وزير الدفاع الفرنسى السابق من الإسكندرية: قرارات ترامب ستؤدى إلى نتائج عكسية..مصر بلد محورى وقطب للاستقرار بالمنطقة.. لا بد من تمثيل حقيقى للشعب فى سوريا والعراق.. وإيران تغذى الصراع بين السنة والشيعة

الإثنين، 06 فبراير 2017 07:10 م
وزير الدفاع الفرنسى السابق من الإسكندرية: قرارات ترامب ستؤدى إلى نتائج عكسية..مصر بلد محورى وقطب للاستقرار بالمنطقة.. لا بد من تمثيل حقيقى للشعب فى سوريا والعراق.. وإيران تغذى الصراع بين السنة والشيعة ترامب وزير الدفاع الفرنسى السابق خلال الندوة
الإسكندرية - جاكلين منير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال جان بيير شوفنمان؛ السياسى الفرنسى، رئيس مؤسسة الإسلام فى فرنسا، والذى كان يشغل منصب وزير الدفاع والداخلية الفرنسى سابقا، إن فرنسا تعتبر مصر قطبا للاستقرار فى العالم العربى، وهى بلد مفصلى ومحورى فى المنطقة بأكملها، وإنها ممكن أن تلعب دورا معدلا للقوة فى السياق السيوستراتيجى الحالى وهو وضع صعب للغاية، مؤكدا أن فرنسا كان لها تعاون كبير مع مصر، قائلا: إن مصر بلد مسالم بالأساس.

 

جاء ذلك خلال الندوة التى نظمتها مكتبة الإسكندرية، لإلقاء محاضرة السياسى الفرنسى جان بيير شوفنمان؛ رئيس مؤسسة الإسلام فى فرنسا، والذى كان يشغل منصب وزير الدفاع والداخلية الفرنسى الأسبق، وذلك استكمالا للبرنامج الدولى لمكافحة التطرف والإرهاب الذى بدأته المكتبة.

 

وحول قرارات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بمنع التأشيرات لسبع دول إسلامية من الدخول إلى أمريكا، علق السياسى الفرنسى أنه قرار قد يأتى بنتائج عكسية للهدف منه، وهو القضاء على الإرهاب خاصة داعش، وأن هذا القرار يغذى سوء الفهم المتبادل، ويجب أن يكون إجراء وقتيا، ونتمنى أن يتم رفعه قريبا بعد 3 أشهر كما هو مقرر له.

 

وحول الأزمة السورية قال "جون بيير" إنه لا بد من مشاركة جميع الدول وروسيا وأمريكا وأوروبا والدول العربية التى يهمها الأمر، خاصة السعودية فى مفاوضات، ووضع نظام يسمح أكثر بتمثيل الشعب ووضع نظام للتعايش داخل سوريا، وكذلك فى العراق، حيث يجب أن يكون النظام الحاكم ممثلا حقيقيا للشعب العراقى والذى يتكون من شيعة وسنة وأكراد ومسيحيين.

 

وحول التمييز بين الإسلام السياسى والإرهاب بشكل عام، قال: "إن النظام عندما يصل إلى السلطة بالانتخابات فنحن نعترف به، ولكننا نبقى منتبهين للتطرف الذى قد يطرأ، وهل سيؤدى إلى أعمال إرهابية أم لا"، مؤكدا أن فرنسا تحترم ميثاق الأمم المتحدة لعدم التدخل بشئون الغير، إلا فى حالة هجوم عسكرى ضدها، وحينئذ سيكون الرد أمنيا وعسكريا وهو ما نتمنى ألا يحدث إطلاقا.

 

وأضاف: "نحن لسنا أمام تحد للإسلام ولكننا أمام تحد لإرهاب أصبح مجنونا، حيث أصبح الإرهاب صعب المواجهة، والتمييز بين الإسلام والإرهاب، فالإسلام دين سماح"، مشيرا إلى أن فرنسا بها حوالى 5 ملايين مسلم، فالإسلام الديانة الثانية بعد الكاثوليكية، كما تضم فرنسا مجموعة من الديانات الأخرى بما فى ذلك البوذيين، مؤكدا أن الدولة يجب ألا تتدخل فى الدين، وأن يكون الدين منفصلا عن السياسية، مشيرا إلى أن فرنسا تكفل حقوق الإنسان من حرية الفكر والتدين وهناك حرية حتى فى قضية تغيير الديانة.

 

وقال إن توغل الإرهاب فى العالم الآن يضعنا أمام تحد كبير، ليس له علاقة بالإسلام، ولكنه تحدى الإرهاب الجهادى وصعوبة مواجهته، معطيا نماذج لتطور انتشار الإسلام على مر العصور فى مختلف بقاع الأرض، وحتى الوصول لفكر الإسلام المستنير فى مصر على يد الدكتور طنطاوى رحمه الله، والإمام محمد عبده.

 

وأضاف شوفنمان أن تنظيم القاعدة وجد أرضا خصبة لانتشاره بعد حرب الخليج، لافتا إلى أن الشرق الأوسط عانى كثيراً خلال فترة الحرب الإيرانية العراقية، وكذلك حرب الخليج الأولى والثانية فى عام 2003، وذلك لما شهده من هدم للنظام والحياة السياسية خاصة فى العراق، وما أدت إليه من خلافات مذهبية، مشيرا إلى أن انتشار تنظيم القاعدة فى العراق هو ما أوصلنا الآن إلى وجود تنظيم داعش، فضلا عن وجود إيران التى تُغذى الصراع بين السنة والشيعة.

 

وقال إن انتهاج سياسية الحرب ضد الإرهاب بعيدا عن الحلول التنموية للبلاد النامية يأتى بسبب سياسية الولايات المتحدة الأمريكية بالعالم، والتى تنفق على وزارة الدفاع لديها أكثر مما ينفقه العالم أجمع، موضحا أن البداية فى قلائل الشرق الأوسط جاءت من خلال حرب العراق التى شنتها الولايات المتحدة الأمريكية، فكان على بوش الابن استكمال خطة بوش الأب، وبدأت القلائل والحروب بالمنطقة منذ ذلك الحين.

 

وأوضح أنه بالرغم من أنه ضد التدخل الأجنبى فى أى بلد من بلدان العالم، إلا أن فرنسا تدخلت عسكريا فى بعض البلدان مثل مالى، وأن تلك التدخلات تأتى بناء على طلب من الدول نفسها أو قرار من الأمم المتحدة.

 

ووجه شوفنمان إلى ضرورة تقديم فكر مستنير من قبل المسلمين، وعلى سبيل المثال فالمسلمين فى مختلف أنحاء العالم عند حدوث أعمال إرهابية يبادرون باستنكار ورفض تصرفات الجهاديين المتطرفين، ويعبرون عن سماحة إسلامهم وبراءته من تلك الممارسات، وشرح قيم الإسلام الحقيقى، خاصة لارتباط الإرهاب الجهادى بالظهور فى الدول المسلمة كإيران والعراق وسوريا ومصر وتركيا، ويتطرق منها إلى الدول الأخرى كباريس وأمريكا ومدريد ولندن والصين وغيرها.

 

وأكمل شوفنمان أن العالم سوف يلومنا لأننا لا نتحدث اليوم عن حقوق الإنسان لضمان حقوق المدنيين، والوطنية، رغم معرفتهم أن المجتمعات الإسلامية تهتم بتلك القيم الوطنية ويحث عليها، ولهذا يجب أن نركز على التفكير النقدى للتمييز بين الصواب والخطأ، لافتا إلى أن حالة عدم الوضوح التى نعيشها خلقت حالة من الفوضى.

 

وأضاف شوفنمان أن التطور التكنولوجى لا يمكن السيطرة عليه، وهذا ما يزيد من حجم الأزمة، وكذلك يجب حل مشكلة التعليم فى المقام الأول، وكذلك مشكلات الصناعة والكهرباء والصحة، ويجب تحديد الأولويات التى تخص الإنسان.

 

يذكر أن جون شوفنمان أحد مؤسسى ومنظرى الحزب الاشتراكى الفرنسى، وتولى مناصب عدة، منها وزير دولة ووزير الصناعة والتكنولوجيا، فى حكومتى بيير موراى الأولى والثانية، ورفض المشاركة فى الثالثة احتجاجا على توجهات الحكومة الليبرالية، وفى عام 1984 عاد إلى الحكومة وزيرا للتربية، فحقق إنجازات هائلة، منها إقامة مدارس الامتياز والتفوق، وأعاد دمج التربية المدنية فى المقررات. وتقلد شوفنمان مناصب وزارية فى عدة حكومات. وفى عام 2016 اقترح الرئيس فرانسوا هولاند اسمه لرئاسة "مؤسسة الأعمال من أجل إسلام فرنسا".









الموضوعات المتعلقة


مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة