سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 20 فبراير 1258..هولاكو يأمر بقتل «المستعصم بالله» وأبنائه بعد سقوط بغداد بـ«10 أيام»

الإثنين، 20 فبراير 2017 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 20 فبراير 1258..هولاكو يأمر بقتل «المستعصم بالله» وأبنائه بعد سقوط بغداد بـ«10 أيام» هولاكو يسجن المستعصم بالله

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خرج الخلفية العباسى «المستعصم بالله» ومعه أبناؤه الثلاثة وأتباعهم إلى معسكر هولاكو، قائد جيش التتار، وبعد القبض على الخليفة نادى «هولاكو» فى جنوده بأن يمدوا الجسور عبر نهر دجلة، وأن يدخلوا العاصمة العراقية «بغداد»، وفقًا لما يذكره «محمد صبيح» فى كتابه «مواقف حاسمة فى تاريخ القومية العربية- المجلد الأول»، مشيرًا إلى أن «المستعصم بالله، كان رجلًا ضعيفًا قليل الحيلة، وأسوأ ما كان فى حكم العباسيين بعد خلفائهم الخمسة أو الستة الأوائل، وأقدم على خطوته بالاستسلام لـ«هولاكو» فى سياق غزو التتار للمنطقة، وحسبما يذكر الدكتور قاسم عبده قاسم فى كتابه «عصر سلاطين المماليك»، عن «دار عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية - القاهرة»: «فى فبراير عام 654 كان هولاكو قد دخل بقواته إلى أراضى فارس، حيث قضى على قلاع الشيعة الإسماعيلية وأخذ يمهد للقضاء على الخلافة العباسية، وتشير بعض المصادر العربية إلى أنه أرسل عددًا من جواسيسه إلى بغداد، حيث عقد اتفاقا سريا مع الوزيرين ابن العلقمى وغيره من الأمراء، والخليفة فى لهو لا يعبأ بشىء».
 
ويذكر «قاسم» نقلًا عن المؤرخ تقى الدين المقريزى، أنه «فى السنة التالية «655 هجرية» قصد هولاكو بغداد وبعث يطلب الضيافة من الخليفة، فكثر الأرجاف ببغداد، وخرج الناس منها إلى الأقطار، ونزل هولاكو تجاه دار الخلافة، وملك ظاهر بغداد، وقتل من الناس عالمًا كبيرًا، ثم جاءت الصدمة العظمى فى العام التالى «656 هجرية - 1258 ميلادية»، عندما تزلزل العالم الإسلامى بسقوط الخلافة العباسية..
 
فى أول شهر صفر من هذه السنة أمر هولاكو بالهجوم العام على بغداد، وفى اليوم الرابع «10 فبراير» عام 1258 استسلم المستعصم بالله، وسلم عاصمته للغزاة بدون شرط، وبعد التسليم بعشرة أيام «20 فبراير مثل هذا اليوم 1258» تم قتل الخليفة وآل بيته، وقتل الناس ببغداد وتمزقوا فى الأقطار، وخرب التتر الجوامع والمساجد والمشاهد، وسفكوا الدماء حتى جرت فى الطرقات، واستمروا على ذلك أربعين يومًا».
 
يذكر «صبيح» أن هولاكو أمر بالتحرك نحو بغداد، وفى حسابه أنها ستكون معركة حقيقية لا نزهة عسكرية، فقد سير إليها جيوشًا تحاصرها من الغرب، حتى لا تأتيها نجدة من الشام أو من مصر، وسار هو إليها على نهر دجلة بكتلة جيشه، وعززه بإمدادات من أهل البلاد التى سبق له فتحها، وعسكر بجيشه فى شرق بغداد، وبانت روح الخلفية الحقيقية، فأخذ يبعث بالرسل والهدايا إلى هولاكو، فطلب بدلًا منها قواد الجيش مع أسرهم وأعوانهم بحجة أنه سينفيهم إلى الشام، وما إن وصلوا، وكانوا نحو 700 فرد، حتى أمر بقتلهم جميعًا.
 
يتحدث «صبيح» عن عنصر الخيانة، الذى لعب دوره فى سقوط بغداد: «كان الحصار والحرب قد أجهد أهل بغداد، وكانت الخيانة قد عملت عملها، والخيانة هنا تدور وتنصب حول شخص الوزير العلقمى، وقيل فى موقف هذا الخائن أنه أراد أن يستوثق لنفسه، بعد الهزيمة السريعة، التى منيت بها حامية المدينة، فراسل هولاكو سرًا على أن يؤمنه على نفسه، وعلى منصبه، ثم ذهب إليه فى بعثات السلام، التى كان يرسلها الخليفة إلى قيادة العدو لكى يتأكد من مصيره، وعاد الخليفة يطمئنه على أن هولاكو سيبقيه وأبناءه أحياء وفى مناصبهم، وأنه يريد أن يزوج ابنته المغولية من ابنه الأكبر.
 
خرج الخليفة ومعه أبناؤه الثلاثة وأتباعهم إلى معسكر هولاكو، الذى توجه هو إلى قصر الخلافة، وأمر بإحضار الخليفة، وطلب منه أن يفتح خزائنه، وأخرج منه ألفين من الثياب، ونفائس القصر وخزائن الجواهر والمال، وكان للذهب مخبأ فى وسط القصر دل عليه الخلفية بنفسه فحفروا المخبأ ووجدوا أكداس الذهب ثم اتجهوا إلى جناح النساء، فانتقوا منهن ما راق فى أعينهم، وبعد ذلك أمر هولاكو بوضع الخليفة وأبنائه فى أجولة، وأمر حرسه بأن يسيروا فوقهم، وزفوا جميعا إلى الموت، ومنهم ولى العهد أبو بكر، وكان يظن أنه سيزف إلى بنت هولاكو، ولما رأى القائد الدموى أنه أخذ غايته من سفك دماء البغداديين، أمر جنده بالكف عن القتل، ونادى فى الناس بالأمان، فخرج الباقون من السراديب، وكان فى بغداد الكثير من الأنفاق الأرضية، التى يلجأ إليها السكان فى الصيف.
 
يقدر «صبيح» أن عدد القتلى فى هذه الأيام المشؤومة بلغ نحو مليون نسمة»، ويذكر «قاسم»: «وجد المسلمون أنفسهم بدون خليفة للمرة الأولى فى تاريخهم».









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة