بالفيديو والصور.. قصص سيدات قهرن الإرهاب والفقر بشمال سيناء وتحويل منازلهن لمصانع صغيرة.. السيناويات يسرن على خطى الأجداد فى الصناعة وينتجن مشغولات يدوية وملابس عصرية مطرزة لمواجهة البطالة

السبت، 18 فبراير 2017 07:00 م
بالفيديو والصور.. قصص سيدات قهرن الإرهاب والفقر بشمال سيناء وتحويل منازلهن لمصانع صغيرة.. السيناويات يسرن على خطى الأجداد فى الصناعة وينتجن مشغولات يدوية وملابس عصرية مطرزة لمواجهة البطالة مشغولات نساء شمال سيناء
شمال سيناء ـ محمد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

سيدات وفتيات، لم يستسلمن لشبح البطالة وقررن توفير ما يستطعن من نفقات الحياة، ومواجهة المتطلبات اليومية من المأكل والمشرب والدواء، بامتهان حرف وتحويل منازلهن لمصانع صغيرة، لتوفير دخل مناسب، وتحدى ظروف الإرهاب المحطية بهن فى قرى محافظة شمال سيناء.

 

"التطريز على القماش" إحدى وسائل سيدات شمال سيناء للعمل والإنتاج واستطعن من خلالها استحضار هيبة المهنة بعد نسيانها، بمنتجات جديدة من نوعها تناسب روح ومتطلبات العصر، وتجد رواجا لها فى المعارض المختلفة، وإقبالا عليها من أصحاب الذوق الرفيع الباحثين عن شغل الخيط اليدوى فى مشغولات تتنوع ما بين ملابس وأدوات الزينة، تنتج يدويا باستخدام بالخيط والإبرة.

مهنة التطريز وسيلة السيناويات لمواجهة البطالة وتوفير دخل للأسرة

"أم سامى" إحدى هؤلاء السيدات، بشمال سيناء، اتخذت من منزلها على أطراف مدينة بئر العبد بشمال سيناء مكانا مناسبا لممارسة مهنة التطريز،  شارف عمرها على الستين، وهى أم لـ 5 أبناء، وزوجها موظف فى إحدى المصالح الحكومية، تقول: "فكرت كثيرا فى أن أقوم بعمل يضيف دخلا مناسبا لى ولأسرتى، وأنا محرومة من الوظيفة لأنى لا أجيد القراءة والكتابة، وتذكرت فى صباى أنى كنت امتهن مهنة التطريز، وهو رسم أشكال هندسية وجمالية بالخيط والإبرة على القماش، وهى أشكال تتخذ كزينة على واجهة الأثواب، وأيضا أغطية الرأس للسيدات، عندما كان أزياء البدويات"الثوب" والقنعة" .

وأضافت أنه فى الوقت الحاضر، هناك إقبال على شراء المنتجات المطرزة، وقررت خوض التجربة عن طريق إحدى الجمعيات الأهلية التى تساعد فى فتح معارض لهذه المنتجات، وعرفت عن طريق الجمعية ما هو مطلوب للشراء فى تلك المعارض، وبالفعل اشتريت الخامات لإنتاج المشغولات المطرزة، وهى الأقمشة السوداء والملونة والخيوط بأنواعها، وبدأت إنتاج "الشالات الحريمى" وتطريز قطع من الثوب السيناوى.

السيناويات يسرن على خطى الأجداد فى الصناعة والإنتاج

" خضرا محمد" سيدة عادت لمهنة الأجداد لمواجهة متطلبات الحياة اليومية، بعد أن تركت هذه المهنة 20 عاما وهى الآن تجاوز عمرها الخمسين، تقول إنها تسكن قرية شرق مركز بئر العبد، وبالإضافة لدورها فى التصنيع والإنتاج، تشترى كميات من الأقمشة، ومتطلبات الإنتاج، وتوزيعها على عدد آخر من السيدات ، ثم تجميع هذا الإنتاج".

وأضافت أن كميات المنتج تسوق لها عن طريق المعارض الخاصة بالجمعيات الأهلية وزبائنها من سيدات المجتمع فى القاهرة والإسكندرية.

إنتاج مشغولات

وقالت "شيماء" وهى فتاة فى الخامسة عشر من عمرها: تركت المدرسة فى المرحلة الابتدائية ولم استكمل تعليمى، واستطعت منذ عامين أن أعمل فى بيتى بمهنة " التطريز" وإنتاج أشكال منوعة من المشغولات بينها أدوات عادية مثل جراب الموبايل والشنط الحريمى.

وأضافت أن مهنة التطريز بالنسبة لها هى مجال عمل، وأيضا تسلية، إذ تقضى 5 ساعات فى اليوم فى هذا العمل الذى يحقق لها دخلا مناسبا.

توفير دخل

ولم تخفِ "أم إسماعيل" التى لم يمضِ على زواجها عام ونصف، وتسكن أسرتها فى شقة بالإيجار، أنها اضطرت للقيام بأعمال التطريز لتوفير دخل لها، إذ أن زوجها الحاصل على مؤهل عالٍ لم يحصل على وظيفة، وهو عامل بسيط باليومية، وتساعده بهذا العمل بعد أن تدربت عليه فى مشغل خاص بجمعية أهلية وأتقنته.

وأشارت إلى أن العمل مرهق جدا، إذ يحتاج لتركيز شديد، وأى خطأ فى وضع خيط مكان آخر أو غرزة بدون تنسيق، يلغى العمل كله، وتتنوع المنتجات فهناك مساحة من التطريز تحتاج لمجهود أسبوع أو أسبوعين بمقابل بسيط، وأحيانا مجهود ساعات قليلة يحقق عائدًا أعلى، وما يحكم ذلك احتياج السوق لهذه المشغولات.

تجهيز المنتجات

وأكدت "أم ريماس" تعمل فى مشغل للمنتجات الخاصة بالسيدات، أن دورها هو تجهيز هذه المنتجات للعرض من خلال إضافة " الشراشب" والقص والتجميع، وأن الجميع يستفيد من هذه المهنة إلى جانب من يقمن بالتطريز.

دعم الإنتاج والتسويق

وأوضحت "فؤادة محمود" رئيس جمعية المرأة السيناوية بشمال سيناء، إحدى الجمعيات التابعة لوزارة التضامن الاجتماعى، والمعنية بدعم وتسويق منتجات تطريزالسيدات البدويات، أن المشغولات المطرزة أصبحت تلقى اهتماما كبيرا فى السوق ولها زبائنها، وهو ما انعكس أثره على عودة نجومية القائمات على المهنة من السيدات البدويات اللاتى كن فى الماضى يجدن المهنة بغرض حياكة ملابسهن من الثوب التقليدى "ووقاة" الرأس، وهى التى توضع تحت القنعة التقليدية، وكذلك البرقع البدوى المعروف، وكان التطريز حرفة ومطلبًا فى الماضى، إذ تستمر السيدة البدوية فى حياكة ثوبها شهورا تمتد لعام، ولكل قبيلة لونها فى فنون وأشكال التطريز التى تختلف فى تشكيل خيوطها وألوانها، ولكن تراجع ذلك مع اختفاء من يرتدين هذه الملابس، إلا أن الحظ ابتسم لمن يملكن مهارة التطريز فى غضون السنوات الأخيرة وأصبحن يطلبن بالاسم للقيام بهذه المهام وهن فى منازلهن، وهو باب رزق جديد لكثير من الأسر، الأمر الذى دفع سيدات وبنات الجيل الجديد ممن لا يجدن المهنة لتعلمها وإتقان أصولها.

استقبال المشغولات

وأضافت "محمود" أن الجمعية فى مقرها بمدينة بئر العبد، وفرت مشغلا يستقبل المشغولات وإعادة تهيئتها لتناسب السوق، إضافة لاستقبال القطع القديمة المطرزة على الأثواب وإعادة قصها وتثبيتها على قماش، أو مشغولات كالشنط والحقائب، إذ أنها تعد قطعًا فنية متكاملة من الخيوط المتراصة بإبداع وبذلك يتم الاستفادة من ملابس مهملة ومنسية بإعادة شرائها.

وأوضحت أنه يتم دعم السيدات بمبلغ 2000 جنيه لشراء خامات وتصنيع مشغولات مطرزة والمساعدة فى تسويقها لهن، وعمل معارض داخل المحافظة وخارجها لبيع المنتجات، وتوجيه السيدات بما يحتاجه السوق لتصنيعه، وفى الجمعية معرض دائم لعرض المنتجات أمام جميع الراغبين فى الشراء.

نماذج المشغولات

وأشارت رئيس جمعية المرأة السيناوية، إلى أن المنتجات التى يتم تصنيعها فى المنازل جديدة من نوعها، ومنها الشال المطرز على قماش بألوان وأحجام مختلفة من المستطيلة والمثلثة تناسب كل الأذواق، لافتة إلى أنه من بين المنتجات التى تلقى إقبالا "الخداديات المطرزة"، و"شلتة الصالون"، ويراعى أن تكون أطقما متكاملة بطرز موحد من الخيط واللون إلى جانب الكسوة .

كما يتم الاستعانة بقبة الصدر المطرزة فى الثوب البدوى القديم وتحلية الشنط الحريمى بها، وكذلك إضافة حلى معدنية على نمط البرقع السيناوى من العملات المعدنية، وتصميم الشنط الحريمى بشكل حديث، تضاف إليه وحدات تطريز بلون عصرى، إضافة لشنط المواليد، وشنطة اللاب توب، وهى منتجات تلقى قبولا، وإنتاج طاقم مطرز مكون من سديرى وشال وكاب وأسورة كوحدة متكاملة، وقلائد مطرزة محلاة بالخرز والعملات، وفيزت للفتيات فى المراحل الإعدادية والثانوية بنظام مطرز، والكوفية المحلاة بوحدات زخرفية مطرزة، وجراب الموبايل بأحجام مختلفة، وشنط اليد الحريمى.

مشغولات مطرزة
مشغولات مطرزة

شال مثلث مطرز
شال مثلث مطرز

منتجات منوعة
منتجات منوعة

شنط حريمى مطرزة ومرصعة بالعملات
شنط حريمى مطرزة ومرصعة بالعملات

استخدام قبة أثواب قديمة فى صناعة الشنط
استخدام قبة أثواب قديمة فى صناعة الشنط

طاقم سديرة وشنطة وقلادة
طاقم سديرة وشنطة وقلادة

أشكال منوعة
أشكال منوعة

قلادة من الخرز وأعمال التطريز
قلادة من الخرز وأعمال التطريز

الكوفية المشغولة بأعمال التطريز
الكوفية المشغولة بأعمال التطريز

مفرش مطرز
مفرش مطرز

بالخيط والإبره تجرى أعمال التطريز
بالخيط والإبره تجرى أعمال التطريز

سيدة بدوية امتهنت التطريز
سيدة بدوية امتهنت التطريز

تشطيب منتج مطرز
تشطيب منتج مطرز

فتاة تعمل فى التطريز
فتاة تعمل فى التطريز

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة