقبل، لكنها ستواصل العمل كمستشارة للرئيس الأمريكى لسياسات الشرق الأوسط. خاصة أنها طالما شاركت فى العديد من قضايا السياسة الخارجية، طيلة العام الجارى، وعلى رأسها جهود السلام بين إسرائيل وفلسطين، فضلا عن حضورها على موائد لقاءات الرئيس مع قادة آسيا خلال رحلته الأخيرة.
وتقول صحيفة نيويورك تايمز إن باول برز أسمها فى تكهنات بشأن تغييرات محتملة فى فريق السياسة الخارجية داخل الإدارة الأمريكية. فإذا ما رحل وزير الخارجية ريكس تيلرسون، وفق التوقعات، خلال الأشهر المقبلة، فإن خليفته المحتملة هى نيكى هالى، السفير الأمريكى للأمم المتحدة. وتضيف الصحيفة إن باول، التى تعيش أسرتها فى نيويورك، ينظر إليها كمرشح بديل لهالى داخل الأمم المتحدة.
وعلى الرغم من أن هذا التوقع تراجع خلال الأسابيع الماضية، بعد تصريحات لمسئولين من إدارة الأمريكية بأن الرئيس يميل لتعيين مايك بومبيو، مدير وكالة الإستخبارات المركزية CIA، بديل لتيلرسون. غير أنه وفقا لزملائها فإن باول، التى يوجد مكتبها فى الطابق الثانى بالجناح الغربى ومقابل لمكتب إيفانيكا ترامب، تتمتع بعلاقات جيدة مع الرئيس.
وقالت نيويورك تايمز إن داخل البيت الأبيض المنقسم، فإن باول طالما كانت عضو بارز من فريق نيويورك التابع لإيفانكا ترامب، أبنة الرئيس، وزوجها جارد كوشنر، وسيعنى رحيلها غياب واحدا من الشخصيات التى طالمات قاومت السياسات المتشددة. وتشير إلى أن السياسية المصرية الأصل، تمتعت بنفوذ كبير تجاوز قضايا الأمن القومى التى كان من العادى أن تكون تحت إشرافها، فلقد برز أسمها قبلا كرئيس محتمل لفريق موظفى البيت الأبيض.
ونقلت الصحيفة أن أصدقاء لباول أن عملها فى واشنطن حيث اضطرت البقاء بعيدا عن أطفالها الذين يقيمون فى نيويورك، قد أرهقها كثيرا. وأشاد الجنرال إتش ماكمستر، مستشار الأمن القومى بعملها فى بيان أمس الجمعة قائلا "طالما كانت دينا عضو لا يقدر بثمن فى فريق البيت الأبيض.. فلقد نظمت وقادت جهود لإستعادة الكفاءة الإستراتيجية لأمتنا".
وأشار إلى أن باول ستواصل العمل على عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية بعد مغادرة البيت الأبيض. وقال مسئولون إنها قد تسافر إلى المنطقة مع كوشنر والمبعوث الخاص، جيسون جرينبلات، على الرغم من أن عقد إتفاق بات أمر صعب المنال من ذى قبل بعد إعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وفى الإطار ذاته، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن مسئولين رفيعو المستوى فى الإدارة الأمريكية، قالوا إن هناك قائمة طويلة تضم مساعدين فى البيت الأبيض وأعضاء من مجلس الوزراء، ربما يكونوا فى طريقهم لمغادرة مناصبهم مع إقتراب إنتهاء العام الأول لترامب فى السلطة منتصف يناير المقبل.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بالإضافة إلى باول، فإن قائمة الراحلون، بحسب مسئولين من إدارة ترامب، مدير مجلس الإقتصاد الوطنى، جارى كوهين، ونائب كبير موظفى البيت الأبيض، ريك ديربورن، ومدير الشئون التشريعية، مارك شورت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة