هل تربح "الثعلب الضال" من دماء عمه وشهداء معركة تحرير سيناء؟
أسرة "السادات" تمتلك عشرات الأفدنة فى شرم بقيمة تتجاوز 3 مليارات جنيه
علاقات مشبوهة تجمع "الثعلب الضال" بوزير إسكان مبارك والحصيلة ملايين
"السادات" يشترى منزل عمه بـ4 ملايين جنيه مستغلا أزمة نجل الرئيس المالية
السفير الإسرائيلى يزور "ميت أبو الكوم" مرات عديدة فى ضيافة "مافيا عصمت"
"السادات" ينافس على صفقة إسرائيل بعلاقات صهره "مسؤول البترول السابق"
"عصابة الثعالب" تؤسس شركة وهمية وتحصل على 25 فدانا فى التجمع الخامس
عفت وطلعت وأنور يحصلون على 56 مليون جنيه من "الريدى" مقابل أرض غير موجودة
فى الحلقة الأولى من دخولنا لمغارة محمد أنور السادات، فتحنا ملف الأسرة، أسرة عصمت السادات وأبنائه، وفى القلب منهم "أنور"، وحجم ما أثاروه من فساد، ثبت عبر تحقيقات 22 لجنة من جهاز المدعى العام الاشتراكى، وتأكد بحكم واضح من محكمة القيم، والقضاء عنوان الحقيقة، هكذا تحدث النائب الحالى و"الثعلب الضال" فى مواقف عديدة، تناول فيها أشخاصا ووقائع، واستند فى خصوماته إلى القضاء وأحكامه، الذى نعلم أنه يحترمه ويثق فيه، ولأننا نحترمه ونثق فيه أيضًا، نضعه فيصلا وحاكمًا بين معلوماتنا وحقيقة عضو "مافيا" عصمت السادات، حسب وصف الحكم الصادر فى 12 فبراير 1983.
محمد عصمت السادات
رحلة أنور السادات فى عالم السياسة و"البيزنس" تحمل من الأسئلة أكثر مما تنطوى على إجابات، ومن المنحنيات والانعطافات أكثر مما فيها من نجاح وعمل جاد، العودة إلى تاريخ الرجل تفتح خزانة ضخمة من المفاجآت الصادمة، فى الغالب لا يعرفها كثيرون ممن حرص السادات على تضليلهم، والظهور أمامهم بصيغة مغايرة لحقيقته، ونحن نستعرض معلومات ولا نوجه اتهامات، سبق أن فعلتها التحقيقات وأكدتها المحكمة، وننتظر حكمًا قضائيا جديدا يغطى السنوات الـ34 الأخيرة فى حياة "السادات" منذ قضية فساده الأولى، إذا تجاوزنا "لعبة الإفلاس" فى 2007، وسنتوقف معها لاحقا، فالشاب الذى وضعته المحكمة تحت القيد التحفظى وصادرت منه 21 مليون جنيه، ضمن حزمة فساد أسرية تجاوزت 120 مليون جنيه، لم يستفد على ما يبدو من سقطته الأولى إلا اكتساب مهارات "ثعلبية" فى التخفى والمراوغة، فكان حريصًا دومًا على ألا يظهر فى ثوب رجل الأعمال وصاحب الملايين، التى وصلت الآن إلى المليارات، دائمًا ما كان مشغولاً بطرح نفسه بصيغ اجتماعية وسياسية مختلفة، ووضع "بُرقع" العمل العام فوق وجه الملياردير، وفى الغالب لم تكن السياسة بالنسبة له إلا وسيلة لنسج مزيد من العلاقات، وتحقيق المكاسب، وبالطبع التمتع بالوجاهة و"البرستيج" والحصانة، والأخيرة بالتحديد تفسّر سبب هياج "السادات" وتخبطه مع اقتراب مجلس النواب من ملف مخالفاته، وصدور توصية من لجنة القيم بالمجلس بإسقاط عضويته، واتجاه اللجنة التشريعية للوجهة نفسها، وهى الرصاصة القاسية التى لا يحتملها الرجل، أما لماذا لا يحتملها؟ فالإجابة فى الاقتراب من وجه محمد أنور عصمت السادات الذى لا تعرفونه.
حسين سالم
صراع "تصدير الغاز لإسرائيل"
خلال السنوات السابقة على الثورة، حضر محمد أنور عصمت السادات فى مناوشات عديدة مع رجل الأعمال حسين سالم، الموجود حاليًا فى إسبانيا، وبينما سعى "الثعلب الضال" لتصوير الأمر على أنه خلاف ذو طبيعة وطنية وانحياز عام، كانت الحقيقة خلاف هذا، ولم تتجاوز كونها صراعا على صفقة اقتصادية، وخناقة بين رجال "بيزنس" يسعون جميعًا للمكسب لا غير.
فى العام 2005 وقعت شركة "غاز شرق المتوسط" المملوكة لحسين سالم، صفقة مع الجانب الإسرائيلى، لتصدير الغاز الطبيعى المصرى لهيئة الكهرباء الإسرائيلية، وهى الصفقة التى اتضح لاحقًا أن "السادات" كان يطمع فيها ويسعى لاقتناصها، وتعود ملابسات الموضوع إلى علاقة المصاهرة التى تجمع السادات بـ"عبد القادر عياد"، المسؤول الكبير فى الهيئة العامة للبترول سابقًا، والمقرب من حسين سالم، ومرشده الأول والأهم فى رحلته الاستثمارية فى سوق البترول، إذ كان البوابة التى دخل منها "سالم" إلى معمل "ميدور" لتكرير البترول.
الجانب غير الظاهر فى القصة، يتصل بالعلاقة التى جمعت أنور السادات، وشقيقيه عصمت وعفت، بشخصيات ومسؤولين ورجال أعمال إسرائيليين، إذ كان معروفًا منذ اشترى "الثعلب الضال" منزل عمه، مستغلاً الأزمة الاقتصادية التى مر بها نجله جمال السادات قبل سنوات، ومنحه 4 ملايين جنيه فقط مقابل بيت ضخم و15 فدانًا زراعيا محيطة به، وهدم المنزل وشيّد مكانه قصرًا فخمًا، أن أسرة طلعت السادات تستضيف السفير الإسرائيلى بالقاهرة فى "ميت أبو الكوم" على فترات، حسبما تناقل شهود عيان من الأهالى ومقربون من "السادات" نفسه، وربما تعود العلاقة إلى فترة الثمانينيات ووجود الأب عصمت السادات نفسه، ولكن الثابت أن علاقات وتعاملات الأبناء مع الإسرائيليين توطدت وزادت عمقًا وتأثيرًا فى سنوات التسعينيات وما بعد الألفية، وتجلّى ذلك واضحًا فى حجم تجارة "عفت" وتعاملاته، التى تشمل فى جانب منها شركات وأفرادا من الإسرائيليين، أو من تجمعهم روابط وعلاقات اقتصادية واسعة مع "تل أبيب".
حوت أراضى شرم الشيخ والقاهرة
السرعة التى تجاوز بها "الثعلب الضال" محمد أنور عصمت السادات سقطته الأولى، علّمته المبادرة وسرعة الأداء فى تلافى الضربات المحتملة، والتعامل الاستباقى مع الفرص، وبهذه الخبرة تمكن سريعًا من التقرب لنظام مبارك والاندماج معه والدخول فى ماكينته، مع الحفاظ بالطبع على الوجه المراوغ، المنتحل لفكرة المعارضة، وهو ما وفر مصلحة مزدوجة للجانبين، إذ وفر للسادات فرصة كبيرة لتحقيق مصالح اقتصادية ومالية ضخمة، ووفر لنظام مبارك معارضًا مدجّنًا وأليفًا وموضوعًا تحت الطلب دائمًا، ووفق هذه الصيغة ظلت المركب سائرة فى بحر التسعينيات وسنوات الألفية، حتى قيام ثورة 25 يناير.
العلاقة الآمنة، والاتفاق الضمنى بين "السادات" ونظام مبارك، فتح للأول منجمًا من المكاسب، وبابًا ذهبيا على أراضى مصر، وكان "الثعلب الضال" ذكيا فى استغلال الفرص، فتمكن خلال سنوات قليلة من اقتناص عشرات الآلاف من الأمتار فى شرم الشيخ والقاهرة وأماكن أخرى، استغل بعضها فى إقامة مشروعات سياحية ومشروعات تطوير عقارى، وكان سمسارًا فى بعضها، ووصل الأمر إلى تأسيس شركات وهمية للحصول على قرار بتخصيص قطعة أرض من وزارة الإسكان، وإعادة بيعها، أو بيع الشركة الوهمية نفسها.
طلعت السادات
فى أكتوبر 1995، حصل محمد أنور عصمت السادات على قطعة أرض فى ربوة خليج نعمة، باسم شركة "سقارة للتنمية والتسويق" تم تخصيصها له ، بمساحة تتجاوز 25 ألف متر مربع، وفى 2003 و2006 جرى إدخال تعديلين على التعاقد لإضافة مساحات أخرى من الأرض للمساحة المذكورة، لإقامة مشروعات سياحية، عبارة عن عشرات الفيلات "نماذج مختلفة"، و620 وحدة فندقية.
فى فبراير 1997 حصلت شركة سقارة للتنمية السياحية، المملوكة للسادات وزوجته على قطعة الأرض رقم 24، وهى الأرض التى أقام عليها فندق "الليدو"، 200 غرفة بمستوى 4 نجوم، ولهذا الفندق حكاية سنتناولها فى حلقة خاصة، ولكن الملفت أن مخالفاته لم تتوقف على تجاوزات التخصيص، وإنما وصلت إلى حد إقامة الفندق داخل حرم البحر، وإنشاء مرسى للمراكب واليخوت أمامه، فى مخالفة صريحة للقانون والضوابط الإنشائية فى شرم الشيخ.
وفى نوفمبر 2005 حصل السادات، باسم شركة سقارة أيضًا، على القطعة رقم 130 لإقامة مساكن للعاملين، وباسم شركة "أفريقيا للاستثمار العقارى" حصل على القطعة رقم 2 فى ربوة نعمة، خلف فندق "روزتا"، بإجمالى مساحة 21 ألف متر مربع، وتاريخ التعاقد أكتوبر 2005، وعُدّلت شروط التعاقد فى يونيو 2006، وخُصصت الأرض لإنشاء مشروعات إسكان سياحى فاخر، عبارة عن فيلات وشقق بنسبة 20%، ومبنى استقبال ونادٍ صحى، و23 مبنى وحدات سكنية بإجمالى 100 وحدة.
فى أغسطس 1995، حصل محمد أنور عصمت السادات على قطعة الأرض رقم 8 بخدمات نعمة، بمساحة 9 آلاف متر مربع، وتم تعديل التعاقد فى يونيو 1996 لزيادة المساحة، بغرض إنشاء مشروع سياحى، عبارة عن مطعم "فريش إنترناشيونال"، و50 محلا تجاريا، وفى أغسطس 1995 حصل باسم مؤسسة الوادى على القطعة 7 بخدمات نعمة، بمساحة قدرها 4400 متر مربع، وأقام عليها سوقًا تجارية، باعها فى وقت لاحق بـ20 مليون جنيه، وحصل باسم زوجته على القطعة 13 فى الطور بجنوب سيناء، بتاريخ يناير 1996، أضيفت لها مساحة أخرى عبر تعديل دخل على التعاقد فى ديسمبر 1997، وقبل التعديل بخمسة شهور حصل على القطعة رقم 18 فى الطور، بمساحة 600 متر مربع، ثمّ باعها للسيدة نيرمين حسين منصور، وفى فبراير 1996 حصلت مؤسسة الوادى للتجارة، وهو أحد الشركاء فيها، على القطعة رقم 36، بمساحة 3000 متر مربع، وأقام عليها محل "هارد روك"، وهو من أشهر صالات الديسكو فى شرم الشيخ، إضافة إلى مجمع مطاعم، ليبلغ إجمالى ممتلكات محمد أنور السادات والأسرة فى شرم الشيخ حاليًا ما يتجاوز 3 مليارات جنيه، هذا بالطبع غير باقى الممتلكات والشركات والفيلات والقصور والمصانع والعمارات والمحلات والسلاسل فى القاهرة والمنوفية وغيرهما، وهو ما يكشف عن نشاط استثنائى ولا يعلو على الشبهات لـ"السادات" فوق رمال سيناء، وبضم ملف الأراضى إلى صراع صفقة تصدير الغاز، التى تمثل سيناء حجر زاوية ونقطة ارتكاز أساسية فى تنفيذها، إضافة لاستغلال أزمة جمال السادات وشراء منزل الرئيس بثمن بخس، يمكننا التساؤل عن مدى استفادة "الثعلب الضال" من اسم عمّه ولحمه ودمه وإنجازه، أو بدقة ووضوح، هل تربح "السادات" من دماء عمه وشهداء معركة التحرير؟
قائمة أملاك وثروات محمد أنور عصمت السادات، أو الثعلب الضال كما جاء اسمه مشمولا بالوصف فى حكم محكمة القيم العليا سنة 1983، لا تتوقف على شرم الشيخ والمساحات الشاسعة التى تحصّل عليها، وأعاد بيعها بأضعاف سعرها، أو أقام عليها مشروعات وربح منها ملايين بينما لم يدفع فيها قيمة تُذكر، الحقيقة أن فرع شرم الشيخ ربما لا يكون الأضخم فى ثروات السادات وأسرته وأشقائه، فإلى جانب ذلك يمتلك برجًا فى شارع سمير مختار بأرض الجولف بمصر الجديدة، تتجاوز قيمته 20 مليون جنيه، ويمتلك سلسلة محلات "سى. بى. إس" فى مصر الجديدة والدبلوماسيين، وقصرا فخمًا على مساحة تتجاوز 60 ألف متر مربع فى "ميت أبو الكوم" بالمنوفية، تتجاوز قيمته 100 مليون جنيه، و"فيلا" دورين بمسطح 822 مترًا مسجلة بالشهر العقارى بشمال القاهرة تحت رقم 82/2396، ومجموعة فيلات وشقق فى مناطق ساحلية متعددة، إضافة إلى شركات سقارة والوادى وأفريكانا وغيرها من الشركات التى تعمل فى مجال التطوير العقارى والتجارة والاستشارات المالية والتوكيلات الملاحية وغيرها الكثير من المجالات.
"الثعلب الضال" يقود الأسرة بعد "عصمت"
ضمن دروس السقوط الأول لأسرة عصمت السادات، أن المركب واحدة، والأشقاء إما أن يتحركوا معًا ويدعموا بعضهم فى العمل والصفقات والمكاسب، أو يسقطوا معًا كما حدث من قبل، وهو الدرس الذى وعاه "الثعلب الضال" وتحرك على أساسه، ولأنه كان الأهدأ والأكثر تغلغلا فى دوائر السلطة ومداهنة لنظام مبارك وتمتعًا بعلاقات قوية مع وزرائه وأركان حكمه، بعيدًا عن حنجورية طلعت وطموحه السياسى الضخم، وعن هدوء عفت ولعثمته وقلة خبراته وثقافته والحديث المتواتر عن علاقاته التجارية والاقتصادية بالإسرائيليين، نجح "أنور" فى أن يكون همزة الوصل المهمة فى مسارى طلعت وعفت فى العمل والتمتع بمكاسب وامتيازات من خلال الدولة ونظام مبارك.
قبل سنوات توسط أنور السادات لدى محمد إبراهيم سليمان، وحصل على قرار بتخصيص قطعة أرض بمساحة 25 فدانا بجوار مقر الجامعة الأمريكية فى التجمع الخامس لصالح "عفت السادات"، الذى أسس شركة وهمية باسم "الشركة الألمانية"، خرج قرار التخصيص باسمها، وبعد أيام من الحصول على الأرض، تحرك "الثعلب الضال" على صعيد بيعها، وبجهده ووساطة طارق زعتر، زوج عمته السيدة سهير السادات، نجح فى بيع قطع الأرض برجل الأعمال سيد الريدى بـ56 مليون جنيه، بينما قيمتها الكاملة فى التعاقد تُعد بآلاف الجنيهات فقط ولم تكن سُدّدت بعد، وجرى التحايل على عملية السمسرة هذه ببيع الشركة الوهمية نفسها، الشركة الألمانية، لـ"الريدى"، ليحصل الرجل على الأرض مخبأة فى عباءة شركة وهمية بلا أصول ولا ممتلكات، ولكن وقعت المفاجأة التى لم تكن فى الحسبان، أقيل محمد إبراهيم سليمان من وزارة الإسكان، فتوقفت إجراءات التخصيص ونقل الملكية، ووجد "الريدى" نفسه معلقًا فى الهواء، دفع 56 مليون جنيه وحصل على اسم شركة وهواء لا أرض له، فطالب أبناء عصمت السادات برد أمواله ولكنهم رفضوا وامتنعوا عن السداد، ليكتشف الرجل أنه "اشترى التروماى من عصابة الثعالب".
إدارة أموال "طلعت" ودعم صفقات "عفت"
بعد سنوات رحل طلعت السادات، ومنذ رحيله فى نوفمبر 2011، تولى "أنور" إدارة أغلب ثروته والإشراف على حصصه وأسهمه فى الشركات والمشروعات التى تجمع "عصابة الثعالب"، وعلى الحصة الكبيرة من ثروة "طلعت" المسجلة باسم زوجته، غادة عزيز مختار، التى ضمت أرضا وشركات وعقارات وفيللا فى التجمع الخامس والساحل الشمالى وفايد والإسكندرية ومصر الجديدة، بينما ظل جزء من الثروة حائرًا، خاصة مع الشواهد التى أكدت استخدامه لابنى خالته وشقيقى زوجته، عمرو وشريف، فى إدارة جزء من ثروته، وهو ما تم بدعم ومساندة "الثعلب الضال"، الذى ساعدهما فى رحلة الثراء الطارئة، ووفر لهما فرصا وعلاقات وتعاقدات، ساعدت على وصول ثروتهما إلى أكثر من 500 مليون جنيه وفق تقديرات المقربين والمطلعين، وتضم إلى جانب العقارات والمنقولات والشركات، واحدًا من أكبر مصانع الأعلاف فى مصر والشرق الأوسط.
مظلة المساعدة والدعم التى أرخاها أنور السادات على الأسرة والمحيطين بها، كان من الطبيعى أن تشمل الشقيق الثانى، عفت السادات، أو عبد الحكيم عصمت السادات، الذى تضخمت ثروته بدرجة كبيرة ومتشعبة، لتضم عشرات العقارات ومئات الأفدنة، وشركات ومصانع عديدة، فمن قصر ضخم فى كينج مريوط، إلى فيلا فخمة فى "هايسندا"، و4 فيلل بالساحل الشمالى، وفيلا بالتجمع الخامس، وبرج فى الإسكندرية، وقصر فى كازبلانكا بالإسكندرية، و10 شقق وفيلا فى مصر الجديدة، وأكثر من 100 سيارة ملاكى ونقل، إضافة إلى شركته الضخمة، "أكوا" للمياه والعصائر والمشروبات، وشركة سيوة للاستصلاح الزراعى، ومجموعة شركات السادات للعقارات والسياحة والتنمية، وتوكيل "كوسيكو" الملاحى، وتوكيل "داواوتوموتيف" الذى يضم شريكا يهوديا، وشركة "سادات مارين" للتخليص الجمركى، وشركة "ألفا غاز" لتصنيع أسطوانات البوتاجاز، وشركة "ألوتيك" لإنتاج الألومونيوم، إضافة إلى شركاته مع نجل منير ثابت، شقيق سوزان مبارك، وتردد أحاديث عن مشاركتهما فى صفقات سلاح دولية.
الثابت بعيدًا عن تفاصيل ثروات عفت وطلعت، أن "الثعلب الضال" نجح فى أن يكون ظهيرا وداعمًا قويا للأسرة، بما وفر لها فرصة ذهبية للتربح والكسب بشكل أكبر مما حدث فى فترة حكم عمه، حينما كانت الأسرة تستغل اسم الرئيس وتمارس حالة واسعة من الفساد، سجلتها التحقيقات وحكم المحكمة، وطالتها شبهات قوية ومتواترة على التورط فى تجارة ممنوعة عبر صفقات الخشب المستوردة باسم الوالد، مستغلا اللقب الرئاسى الملحق بالاسم، ولكن رغم فخامة الاسم والتوسع فى استغلاله خلال السبعينيات والثمانينيات، يبدو أن الوالد الذى لم يُحصّل نصيبًا من التعليم والوعى، كان محدود الطاقة والقدرة فعلا، على ضخامة ما أحدثه من فساد ثابت أو خفى، فالابن الهادئ المثقف الذكى المجيد لعقد التحالفات ونسج العلاقات وتدشين الصفقات، نجح فى تجاوز كل ما حققه الوالد من نجاح فى هذه المساحة، الحضور أكبر، الهيمنة والنفوذ لا حد لهما، السمعة تم غسلها وإعادتها لبياضها، أو هكذا يتخيلون، أو ربما نجحوا فعلا فى خداع الناس بالشعارات السياسية والتمثيل والادعاء الاجتماعى وانتحال وجه المعارضة والنزاهة الوطنية، واليوم يقف الأبناء فخورين، وعلى مرمى البصر قبر الأب، الذى لاحقته اتهامات تجارة المخدرات والاتصال بالإسرائيليين، وثبتت بحقه اتهامات الفساد واستغلال النفوذ، ولكنه لم يستطع جمع أكثر من 124 مليون جنيه، إذا اعتمدنا الرقم الذى صادرته محكمة القيم رقمًا وحيدًا وشاملاً لإجمالى ثروة مافيا عصمت السادات فى فبراير 1983، وقت الحكم والمصادرة، ولكن الثروة تجاوزت اليوم 10 مليارات جنيه وفق المعلومات والتقديرات حسنة النية، كثيرون لا يعرفون عنها شيئا، وأكثر منهم لا يعرفون لها مصدرا واضحا، وما زال "الثعلب الضال" يراوغ ويرفع شعارات السياسة والمعارضة والوقوف فى وجه الأشرار، ليخفى بـ"قناع السياسى" وجه "الثعلب"، وبـ"ماكياج المبادئ" أوراق البنكنوت التى لا أول لها ولا آخر.
عفت السادات
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة