طهران تصفع "السلطان الحالم".. تضارب المصالح فى سوريا والعراق يقود تركيا وإيران لطريق مسدود.. "ظريف": أنقرة مهزومة وفاشلة.. والأتراك يعانون النسيان.. ومراقبون: خلافات البلدين ستؤثر على التسوية السورية

الجمعة، 24 فبراير 2017 09:00 ص
طهران تصفع "السلطان الحالم".. تضارب المصالح فى سوريا والعراق يقود تركيا وإيران لطريق مسدود.. "ظريف": أنقرة مهزومة وفاشلة.. والأتراك يعانون النسيان.. ومراقبون: خلافات البلدين ستؤثر على التسوية السورية روحانى وأردوغان وترامب
كتبت إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"دول مؤثرة ومهزومة! مؤثرة لكن سياساتها وصلت طريق مسدود.. نراها تثير ضجيجا وتعلق آمالا على سياسات ترامب، وهى نفسها الدول التى دعمت داعش والنصرة.. أصدقاؤنا فى تركيا يعانون داء النسيان"، بهذه الكلمات دفع وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف الخلاف بين بلاده وأنقرة إلى دائرة العلن، بعد احتدام الأزمات بين البلدين فى ملفات عدة فى مقدمتها الملفين السورى والعراقى.

 

وبعد فترة من التناغم بين البلدين، خاصة فى أعقاب تحرك الجيش التركى للإطاحة بنظام رجب طيب أردوغان منتصف العام الماضى، تراجعت التفاهمات أمام حدة الخلافات، ليستعيد الجانبان ميراث العداء بين العثمانيين والفرس الذى لم تنجح الشراكة الاقتصادية والزيارات المتبادلة بين أنقرة وطهران فى محو آثره.

وهاجم وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف أمس الخميس تركيا وسياساتها فى المنطقة، قائلاً فى حوار مع صحيفة إيران: "إنهم يعانون ضعفاً فى الذاكرة"، وذلك تعليقاً على تصريحات أردوغان ومسئولين أتراك قالوا فيها إن إيران تتبع سياسيات من شأنها زرع الطائفية فى المنطقة.

 

وأضاف ظريف فى حواره: "بعض الأطراف فى المنطقة لم تنجح ، لذا نراها تثير ضجيجاً وتعلق آمالاً على سياسات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وهى نفسها الدول التى دعمت داعش والنصرة، والجميع يعلم أن الظروف الخطيرة التى تمر بها المنطقة كانت نتيجة لسياساتهم".

 

وواصل وزير الخارجية الإيرانى انتقاداته اللاذعة للأتراك، قائلاً: "تعاطفنا مع الدولة التركية، بينما يتهمون إيران بزرع الطائفية فى العراق وسوريا، نسوا أننا لم نغفو حتى الصباح ليلة الانقلاب الذى شهدته دولتهم غير الشيعية، ونكروا الجميل أمام محبتنا لهم".

 

وتابع: "لم نتوقع هذا السلوك من جيراننا، لكن لدينا يقين أن تلك السياسيات ستعود عليهم بالضرر".

 

وفى رده على انتقادات تركيا والمملكة العربية السعودية فى مؤتمر ميونيخ، قال المسئول الإيرانى: "هذه دول مؤثرة ومهزومة، مؤثرة لكن سياساتها وصلت إلى طريق مسدود". وأشار ظريف إلى ائتلاف مناهضة طهران، قائلا: "الأطراف التى فشلت فى المنطقة أسست ائتلاف.. أعتقد أنه لا ينبغى أخذهم على محمل الجد، لو كان وضعهم جيد لكانوا مارسوا سلوكا آخر".

 

وبدأ التصعيد المتبادل بين أنقرة وطهران ديسمبر الماضى، مع انطلاق الهدنة فى سوريا، عندما قال وزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو فى ذلك الحين: "على إيران أن تمارس نفوذها بشكل إيجابى لاسيما على حزب الله والمجموعات الشيعية والنظام السورى مثلما وعدت موسكو بذلك"، الأمر الذى ردت عليه طهران بوصف تلك التصريحات بـ"غير المسئولة"، مشددة على أنها ستزيد الأمور تعقيداً وستؤثر على مستقبل الحل السياسى للأزمة التى تمر بها البلاد.

 

وحذر مراقبون من تبعات الخلافات التركية الإيرانية وتأثيرها على محادثات التسوية السورية التى عقدت أولى حلقات جولتها الرابعة فى جينيف أمس الخميس.

 

تضارب مصالح

ويعكس الخلاف بين انقرة وطهران تقاطع شبكة المصالح بين الجانبين، وتضاربها داخل المنطقة، ففى الوقت الذى تتبنى فيه إيران أجندة شيعية تسعى من خلالها إلى التأثير على دولاً من بينها سوريا والعراق ولبنان، بخلاف اليمن، يحاول نظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان البحث عن موطئ قدم فى مناطق النزاعات الدائرة فى دول الجوار التركى، وفى مقدمتها مسرح العمليات السورى والتركى فى محاولة لبسط المزيد من النفوذ، بجانب خلق شن هجمات استباقية خارج الحدود ضد الإكراد ووأد أى محاولات لإقامة دولة كردية داخل أو خارج الحدود التركية.

 

ووفقا لمراقبين أن عمليات درع الفرات العسكرية التى بدأها الجيش التركى أغسطس العام الماضى، تهدف إلى مطاردة حزب الاتحاد الديمقراطى الكردى فى سوريا ومنع قيام كيان كردى على الحدود السورية، ما يعتبره النظام التركى خط أحمر وسيؤثر على أمنه القومى، لاسيما وأن الحدود الجنوبية التركية يقطنها نسبة كبيرة من القومية الكردية، ويرى المراقبون أن أردوغان دائما ما يغطى أطماعه فى الأراضى العربية بورقة الأكراد، فأنقرة تسعى لفرض منطقة نفوذ تركى فى شمال سوريا، كما أن تركيا ترغب فى تسليم مدينة الباب السورية إلى الجيش السورى الحر، بهدف تأمين خطوط الإمداد والطريق للمقاتلين المتدفقين إلى الحرب الدائرة فى سوريا.

 

وفى العراق، تنفذ تركيا مخططاً لاقتطاع الموصل بعد إصرار القوات التركية المتوغلة بالأراضى العراقية على عدم الانسحاب، لاسيما أن ذلك تزامن مع دعوات لتعديل اتفاقية لوزان 1923 التى رسمت حدود الدولة التركية فى نهاية الحرب العالمية الأولى، وتصريحات لمسئولين أتراك بأحقيتهم التاريخية المزعومة فى الموصل.

 

اشتباك إعلامى

وهاجم إعلام طهران تركيا، متهما أردوغان بالحالم باستعادة امبراطوريته، وقالت صحيفة كيهان المتشددة إن تبجح المسئولين الأتراك والسعوديين ضد إيران ارتفع بشكل غير مسبوق، وهذان البلدان تحالفا ونسقا بشكل مبكر مع مواقف الرئيس الأمريكى المناهضة لإيران.

 

وأضافت: "أردوغان الرئيس الذى تبدلت أحلام إحياء إمبراطوريته إلى كابوس انقلاب فى منتصف الليل، ومكاسبه فى العراق وسوريا أصبحت هزائم كبرى".

 

وقالت الصحيفة إن الكثيرين يعتقدون أن اللقاءات والمواقف الأخيرة لأردوغان تأتى لخلق تكتل وجبهة جديدة ضد إيران، ورأت أن الحديث حول تشكيل حلف عسكرى على غرار الناتو مع إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا وتركيا يهدف مواجهة إيران. مشيرة إلى أنها قد تكون السياسة التى رسمتها إدارة ترامب للتصدى لأزمات الشرق الأوسط وجدولة جديدة للمنطقة.

 

وقالت إن المسئولين الأتراك تبنوا عدة مرات مواقف متناقضة تجاه الأزمة السورية وغيروا لونهم، مضيفة أنهم لم يمتنوا ونكروا الجميل وغضوا الطرف عن دعم طهران لأردوغان بعد تعرضه لانقلاب، مشيرة إلى أنهم يعلقوا آمالهم فى الوقت الحاضر على ترامب لتغيير المشهد، كما أنهم يسيرون على سياسات العثمانية الحديثة.

 

وأضافت الصحيفة يبدو أن تركيا بعد دخول ترامب البيت الأبيض واطلاقه للعربدة الفارغة خيل لها أن التبجح والهراء ضد إيران من الممكن أن يغير المشهد، ويخرجهم من نتائج فشل سياساتهم الإقليمية.

 

وقالت الصحيفة إن تركيا تواجه أزمات سياسية واقتصادية وأمنية شديدة فى الداخل، وخارج حدودها أيضا تواجه إشكالية الاتحاد بين الولايات المتحدة وأكراد سوريا، وبالتأكيد اقتراب ترامب من أنقرة سيكون تكتيكيا على حد تعبيرها. وأشارت إلى أن ضجيج تركيا هذه الأيام ناتج عن الصفعة التى تلقتها إثر فشل مخططاتها العدوانية فى المنطقة.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة