لم تكن ولادتها طبيعية ولا حياتها بأكملها، فمنذ أن جاءت إلى العالم اختلفت عن غيرها من الأطفال بأن وزنها 5 كيلوجرام، فى حين أن الوزن الطبيعى 2.5 كيلو، ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل إن زيادة الوزن أخذت تطاردها لتمنعها من استكمال دراستها التى انتهت بالنسبة لها فى مرحلة الابتدائية، لعدم قدرتها على الحركة منذ سن الـ11 عاما، إنها إيمان أحمد المواطنة المصرية التى ولدت بالإسكندرية وتعانى حاليا من كونها أسمن سيدة فى العالم وهى فى سن الـ36 عاما.
تستعد إيمان لعملية جراحية وكورس علاج كامل حاليا فى الهند، وينتظر الجميع النتائج بأمل وترقب، ولكن كيف كانت رحلة إيمان مع المرض وطريقها إلى العلاج، حيث عانت من خلل فى الهرمونات تسبب لها فى زيادة وزن ليتعدى الـ500 كيلو حاليا، ومنعها عن الحركة فلا تخرج من منزلها من 25 عامًا، ولا تتمتع بالحياة أبدا.
حالة إيمان
حاولت الحركة على ركبتيها وهى صغيرة بعد أن جعلها وزنها لا تقدر على المشى، ولكن تدهورت حالتها بعد إصابتها بصدمة تسممية فى الجسم، بسبب سيرها على ركبتيها ووجود جرح بهما، وبالتالى لم تتمكن من الحركة نهائيا وأصبحت طريحة الفراش.
إيمان أسمن فتاة فى العالم داخل الطائرة
ومع ذلك لا يفارقها الأمل الذى دعمته فيها أسرتها، خاصة أختها التى تواصلت مع الكثير من الأطباء الذين عجز بعضهم عن تشخيص حالتها والتعامل طبيا معها، إلا أن طبيبا هنديا قرر أن يساعدها بعد التواصل معه إلكترونيا.
4 مشكلات واجهتها إيمان لتلقى العلاج فى الهند
كانت استجابة الطبيب الهندى موفازال لاكداولا شعاع أمل من نفق مظلم مرت به إيمان، وحل لأول مشكلة تواجه علاج إيمان، ولكن لم تتوقف رحلة الصعوبات منذ ذلك الوقت، والتى بدأت بإخطار شرطة مومباى لمستشفى "سيفى" بالهند أن المركز المخصص الذى تم بناؤه خصيصا لعلاج إيمان مخالف، ويجب هدمه لعدم وجود تراخيص لبنائه، ألا أن المستشفى خصصت مكانا آخر لعلاج إيمان كان سابقا للمكاتب الإدارية.
نقل الحالة
وتمثلت المشكلات الأخرى فى عدم تمكن إيمان من أخذ التأشيرة للسفر للهند وصعوبة استخراجها من قبل الطبيب الهندى، وهو الأمر الذى جعله يحاول التواصل مع وزارة الخارجية من خلال مواقع التواصل الاجتماعى، وبالفعل تمكن من ذلك عندما استجابت الوزيرة "سوشما سواراج" للطبيب وقدمت المساعدة لإيمان.
تويتة الطبيب لوزيرة الخارجية عن حالة إيمان
وأخيرا كان نقل إيمان من منزلها فى الإسكندرية إلى المركز الخاص بها فى الهند أمر غير سهل على الإطلاق، فنقلت إيمان من مصر بداية من وضعها على متن طائرة شحن تابعة لشركة مصر للطيران، ومزودة بـأسطوانات أكسجين، وتنفس صناعى، وذلك بعد خروجها من منزلها محملة على الأوناش.
طاقم التمريض مع إيمان
تجهيزات الهند لعلاج إيمان
وجهز الفريق الطبى الهندى كل الاستعدادات لاستقبالها من مطار مومباى، بحسب ما ذكره موقع الـ"BBC"، وذلك من خلال نقلها برافعة ووضعها فى شاحنة بضائع معدلة، وتواجد أكثر من 100 عامل للمساعدة فى نقلها، ثم سيتم توصيلها لطريق شارنى، حيث يستقبلها مستشفى سيفى، ويتم رفعها للطابق الأول بالمبنى المخصص لها وتوضع على سرير بعجلات إلى الغرفة، التى كانت مكاتب إدارية فى السابق.
وزيرة الخارجية الهندية
وعن مدة علاجها فتحتاج إيمان لفترة تتراوح بين شهرين لثلاثة أشهر لإجراء العملية وتلقى العلاج، ثم ستكون قادرة على العودة لمصر، ولكن الأمر سيحتاج من عامين لثلاثة أعوام من أجل أن تصل إلى وزن أقل 100 كيلو جرام.
أما عن الجراحة التى ستجريها منال لعلاج البدانة فهى عملية لإنقاص الوزن تكون للتعامل مع الأشخاص الذين يعانون مع سمنة خطيرة، وحوالى 8000 شخص فى العام يجريها فى بريطانيا، حيث تجرى فقط فى مركز الخدمات الصحية الوطنية البريطانى، وأبرز طرق هذه العمليات هى ربط المعدة التى يتم فيها تصغير حجم المعدة، ومن ثم يكون أقل نسب من الطعام كافيا لإشباعك، أو تقسيم المعدة أو ما يسمى بتغيير المسار للمعدة وكلها طرق لتخفيف الوزن والتعامل مع السمنة المفرطة، ولكنها بالتأكيد ستكون مختلفة فى التعامل مع حالة إيمان الأولى من نوعها.
كما يعتقد الطبيب الهندى أن ما تعانى منه إيمان ليس داء الفيل، ولكن "اضطراب ليمفاوى" مرتبط بالسمنة، انعكس بتورم شديد فى قدميها خاصة وباقى جسمها.