قالت صحيفة الباييس الإسبانية، إن قادة الاتحاد الأوروبى اجتمعوا، اليوم، فى مالطا لبحث التحديات الأمنية التى تهدد أوروبا فى مناطق الجوار وعلى الساحة الدولية، وكذلك المخاوف التى أثارها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بعد تشجيعه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.
مخاوف الاتحاد من سياسات ترامب
وأوضحت الصحيفة أن ترامب يمثل قلقا كبيرا لأوروبا بعد تأييده انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبى، ما يعتبر تهديدا للأوروبا، خاصة فى ظل تزايد تهديدات تنظيم داعش الإرهابى المستمرة.
وسيبحث قادة الدول الـ27 الأعضاء فى الاتحاد التحديات الناجمة عن الوضع الجيوسياسى الجديد، الذى فرضته بدايات ترامب الصاخبة والمثيرة للجدل والقلق، خاصة نهج "الحمائية" الذى يتبعه الرئيس الأمريكى الجديد رافعا شعار "أمريكا أولا"، وهو النهج الذى يبحث الاتحاد سبل مواجهته.
وكان رئيس المجلس الأوروبى "دونالد تاسك" وصف قرارات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الأولى بـ"المقلقة".
تأثير الوضع فى ليبيا على دول الاتحاد
وفيما يتعلق بالأزمة الليبية، أشارت الصحيفة إلى أن ليبيا تمثل تهديدا كبيرا لأوروبا، بسبب المهاجرين غير الشرعيين القادمين منها، وهو ما تباحث حوله قادة الاتحاد فى اجتماعهم اليوم، فى ظل عدم قدرة الأطراف السياسية والعسكرية هناك على التوصل إلى حل سياسى يمكَن حكومة الوفاق الوطنى من بسط نفوذها على أنحاء البلاد والتعامل المباشر مع الدول الأوروبية لمواجهة مشكلة الهجرة غير الشرعية الوافدة من السواحل الليبية، والتى تمثل 90% من التدفق البشرى لأوروبا.
وتشير إحصاءات المفوضية السامية للاجئين إلى أن أكثر من 181 ألف مهاجر وصلوا إلى جنوب أوروبا عبر "الطريق الوسطى" فى 2016، وانطلق غالبيتهم من السواحل الليبية، كما غرق فى البحر نحو 4500 شخص.
ويسعى الاتحاد الأوروبى، حسب الصحيفة، إلى التعامل مع حكومة الوفاق ومع السلطات القائمة فى الميدان من أجل احتواء مشكلة الهجرة غير الشرعية، وتشمل الاقتراحات المعروضة على طاولة المباحثات فى فاليتا: قيام أسطول "صوفيا" الأوروبى باعتراض زوارق المهاجرين داخل المياه الإقليمية الليبية، وذلك بالتعاون مع قوات البحرية الليبية وبشرط موافقة حكومة الوفاق، وإقامة مخيمات للمهاجرين داخل التراب الليبى، والتعاون الأمنى بين الدول الأوروبية من ناحية والسلطات الليبية من ناحية أخرى، من أجل مراقبة حدود جنوب ليبيا مع دول الساحل.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، فى هذا الإطار، إنه "يتعين على الاتحاد الأوروبى تحديد دوره فى العالم، والأولوية الدول الأوروبية، وليس أجزاء أخرى من العالم".
وتحضر رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى الاجتماع رغم عزمها بدء مفاوضات الخروج من الاتحاد الشهر المقبل، ويستعد قادة الدول الـ27 لإحياء ذكرى مرور 60 عاما على معاهدة روما المؤسسة للاتحاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة