فى مرحلة هامة وفاصلة يعيشها الاقتصاد المصرى، لاسيما بعد الإجراءات الصعبة التى اتخذتها الحكومة فى الفترة الماضية لانعاش الأوضاع المالية للبلاد، لذا ينتظر الجميع تكليل تلك الخطوات بالنجاح عبّر جذب الاستثمار الأجنبى لضخ رؤوس أموال وعملة صعبة للبنوك المصرية وتشغيل العمالة، وهذا ما بدأت بشائره مؤخرًا فى ظل عقد اجتماعات موسعة بين مستثمرين من دول مختلفة أبرزها بريطانيا وممثلى مجتمع المال والأعمال المصرى.
وزار مصر على مدار الشهر ونصف الشهر الماضية نحو 110 مستثمر أجنبى من دول بيلاروسيا وتركيا وبريطانيا، بدأت بزيارة وفد من بيلاروسيا ضم 40 شركة منتصف شهر يناير الماضى، تعمل بالصناعات الثقيلة والبصريات والأدوية والبتروكيماويات والزراعة.
بينما فى مطلع الشهر الجارى حضر وفد تركى مكون من 10 مستثمرين إلى القاهرة وفقًا لما أعلنته السفارة التركية بالقاهرة، فى بيان رسمى إن الوفد التركى يضم كبار المسؤولين بالشركات التى تعمل فى مجالات الصناعات الهندسية والكيمائية والنسيجية والأغذية إلى جانب الطاقة، والزراعة، والخدمات بالإضافة الى كبار المستثمرين الأتراك بمصر.
كما حضر لمصر وفد الكورى يضم 21 شركة من كبرى الشركات الكورية المتخصصة فى مجالات التجارة والاستثمار، مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة، والسياحة، والنقل، وتصنيع الألات والمعدات الزراعية والصناعية، والتشييد، والبنية التحتية، والاستثمار، والتجارة العامة، والملابس، وتدوير المخلفات، والاتصالات، والنانو تكنولوجى، وتصنيع بطاريات الزنك وأنابيب الغاز، بالإضافة إلى شركات متخصصة فى الاستثمار فى إنشاء المستشفيات والاستشارات القانونية، وأخيرا وفد من 40 شركة بريطانية ويضم الوفد بعثة تجارية من شمال أيرلندا تمثل شركات من عدة قطاعات منها الطاقة والصحة والغذاء والبيئة وادارة المخلفات والبناء والهندسة.
فيما وصل أيضًا إلى مصر 9 شركات بريطانية أخرى تعمل فى مجال البنية التحتية والبناء تحت رعاية الغرفة التجارية المصرية البريطانية لبحث فرص العمل فى مشاريع كالعاصمة الجديدة وتطوير منطقة قناة السويس الاقتصادية.
فيما أعلن المهندس طارق قابيل، وزير التجارة والصناعة، إن عدداً من كبريات الشركات اليابانية العاملة فى مجال الصناعات الغذائية ستزور للقاهرة يومى 18 و19 مارس المقبل، لبحث فرص الاستثمار بالسوق المصرية فى هذا المجال، مشيراً إلى أن الزيارة تستهدف أيضاً تعزيز التبادل التجارى بين البلدين فى مجالات المنتجات الزراعية والغذائية.
وقال الدكتور علاء عز أمين عام اتحاد الغرف التجارية، إن وضع مصر مرة أخرى على خريطة الاستثمار للمستثمرين الأجانب بعد التباطؤ الاقتصادى العالمى والإقليمى والمحلى هدف تم تحقيقه، والدليل على ذلك الوفود الأجنبية التى زارت البلاد خلال الفترة الماضية.
وأضاف عز، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الوفود التى تستقبلها مصر تشمل ثلاث أنواع الأولى تضم رجال أعمال يقومون بعمليات استكشافية للسوق المصرى لدخوله لأول مرة، مشيرا إلى الاتحاد يقوم بالتواصل معهم لتقديم كافة المعلومات والدراسات والبيانات حول الفرص الاستثمارية المتاحة.
وتابع :"أما النوع الثانى من رجال الأعمال يضم رجال أعمال يرغبون فى الدخول فى شركات مع نظرائهم المصريين لافتا إلى أن الاتحاد يقوم بتنظيم لقاءات مع نظائرهم، وفى حالة رغبتهم فى الاستثمار فى مصر فأنه يقوم بتمهيد الطريق لهم مع الجهات الحكومية ومساعدتهم على الحصول على الأراضى المرفقة والتراخيص".
وأشار إلى أن النوع الثالث من رجال الأعمال هم مستثمرون حاليون فى مصر، ويقوموا حالياً بإعادة تقييم الموقف الجديد بعد عملية تحرير الصرف وبحث التوسع فى استثماراتهم.
ولفت أمين عام اتحاد الغرف التجارية، إلى أن الوفد البيلاروسى الذى زار مصر خلال الفترة الماضية بدؤوا بالفعل فى الاستثمار فى مصنع للجرارات، كما تم توقيع 5 اتفاقيات فى مجال صناعة المعدات الزراعية والهندسية.
وفيما يتعلق بالوفد التركى، أكد عز، أن هناك عدد من الشركات التركية تقدمت للحصول على أراضى لبدء استثماراتها، مشيرا إلى أن هناك تحالف تركى بدء فى إنهاء الدراسة والإجراءات اللازمة لإنشاء مدينة متكاملة للغزل والنسيج والصباغة والتجهيز والملابس الجاهزة بهدف التصدير للولايات المتحدة والاتحاد الأوربى وإفريقيا والدول العربية، متوقعا أن يتم إنشاء المدينة فى الصعيد، وذلك فى إطار خطة وزارة التجارة والصناعة الصعيد لإنشاء 5 مدن صناعية للغزل والنسيج.
وأشار عز، إلى أن نحو 80% من الشركات التركية كانت تقوم بنقل السياح الروسى إلى مصر، قبل الحظر الروسى على السياحة، لافتا إلى أن الزيارة السابقة للوفد التركى شملت شركات سياحية، وذلك لتفعيل المنظومة استعداد لرفع الحظر الروسى على السياحة واستئناف الطيران.
ولفت عز، إلى أنه من ضمن نتائج زيارة الوفد ربط الشركات التركية بشركات مصرية فى مجال المقاولات والبنية التحتية لتنفيذ مشروعات وتعاقدات تركية فى السوق الإفريقى، يقوم الجانب المصرى بتوفير مواد البناء إلى جانب نشاط المقاولات مما يساهم فى تنمية الصادرات المصرية السلعية والخدمية.
ومن جانبه أكد مروان السماك رئيس جمعية رجال أعمال الإسكندرية، أن اللقاءات التى أجرتها الجمعية مع وفود الاستثمار الأجنبية خلال الفترة الماضية، تثبت اهتمام من الدول المختلفة بالاستثمار والصناعة فى مصر، خاصة بعد إجراءات الإصلاح الاقتصادى التى اتخذتها مؤخراً، وعلى رأسها "تعويم الجنيه" والذى ساهم فى زيادة تنافسية الاقتصاد المصرى، وخفض من تكلفة الاستثمار.
وأضاف السماك، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الفائدة الكبرى من زيارات وفود الاستثمار الأجنبية، تصحيح وجهة النظر الخارجية عن مصر، والتأكيد على استقرار الأوضاع، وانتعاش الاقتصاد المصرى، وتوافر فرص الاستثمار، مشيرا إلى أن الجمعية عملت على استغلال تلك الزيارات فى الترويج للفرص الاستثمارية بمصر، وتنظيم لقاءات مشتركة مع المستثمرين المحليين لبحث الاستفادة من إقامة استثمارات مشتركة.
وأشار رئيس جمعية رجال أعمال الإسكندرية، إلى أنه يجب التركيز على المستثمر المحلى خلال الفترة الحالية، وذلك لتوصيل انطباع للأجنبى، بأن بيئة الاستثمار فى مصر جاذبة، وليست هناك مشاكل تواجه المستثمرين المحليين، بجانب أن الأخير هو الأكثر قدرة وحرصاً على جذب نظيره الأجنبى.