رغم هزيمتها الساحقة وتدمير قوات جيشها فى حرب السادس من أكتوبر عام 1973 المجيدة على يد القوات المسلحة المصرية، فى أكبر هزيمة تتعرض لها منذ احتلالها للأراضى العربية عام 1948، حاولت إسرائيل رسم بطولات زائفة باستدعاء ذكريات الماضى والاحتفال بمرور 50 عاما على حرب الـ5 من يونيو عام 1967 التى شنتها على الدول العربية.
وفى سياق الاحتفالات مبكرا بذكر المعركة التى احتلت فيها تل أبيب شبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان السورية والضفة الغربية ومدينة القدس وقطاع غزة، نشرت وزارة الدفاع الإسرائيلية وثائق سرية لأول مرة حول أوامر العملية العسكرية فى حرب "الأيام الستة" وهى التسمية العبرية لحرب عام 1967.
مقاتلات مصرية تم تدميرها وهى على الأرض
وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية التى نشرت الوثائق، اليوم الاثنين، إنه فى إطار تلك العملية العسكرية قصف الجيش الإسرائيلى عبر مقاتلاته الحربية معظم طائرات سلاح الجو المصرى والسورى.
جانب من تقرير يسرائيل هايوم
50 عاما على الحرب
وذكرت صحيفة "يسرائيل هايوم" الإسرائيلية، خلال تقريرها تحت عنوان "50 عاما على حرب الأيام الستة.. التفوق الجوى التام"، إن تلك الحرب أدت لهزيمة الجيوش العربية القوية وهى الجيش المصرى والسورى، مشيرة إلى أن المهمة الأولى لجيش الاحتلال فى تلك الحرب هى تدمير كل طائرات سلاح الجو لدى كل من مصر وسوريا والأردن والعراق ولبنان.
وكشفت وثائق الجيش الإسرائيلى أن المهمة الأولى والأساسية للحرب كانت شل سلاح الجو لدى أعداء إسرائيل، من خلال ضرب مدرجات الطائرات وتدمير معظم مقاتلاته الحربية على الأرض.
وثائق الجيش الإسرائيلى حول النكسة
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن ترتيب القوات الإسرائيلية كان متدنيا مقارنة بأسلحة الجو لدى مصر وسوريا والأردن والعراق ولبنان، لافتة إلى أنه كان لدى الجيش الإسرائيلى 412 طائرة فقط، وكان نحو نصفها طائرات حربية و465 طيارا، وفى المقابل بلغت أسلحة الجو فى الدول العربية 826 طائرة حربية و980 طيارا.
197 مقاتلة إسرائيلية شاركت فى المعركة
وقالت الوثيقة إن نحو 197 مقاتلة إسرائيلية شنت هجمات كبيرة على مطارات الدول المعادية فى 5 يونيو 1967، وبعد ستة أيام، وبفضل الضربة الأولى التى وجهت ضد جيوش أعداء إسرائيل، غزا الجيش الإسرائيلى شبه جزيرة سيناء والضفة الغربية ومرتفعات الجولان وشرق مدينة القدس التى كانت تحت حماية الجيش الأردنى.
مقاتلة إسرائيلية خلال إقلاعها لتنفيذ ضربة جوية فى سيناء
وتشير الوثائق إلى شهادة الجنرال موطى إيهود قائد سلاح الجو الإسرائيلى خلال المعركة، والتى احتفظ بتفاصيلها قسم التاريخ فى الجيش الإسرائيلى طوال الـ50 عاما الماضية.
وقال إيهود: "لم أتعامل بجدية خاصة مع سلاح الجو السورى.. كنت أعلم أنه من الممكن ألا يكون الهجوم لطيفا، لكن لم يكن بالإمكان أن يكون ذلك جادا، فعلمت وكان واضحا لى أننا سنحيد سلاح الجو المصرى، ولكن لم يكن واضحا لى أننا سندمره فى 3 ساعات فقط".
وأضاف المسئول العسكرى الإسرائيلى وفقا للوثيقة: "فى المجمل، لم يكن سلاح الجو السورى قويا، مقارنة بما توقعناه بالنسبة لسلاح الجوى المصرى، وبما أن التقدم فى مصر كان سريعا وسلسا، فقد أصبحت المهمة أسهل، لذلك واصلنا مهاجمة سلاح الجو السورى فورا دون توقف"، على حد وصفه.
المقاتلات الإسرائيلية فوق سيناء عام 67
واستطرد إيهود قائلا: "على مدى أسبوع، كانت الطائرات الوحيدة التى طارت فى سماء الشرق الأوسط هى طائرات سلاح الجو الإسرائيلى.. كان ذلك تفوقا جويا كاملا ومطلقا".
وتأتى نشر تلك الوثائق كما هو الحال لمعظم وثائق أرشيف الجيش الإسرائيلى التى تُنشر فى وسائل الإعلام، بعد مرور 50 عاما عليها، كما نشرت الصحيفة العبرية فيديو نادر لأول مرة لطلعات سلاح الجول الإسرائيلى ضد المطارات المصرية.
آثار الدمار الإسرائيلى فى سيناء عام 67
12 طائرة ظلت داخل إسرائيل لحمايتها
ووفقا للوثائق فإن كل الطائرات الهجومية الإسرائيلية كانت مخصصة للمشاركة فى الهجوم على مطارات أسلحة جو الدول العربية، فيما عدا 12 طائرة من طراز "ميراج" كانت على أهبة الاستعداد لحماية سماء إسرائيل.
وقالت "يسرائيل هايوم" نقلا عن الوثيقة: "إنه فى نهاية العملية العسكرية، تم تدمير 469 طائرة حربية مصرية وسورية، كان نحو 70% منها تقاتل بشكل فعلى ضد إسرائيل، مضيفة أنه قد وجهت ضربة قاتلة لأسلحة جو تلك الدول ودمرت معظم قوتهم".
الهجمات الجوية الإسرائيلية على سيناء
ولفتت الصحيفة العبرية إلى أنه قد بلغ عدد الطائرات الإسرائيلية التى فقدت فى الحرب 46 طائرة، وقتل 24 طيارا إسرائيليا، وجرح 7 وسقط 11 طيار فى الأسر.
معظم الهجمات وجهت ضد مصر
وأضافت الوثيقة أن معظم هجمات سلاح الجو الإسرائيلى كانت موجهة ضد الجيش المصرى، عبر سيناء وكذلك فى عمق مصر، بمواقع قرب القاهرة، مشيرة إلى أن سلاح الجو المصرى تم ضربه فى اليوم الأول بما لا يقل عن 14 هدفا، وتم الهجوم على القوات الجوية السورية بـ5 أهداف وهدفين فى الأردن، كما تعرض المطار العراقى الوحيد فى نهاية اليوم الأول من الحرب للضرب.
جنود سوريون أسرى فى حرب 1967
وكان العراقيون يخططون لمهاجمة مطارات "رامات ديفيد" الإسرائيلى، وتم توجيه ضربة واحدة له من جانب طائرة عراقية، لكنها دمرت بعد كشفها من محطات الرادار وأخذت الطائرة كغنيمة من قبل الجيش الإسرائيلى.
جانب آخر من تقرير يسرائيل هايوم حول المعركة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة