"دى أرضى أرعاها زى ما كنت أرعى أطفالى الصغار وأطفالى كبروا وأصبحوا يعتمدون على أنفسهم وأرضى ما زالت بكرا وتحتاج إلى الرعاية المستمرة لتظل الجنة الخضراء التى تدرك معها قيمة الحياة وسمو الإنسانية فهنا فى تلك البقعة حقا أعرف معنى الحياة وأتذوق صفائها وأحس بأنفاس أشجار النخيل فى كل لحظة من حولى فهذه الأرض سندى من سؤال الناس".. بهذه الكلمات بدأ عم أحمد سعيد من أهالى مدينة موط التابعة لمركز الداخلة بالوادى الجديد والذى تجاوز عمره 70 عاما متحدثا عن تجربته الحياتية فى العمل والاجتهاد فى الزراعة واستصلاح الأرض رغم إحالته إلى التقاعد.
فما زال العم أحمد يعمل فى مهنة الزراعة بطاقة الشباب دون اعتبار لسن التقاعد بعد أن أحيل إلى المعاش فهو يقوم بالتوجه فى الصباح الباكر إلى الأرض التى ورثها عن والده وقام باستزراعها ورعايتها حتى حولها إلى جنة خضراء والتى كانت يوما ما قطعه من الصحراء بلا روح أو حياة إلا أن عزيمته وإصراره على هدفه والعمل بجد واجتهاد وكأنه شاب فى مقتبل العمر حبا فى أرضه وحرصا على تنميتها والحصول على خيراتها والإنفاق منها على أسرته كان حافزا لتحقيق هذا الهدف ليوجه بذلك رسالة إلى الشباب من أجل العمل والاجتهاد والخروج عن قالب الوظيفة الحكومية وانتظار الدور فى الحصول عليها والبحث عن فرصة حقيقية لاستغلال تلك الكنوز التى يراها عم سعيد فى كل شبر على أرض الوادى الجديد لما تحتويه من أراضى شاسعة وموارد للتنمية.
ويتعجب عم أحمد سعيد من أسباب انتشار الأمراض الغريبة والنادرة التى تصيب العديد من أهالى محافظة الوادى الجديد على الرغم من صفاء جوها ونقاء بيئتها معللا ذلك بأنهم لم يعودوا يأكلون من خيرات الأرض النقية واستعاضوا عنها بالأغذية المحفوظة بجانب استخدام المبيدات والمواد الملوثة للبيئة وعدم الحفاظ على البيئة من التلوث وهو ما أصابه بالإحباط والحزن حيث أن تلك الأمراض انتشرت بصورة كبيرة وخاصة بين اهالى الداخلة والكثير ممن يعرفهم عن قرب.
وقال أحمد سعيد فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" إنه كان يعمل فى إحدى الوظائف بمديرية الأمن حتى أحيل إلى التقاعد وعلى الرغم من ذلك كان يعمل فى الزراعة واستصلاح الأرض التى يشعر أنه جزء منها ويجب عليه الاهتمام بها ورعايتها حتى يجنى من فهو يمارس مهنة الزراعة ويساعد ابنائه فى العمل معهم كتفا بكتف ولا يعانى من أية مشكلات صحية تعوقه عن العمل فهو لايجد راحته سوى وسط تلك المساحات الخضراء التى تنعش روحه فالطبيعة هى سر الحيوية والطاقة المتجددة التى تظل مع الإنسان حتى آخر لحظه فى عمره متمنيا أن يتعرف الشباب على تلك الكنوز الحقيقية والثروات المنتجة من خير الأرض التى تعطى للإنسان بقدر من يجتهد ويعرق بعيدا عن الاعتماد على الوظيفة الحكومية التى أصبحت غير متوفرة فى ظل الظروف التى يعملها كل مواطن فى كافة أنحاء مصر.
ويؤكد المزارع السبعينى أنه يخدم أرضه المزروعة بأشجار النخيل وأنواع أخرى من الزراعات التى يعتمد عليها فى تربية الماشية وبقدر ما يخدم الأرض فإنها تنتج من خيراتها ولا يرغب فى التوقف عن العمل بالزراعة حتى يسلم تلم الأرض لأبنائها فهو يعتبرها أمانة يجب أن تسلم للأجيال القادمة دون التفريط فيها مشيرا إلى أنه حضر حرب الاستنزاف ونكسة 67 والتى صدرت فيها أوامر لهم بالتراجع والانسحاب على الرغم من جاهزيتهم للحرب آنذاك.
ويوجه عم أحمد رسالة إلى شباب الخريجين بضرورة العمل فى المشروعات الزراعية وخاصة أن هناك شريحة كبيرة من خريجى الدبلومات الزراعية والصناعية ممن تعلموا كل فنون الزراعة والصناعة ولم يعودوا يستفيدون منها وما زالوا ينتظرون فرصة غير مضمونة للعمل فى الوظيفة الحكومى ويهدرون سنوات من عمرهم من أجل هذا الحلم فى العمل بالعقود المؤقتة مؤكدا على أن العمل بالزراعة ليس أمرا هينا ولكنه متعة حقيقية من يعشق الأرض وينتمى إليها فهو يرى أن الوادى الجديد بما فيها من مقومات وخيرات هى الآمال الحقيقية لبناء مصر بسواعد أبنائها واجتهادهم من أجل تحقيق هذا الهدف لأن مصر كانت أغنى دول العالم بالزراعة والإنتاج الزراعى على مر التاريخ وهى حقيقة راسخة فى أذهاننا ولكن لا نعرف قيمة تلك الثوابت التاريخية إلا عندما نرى ثمرة تعبنا واجتهادنا فى رعاية تلك الأرض ونجنيها بإيدينا.
عم أحمد سعيد يعمل فى الأرض
جانب من أعمال الزراعة بالداخلة
عم أحمد سعيد ينصح الشباب العمل فى الزراعة
رسالة من سبعينى للشباب العمل
نصائح عم احمد سعيد للشباب
مزارع سبعينى يتحدث عن خيرات الأرض
اشجار النخيل والزراعات بالداخلة
سبعينى يعمل بروح الشباب
نخيل وزراعات الداخلة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة