دعا "الدوما" الروسى، بعد الكشف عن كميات كبيرة من الأدوية فى شرق حلب، عقب تحريرها من المسلحين، إلى إعادة النظر فى كيفية توزيع الأدوية والمساعدات الإنسانية الأممية فى سوريا وغيرها.
وبحسب ما نقله موقع "روسيا اليوم"، عن وكالة "إنترفاكس" الروسية، شدد سيرجى جافريلوف، رئيس مجلس "الدوما" لشئون المجتمع المدنى والهيئات الأهلية والدينية على ضرورة متابعة نشاط موظفى الأمم المتحدة لدى اختيارهم موزعى الأدوية والمساعدات الإنسانية فى المناطق المنكوبة.
وأضاف فى حديث أدلى به من العاصمة السورية، دمشق -التى يزورها ضمن وفد برلمانى روسى- اليوم الثلاثاء، "لقد أظهرت التجربة الروسية أن التوزيع المجدى للمساعدات الإنسانية لا يتم إلا عن طريق السلطات الشرعية فى البلد المنكوب، أو تحت الرقابة الأهلية هناك".
وتابع: "فى سوريا، يمكن تحقيق التوزيع المطلوب للمساعدات تحت رعاية دار الإفتاء والكنيسة"، مشيرًا إلى أن الأدوية التى تم العثور عليها فى شرق حلب، سابقة "غاية فى الخطورة، وحادث لم يكن الأول من نوعه"، على ما يبدو.
واعتبر البرلمانى الروسى، أن الحادث المذكور، "إخفاق جدى على صعيد توزيع المساعدات، إن لم يكن جريمة ارتكبتها أجهزة الأمم المتحدة التى دأبت لمدة طويلة على إقناعنا باستحالة توزيع المساعدات فى حلب إلا عبر ما سمى حينها بالإدارة المحلية هناك".
وذكر أن "الأدوية المشار إليها لم تكن فى متناول معظم السكان شرق المدينة، فى وقت كانوا قابعين فيه عمليا تحت وطأة حصار داخلى، ناهيك عن الضغوط التى كانوا يتعرضون لها من المسلحين، وما كان يسمى بالإدارة المحلية المتواطئة، لحملهم على الصمت وعدم الإفصاح عن هذه الأدوية".
وسبق لماريا زاخاروفا، الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، وطالبت الأمم المتحدة، أمس الاثنين، بإطلاق تحقيق داخلى يشمل أجهزتها المعنية للكشف عن ملابسات فضيحة الأدوية الأممية فى شرق حلب.
وكتبت زاخاروفا، على الموقع الرسمى لوزارة الخارجية الروسية، بهذا الصدد: "نطالب أمانة الأمم المتحدة، بالكشف عن أصحاب قرار التكتم على حقيقة وجود الأدوية فى شرق حلب، والوقوف على سبب عدم إطلاع المجتمع الدولى على ذلك".
واعتبرت زاخاروفا، أن المعلومات المضللة التى روجتها منظمات غير حكومية، بما فيها "الخوذ البيض" و"أطباء بلا حدود" و"الجمعية الطبية السورية الأمريكية"، "جعلت الحكومة السورية، ومعها روسيا عرضة لسيل من الانتقادات التى تبين بطلانها".
وأعربت زاخاروفا فى الختام عن دهشتها لأن الأمم المتحدة لم تقدم حتى الآن أى تفسير لزيف ما أشيع وللاستنتاجات الجزافية التى كانت تنذر بكارثة إنسانية مزعومة شرق حلب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة