هربت بديعة مصابنى عام 1950، فجرًا، بجواز سفر مزور لإحدى الأجنبيات، وكانت صورة السيدة وملامحها قريبة من ملامح بديعة، واحتالت بديعة بذكائها والمكياج على ألا يكتشفها أحد، ودون أن يعلم أو يشعر أحد بمصر كلها، حتى المقربين لها، هربت برفقة ثروتها فقط التى جمعتها، ليس من الرقص الاستعراضى فقط لكن من الرقص السياسى، كما ذكر كتاب "راقصاتنا والجاسوسية" للكاتب مختار سالم.
واستطاعت بديعة بذلك أن تخدع رجال الأمن ومباحث الأموال، التى طالبتها بالضرائب الطائلة نظير ثروتها ومكاسبها الضخمة.
بدأت بديعة جمع ثروتها الكبيرة، بعد انفصالها عن زوجها نجيب الريحانى، حيث قرأت فى إحدى الصحف إعلانًا عن ملهى ليلى للإيجار، فباعت مصوغاتها الذهبية، وتحصلت على الملهى.
اتسعت مكاسب بديعة واستطاعت أن تنشئ كازينو أوبرا عام 1939م، والذى أصبح قبلة كبار القادة الأجانب، والسياسيين، وكبار رجال السلطة، حيث كانت على موائده تشكل الوزارات وتحاك المؤامرات السياسية، ويتم تجنيد الجواسيس.
استخدمت بديعة ذكاءها ومقوماتها، حيث كانت تتحدث العامية المصرية، وتجيد اللغة التركية، بجانب لهجتها الشامية، فى جذب جمهورها، لجمع ثروتها التى لم تعتمد على الرقص فقط، بل عن طريق مشاركتها فى المؤامرات السياسية.
نشأة بديعة مصابنى وميلادها
ولدت بديعة مصابنى بلبنان عام 1889م، نشأت فى بيئة وبيت فقير جدًا، تزوجت بلبنان وأنجبت ابنة، ثم انفصلت عن زوجها.
نزحت بديعة إلى القاهرة عام 1919م، فى أعقاب الحرب العالمية الأولى، كان ذكاؤها وخفة دمها هما سبيلها الوحيد للنجاة من الفقر.
بدأت بديعة كراقصة واستعراضية بالموالد والأفراح، إلى أن قابلت نجيب الريحانى وأعجب بها وضمها للعمل بفرقته.
غادرت القاهرة إلى لبنان وتزوجت من أحد الجنرالات الأتراك، وانفصلت عنه، ثم قابلت الريحانى مرة أخرى ليوقع معها عقدان عقد عمل وعقد الزواج منها، وعادت إلى القاهرة.
وانتهت بديعة مصابنى حيث بدأت، فتوفت فى مسقط رأسها بلبنان فقيرة معدمة، بعد هروبها من القاهرة.
جدير بالذكر أن فرقتها تخرج منها أشهر الفنانين الاستعراضيين والغنائيين، وأبرزهم سامية جمال، أسمهان، فريد الأطرش، تحية كاريوكا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة