بعد انتشار ترجمة الروايات المصرية للعبرية.. هل تحتاج فكرة التطبيع إلى "مراجعة".. إسرائيل تنشئ معهدا لترجمة الأدب العربى فى الستينيات.. ومثقفون: اللغة "نعم" المؤسسات "لا"

الأحد، 19 فبراير 2017 07:38 م
بعد انتشار ترجمة الروايات المصرية للعبرية.. هل تحتاج فكرة التطبيع إلى "مراجعة".. إسرائيل تنشئ معهدا لترجمة الأدب العربى فى الستينيات.. ومثقفون: اللغة "نعم" المؤسسات "لا" انور مغيث، رئيس المركز القومى للترجمة ونجيب محفوظ
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى الآونة الأخيرة، انتشرت على صفحات الإنترنت برامج تقول لك "إن كنت تحتاج إلى مترجم العربية إلى العبرية عبر الإنترنت، فقد وجدت أفضل مترجم من العربية إلى العبرية متوفر فى السوق" ثم يذكر لك اسم البرنامج، ربما مجموعة جمل مثل هذه لو حدثت منذ سنوات كانت الدنيا ستقوم ولا تقعد مرة أخرى، لكننا ونحن نعيش زمن "انفتاح الميديا" لم نعد قادرين على التحكم فى هذا الأمر، لذا نكشف تاريخ الترجمة العبرية خاصة للأدب العربى.

فى سنة 1962 أسست إسرائيل معهد ترجمة الأدب العبرى الذى قدم الدعم المالى لدور نشر تترجم الأعمال الأدبية بصورة مستقلة، وذلك بهدف نشر الثقافة "الإسرائيلية" فى كثير من الثقافات الأخرى، وفى المقابل قامت "تل أبيب" بترجمة العديد من الروايات العربية للغة العبرية.

هذا الأمر الأخير  عادة ما يثير الكثير من الضجة، لكن تعود الأمور هادئة مرة أخرى، خاصة بعد أن يؤكد المبدع أن لا علاقة له بهذه الترجمة، لكن السؤال  الذى يفرض نفسه: بعد انتشار ترجمة الروايات المصرية للعبرية.. هل تحتاج فكرة التطبيع خاصة "التطبيع الثقافى" إلى "مراجعة"؟

علاء حليحل
علاء حليحل

 

الأحداث الأخيرة

تبيّن من خلال فحص أجريته فى هذه الفترة أنه خلال العامين 2012-2013 هنالك نتاج جيد نسبيًا، إذ تمت ترجمة عشرة كتب من اللغة العربية تقريبًا. وبرز من بين هذه الترجمات كتاب كلاسيكى واحد، وهو كتاب "قصص الأنبياء" الذى قامت بترجمته أبيبه شوسمان، وكذلك كتاب "كارلا برونى عشيقتى السرية"، وهو عبارة عن مجموعة قصص قصيرة من تأليف الأديب المتألّق علاء حليحل، وترجمة بروريا هوربيتس، والذى يحمل فيه بشدّة على الإسرائيليّين اليهود والعرب على حدٍّ سواء؛ ومجموعة قصص شعبية من شمال البلاد "حكاية قرية: حكايات القرى الواقعة على سفوح الجليل ومن أرجاء الوديان"، وهو، لأسفى الشديد، الجزء الأخير فى المشروع الرائع لصديقى المرحوم يورام ميرون، الذى أزمع وأعدّ نفسه لتجميع وترجمة حكايات شعبية عربية من جميع أنحاء البلاد، إلاَّ أنه لم يفلح فى إتمام مهمته؛ وكذلك الحضور غير الكبير لعدد من المختارات الأدبية المكتوبة بالعبرية بالأصل أو المنقولة من العربية.

 

آخر هذه الترجمات كانت "عمارة يعقوبيان" للكاتب علاء الأسوانى، والتى أثارت الكثير من الجدل فى الشارع الثقافى، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعى، وسارع مكتب علاء الأسوانى بتصريح أنه لم يتعاقد مع أى دار نشر إسرائيلية لترجمة الرواية، وأعلن القائمون على الترجمة أنهم حصلوا على إذن الترجمة من الدار الأمريكية المتعاقد معها الأديب علاء الأسوانى.

 

لكن علينا أن نلاحظ أن تاريخ الترجمة للعبرية طويل قبل عمارة يعقوبيان، وسوف نتوقف عند أبرز ما فيه:

كذلك فإن رواية "عزازيل" لـ يوسف زيدان فترجمت فى إسرائيل عام 2009 .

نجيب محفوظ (2)
نجيب محفوظ 

 

نجيب محفوظ

نجيب محفوظ  ترجم له إلى العبرية "زقاق المدق" ترجمها إسحق شريبر، وعام عوفيد وصدرت فى 1969، "اللص والكلاب" ترجمة مناحيم كابليوك وسفريات بوعاليم وصدرت فى 1970، و"حب تحت المطر" ترجمها يوأب جفتى وصدرت فى 1976، و"الشحاذ" ترجمها جحيتا برنر وصدرت فى 1978، و"بين القصرين" ترجمها سامى ميخائيل وسفريات بوعاليم سنة 1981، و"ثرثرة على النيل" ترجمها مايكل سيلع، وصدرت فى 1982، و"ميرامار" ترجمها إسحق شنيوم وصدرت فى 1983، و"قصر الشوق" ترجمها سامى ميخائيل وسفريات بوعاليم صدرت سنة 1984، و"السكرية" ترجمة سامى ميخائيل وسفريات بوعاليم وصدرت سنة 1987، وهى السنة السابقة على حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل، إذ حصل عليها فى 12 اكتوبر سنة 1988 ، ودافيد سجيف ترجم رواية "أولاد حارتنا".

جبران خليل جبران
جبران خليل جبران

 

روايات أخرى

وهناك بعض الروايات العربية أيضا تمت ترجمتها ومنها رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" للسودانى الطيب صالح، و"الأرواح المتمردة" للبنانى جبران خليل جبران، و"حكاية زهرة" للبنانية حنان الشيخ، و"باب الشمس" للقاص اللبنانى الكبير إلياس خورى، ونمر من ورق" للكاتب السورى زكريا تامر، كما قامت دار النّشر "توبى بريس" قامت بنشر التّرجمة العبريّة لرواية "بنات الرّياض" للكاتبة السّعوديّة رجاء الصّانع، من ترجمة جاى هرلينج، وديوان "جغرافية بديلة" لـ إيمان مرسال إلى العبرية عن دار النشر الإسرائيلية "الكيبوتس الموحد".

 

كتب قديمة

ولم تقتصر الترجمة على الأدب العربى المعاصر، بل تعدتها إلى الكتب القديمة، على غرار أعمال الفارابى، وأبو العلاء المعرى، والقزوينى، وغيرها.

 

المستوى العربى

كما اهتمت الجامعات العبرية بترجمة الأدب الفلسطينى إلى اللغة العبرية ومنها قصائد محمود درويش وأعمال إيميل حبيبى وغسان كنفانى لدراسة المجتمع الذى يعيشون معه.

معرض القاهرة الدولى للكتاب
معرض القاهرة الدولى للكتاب

 

الترجمة للعربى

فى سنة 2016 فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، أثيرت ضجة أكبر بسبب ترجمة كتاب إسرائيلى فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، قابلتها حفاوة إسرائيلية، الكتاب هو "ألف ليلة دوت كوم" ترجمة عمرو زكريا، الذى تعرض لانتقادات شديدة.

آراء .. ومثقفون

من جانبه قال الدكتور أنور مغيث، رئيس المركز القومى للترجمة، إنه يجب أن نميز بين اللغة والدولة، لأنه على المستوى الفعلى هناك فارق بين الجانبين، لذا فإن اختلافنا مع الدول لا يعنى  أن نختلف مع لغتها، طالما كنا بعيدا عن المؤسسات.

أنور مغيث
أنور مغيث

 

وأضاف أنور مغيث، فى تصريحات خاصة لـ اليوم السابع،  أنه فيما يتعلق باللغة العبرية سواء أكانت الترجمة منها أو إليها، فمن حقنا ترجمة النصوص الجيدة والمفيدة ما دمنا لن نتعامل مع المؤسسات الإسرائيلية، ولو أصبح لزاما علينا التعامل مع المؤسسات هنا نتوقف ولا داعى للترجمة.

الروائى والمفكر السياسى عمار على حسن
الروائى والمفكر السياسى عمار على حسن

 

أما الروائى والمفكر السياسى عمار على حسن، فقال إنه من الصعب السيطرة على الترجمة المتبادلة بين العربية والعبرية سواء فى الأعمال الأدبية أو غيرها، مشيرا إلى حرص الإسرائيليين على ترجمة الأدب العربى لتعميق معرفتهم بالحالة التى وصلت إليها المجتمعات العربية.

وتساءل عمار فى تصريحات لـ "اليوم السابع" ما بوسع أى أديب أن يفعل حين يجد رواية له أو ديوان شعر أو مجموعة قصصية أو مسرحية مترجمة إلى العبرية من وراء ظهره؟ موضحا أنه فى هذه الحالة يجد من يتهمونه بالتطبيع مع إسرائيل مع أنه لا يد له فيما جرى، فهو لم يتفق مع دار نشر هناك ولا مترجم.

وتابع عمار "إذا فكر هذا الأديب فى رفع دعوى فى تل أبيب ضد دار النشر الإسرائيلية التى ترجمت عمله ونشرته سيرحب الإسرائيليون بمثل هذا التواصل المباشر، لأنهم يريدونه، وبالتالى ليس أمامه سوى أن يصمت، منتظرا سهام بعض المتسرعين الذين يتهمونه بالتطبيع دون تدقيق".

ولفت عمار إلى ترجمة بعض أعمال كتاب إسرائيليين على رأسهم عاموس عوز إلى العربية، وإلى وجود كتاب إسرائيليين، لاسيما من التيار اليسارى، يرفضون بعض سياسات الإدارات المتعاقبة فى إسرائيل ويبدون تعاطفا أحيانا مع مواقف فلسطينية وقال على الجانب الآخر وجدنا فى العامين الأخيرين ست روايات لشباب مصريين تحمل حالة من الحنين إلى العهد الذى كان اليهود يعيشون فى مصر قبل 1952 ورواية واحدة تدينهم.

وتابع عمار لا يزال الإسرائيليون الذين عاشوا فى مصر مرتبطين بالثقافة المصرية، والذين عاشوا فى العراق مرتبطين بالثقافة العراقية، وهكذا، سواء فى الأغانى أو الأمثال والحكم وطقوس الأفراح والأتراح أو غيرها.

وفيما يخص التطبيع قال عمار أغلبية المثقفين المصريين يرفضون أى تواصل ثقافى مع إسرائيل ويستهجنون كل من يقدم على هذه الخطوة، وهناك أصوات ترى العكس، وتستند أحيانا فى موقفها هذا على تجربة تاريخية أدى فيها التواصل والتفاعل إلى ذوبان الإمارات الأربع التى أنشأها الغرب فى بلاد الشام وفلسطين إبان الحروب الصلبيبة، لكن هذه الأصوات خافتة ومعزولة، وهناك من يتواصلون تحت لافتات السلام والنزوع الإنسانى ورفض الحروب أو من بباب العمل فى ركاب الدولة التى أبرمت اتفاق سلام مع إسرائيل وتحرص على استمراره.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة