قال الدكتور محمد توفيق، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، خلال مؤتمر صحفى تم تنظيمه على هامش المؤتمر الـ18 لاتحاد المستشفيات العربية، إنه من دواعى الفخر والاعتزاز أن أشارك اليوم فى هذه المناسبة المميَّزة، وذلك لإطلاق إعلان القاهرة حول صحة المرأة العربية لعام 2017 (صحتك هى أولويتنا)، والتى تجسِّد مكانة المرأة العربية كأساس محورى للتنمية فى دول المجلس، كما أننا نشيد بإعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن عام 2017 هو عام للمرأة المصرية، وهذه المبادرة تؤكِّد إيمان القيادة العربية بالدور المحورى للمرأة، وأن صحة المرأة العربية أساس للتنمية الشاملة للأجيال الشابة من أبناء الوطن العربى الكبير.
وأضاف: "وأَوَدُّ أن أعرب هنا عن خالص تقديرى لدعوتى للمشاركة فى هذا الجمع الـمُوقَّر وفى هذه الاحتفالية المهمة، لاسيَّما أن موضوعها يركِّز على تحديد الأولويات فى سياق مواجهة التحدِّيات فى مجال صحة المرأة، كما أن هذا الجمع الكريم، الذى ينظِّمه اتحاد المستشفيات العرب وجامعة الدول العربية، والذى يجسد المبادرة الطيبة فى إقامة الشراكات التى تجمع وزراء الصحة، والخبراء المتمرسين، والجهات صاحبة المصلحة الرئيسية، والشركاء من القطاع الخاص حول أحد أهم الموضوعات الصحية فى وقتنا الحاضر، ألا وهو: صحة المرأة وأجندة 2030 لبلوغ أهداف التنمية المستدامة".
وأوضح: "كما أشعر بالتقدير والاعتزاز أن أكون بين هذه الكوكبة المتميِّزة من صانعى السياسات والخبراء، فى هذا المجال الذى يكتسب أهمية بالغة لإقليمنا ويُعَدُّ من ضمن الأولويات الرئيسية فى عمل منظمة الصحة العالمية مع الدول الأعضاء جميعاً".
وتابع: "إن منظمة الصحة العالمية، ممثَّلة بالمكتب الإقليمى لشرق المتوسط، تُثمِّن عاليًا التعاون الوثيق مع جامعة الدول العربية، بل إننا في حقيقة الأمر نُعِدُّ أنفسنا جزءًا من هذه المؤسسة العربية العريقة، وأَوَدُّ من هذا المنطلق أن أستهلَّ حديثي إليكم بالتأكيد من جديدٍ على التزامنا بتقديم العَون الكامل إلى جامعة الدول العربية، ورَفِدها بالدعم التقني اللازم بما يتَّفق مع برامجنا وخطط عملنا المشتركة".
وقال إننا في إقليم شرق المتوسط نواجِه تحدِّيات جسام في الوقت الراهن تؤثِّر على مجالات العمل المختلفة، ومنها قطاع الصحة، حيث أشَرْت في البيان أمام المجلس التنفيذى لمنظمة الصحة العالمية في يناير الماضى، أنه يترتَّب علينا فى المكتب الإقليمي اتِّخاذ إجراءاتٍ عاجلةٍ وحشدِ جميع الجهود والموارد لتجاوز التحدِّيات التي تواجه إقليمنا في مجال التنمية الصحية. ومن ثَمَّ، فإننا في حاجة إلى أن نعمل عن كَثَب مع دولنا الأعضاء وأن نستشعر احتياجاتها، على النحو الذي يضمَن أن نكونَ أقدرَ على إحداث التغييرات الملموسة التي تشتد الحاجة إليها.
وأضاف،: "طيلة فترة شَغْلي لمنصب المدير الإقليمي، سوف ينصَبُّ اهتمام المنظمة -بدعمٍ وثيقٍ من وزارات الصحة والشركاء مثل جامعة الدول العربية- على الأولويات الصحية الخمس التالية فى الإقليم" وهى:
1- مواجهة الطوارئ
2- تعزيز النُظُم الصحية
3 -مكافحة الأمراض السارية وغير السارية
4 الحدِّ من وفيات الأمهات والأطفال
5 التصدِّى لأوجه عدم الإنصاف من خلال التركيز على الـمُحدِّدات الاجتماعية للصحة.
وأكد: "الآن اسمحوا لى أن أشير إلى السياق الخاص لهذا الاجتماع، وأودُّ أن اشرح التحدِّيات الرئيسية التي تواجه إقليمنا فى مجال صحة الأمهات، فعلى الرغم من التقدُّم الكبير الذى أُحرِز في سبيل بلوغ الأهداف الإنمائية للألفية، والذي كان من ثماره أن انخفاض معدَّل وفيات الأمهات من 362 وفاة إلى 166 وفاة لكل 000 100 ولادة حية في الفترة بين 1990 و2015، بمعدَّل انخفاض بلغَت نسبته 54%، حققت ثلاثة بلدان فقط الهدف الخامس مع الأهداف الإنمائية للألفية، ولم يبلغ الانخفاضُ العامُ لوفيات الأمهات الهدفَ المحدَّد عند 75% بحلول عام 2015"، مضيفًا: "ويجب علينا أن نبني على النجاحات التي تحققت وأن ننطلق من الدروس المستفادة في استهداف الأسباب الرئيسية لاعتلال الأمهات ووفياتهن في الدول الأعضاء".
واستجابةً لهذا الوضع، اعتمد وزراء الصحة لدول إقليم شرق المتوسط إعلان دبي في اجتماع رفيع المستوى عُقِد في مدينة دبي عام 2013. وأُطلِقَت في الوقت ذاته المبادرة الإقليمية لإنقاذ أرواح الأمهات والأطفال في إقليم شرق المتوسط، التي أسهَمَت إسهامًا كبيرًا في تسريع وتيرة الحدِّ من وفيات الأمهات في الدول الأعضاء ذات العبء المرضي المتزايد.
وبينما ندخُل حقبة أهداف التنمية المستدامة، وتمشِّيًا مع إستراتيجية الأمم المتحدة العالمية لصحة المرأة والطفل والمراهق: 2016-2030، يتبنَّى المكتب الإقليمى لشرق المتوسط - بالتعاون مع الشركاء المعنيِّين - نهْجاً متكاملاً متعدد القطاعات من خلال العمل على التغطية الصحية الشاملة والارتقاء بجودة الرعاية الصحية من خلال تطبيق ممارسة طب الأسرة.
وتابع فى الختام.. أَوَدُّ أن أؤكِّد أهمية العمل المشترك بين كل الشركاء الوطنيِّين والمنظمات الدولية والجمعيات الأهلية وغيرها من الجهات الفاعلة، وذلك لتحقيق الأهداف الإنمائية لصحة الأمهات والأطفال 2030.
وأخيرًا، يجب علينا أن نولي الصحة الإنجابية وصحة الأمهات أولويةً خاصة لجميع الدول الأعضاء، خاصةً وأن المرأة العربية قد تبوأَت مكانة مرموقة في المجالات المختلفة وظهرت قيادات نسائية متميزة في الشؤون الصحية والتربوية والاجتماعية، والاقتصادية، وإننا على يقين تام بأن مسيرة المرأة العربية في التنمية الشاملة تتجاوز التطلعات، وتَعْبُر التحدِّيات إلى مستقبل مشرق.. وفقنا الله جميعًا لما فيه خير الأمة العربية والإسلامية".
وفى السياق ذاته كرم المؤتمر الدكتور أحمد عماد الدين وزير الصحة والسكان وتم الإعلان عن المستشفيات الفائزة وهى مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الحمادى بالسعودية والمركز التخصصى بالسعودية ومستشفى الساحل بلبنان ومستشفى بهمان ببيروت.
تكريم وزير الصحة
أثناء تكريم الدكتور أحمد عماد الدين راضى وزير الصحة
وقال الدكتور وزير الصحة إن الرائدات الريفيات كان لهن دور فى خفض معدلات الإنجاب فى مصر لقدرتهن على الوصول إلى كل منزل فى الريف المصرى.