تتابع مواقف ومحطات محمد أنور السادات يضع متابعيه فى حيرة، الرجل يقطع خطوات مرتبكة ومتناقضة ومشتتة وكوميدية، آخرها مؤتمر إعلان عدم ترشحه للرئاسة، على طريقة "الخواجة بيجو" الشهيرة "ما تعملوش حسابى".
لا توجد حالة أصعب من أن تكون متناقضا، فهذا يعنى أنك ستتورط فى أمور متعاكسة، ستقول عكس ما تؤمن به، وتفعل عكس ما تقوله، وهو ما يبدو أن النائب السابق محمد أنور السادات أصبح يدمنه.
فى غرفة مطلة على أحد أهدأ شوارع مصر الجديدة، لم تنطفئ الأنوار طوال ليل الأحد، وحتى صباح الاثنين، جلس محمد أنور السادات يفكر فى مصيره المنتظر، لم يتوقف هاتفه عن الرنين واستقبال المكالمات.
السقوط منظومة متكاملة، لا تنفصل فيها حلقة عن أخرى، إذ لا يستقيم أن ينهار البيت وتظل الصور والبراويز معلقة على حالها، إن سقط الأساس سقطت كل الصور، وإن تداعت الجدران تعرّى السكان.
هل يمكن أن ينقلب السحر على الساحر، حتى لو كان الساحر ذكيا ومراوغا ويجيد التحايل والتدليس؟ النائب محمد أنور السادات يثبتها بدليل عملى، فبعد شهور من تواتر مخالفاته وتجاوزاته تحت قبة البرلمان وخارجها.
فى الحلقة الأولى من دخولنا لمغارة محمد أنور السادات، فتحنا ملف الأسرة، أسرة عصمت السادات وأبنائه، وفى القلب منهم "أنور"، وحجم ما أثاروه من فساد، ثبت عبر تحقيقات 22 لجنة من جهاز المدعى العام الاشتراكى