شهدت العديد من المدن الفرنسية فى العاصمة باريس حالة من الغضب ظهرت فى التظاهرات والمسيرات التى قام بها مئات الباريسيين، للتنديدات بالممارسات العنيفة التى تنتهجها الشرطة الفرنسية فى معاملتها مع المشتبه بهم، وذلك فى أول رد فعل على واقعة اغتصاب شاب والتعدى عليه بالضرب بشكل جماعى على يد 4 من رجال الشرطة الفرنسية.
وتحولت عملية إيقاف الشاب الذى يدعى تيو ويبلغ من العمر 22 عاما إلى قضية شغلت الرأى العام الفرنسى على مدار الأيام الماضية، وخاصة أنه تم نشر شريط فيديو يظهر تعرضه للاغتصاب ولاعتداءات جنسية أخرى بواسطة عصا على أيدى رجال الشرطة الذين قاموا بإيقافه، وتستمر النيابة العامة فى التحقيق بعد أن وجهت تهمة الاغتصاب لأحد رجال الشرطة وتهمة العنف المتعمد لثلاثة آخرين.
وتجمع السكان فى حى "3000" حيث يقيم الضحية "تيو" فيه، وردد المتظاهرون عبارات من قبيل "لا للعنف" و"جميعنا تيو"، و"العدالة لتيو"، وشارك فى المسيرة رئيس المجلس المحلى لمنطقة "سان دونى، ستيفان تروسيل.
واستنكر إيريك ديبون موريتى، محامى الشاب ضحية اعتداء العناصر الـ4 من الشرطة الفرنسية ما وصفه بـ"الحادثة الخطيرة للغاية"، لافتا إلى أن موكله يعانى من "صدمة" ناجمة عن الاعتداءات الجسدية التى تعرض لها".
وأشار، فى مقابلة له مع مجلة "لكسبريس" الفرنسية، أن "هذا الشاب المسكين لم يتمكن بعد من استيعاب ما حصل له، لم يكن أبدا مدانا، وكل ما أراده هو الذهاب إلى أخته وقت إيقافه".
وقال محام: إنه سيشكل وعائلة الشاب الطرف المدنى للقضية، وأضاف أن "عائلة تيو تعتمد مسارا سلميا، وهى لا ترغب فى تأجيج الوضع وإشعال فتيل حرب عصابات، إنها عائلة مرموقة وتحترم قواعد النظام القضائى بالكامل، ولا تنتظر من العدالة سوى إجابات ومعاقبة المذنبين".
ومن جهة أخرى قال عبد الله بن جنة، نائب عمدة سابق لأولنى سو بوا: هل يبحث المسئولون عن إطلاق الشرارة؟ ألا يوجد ما يكفى من البارود فى هذا الحى؟ البطالة والأمن وارتفاع الأسعار ولا آفاق فى المستقبل، وعندما تقوم بفعل كهذا بحق شاب لا يمكن إلا أن تنفجر الأوضاع"
بينما قال شاب من قاطنى الحى: ما صنعوه غير مقبول بالمرة، وهذا ما يحدث كل يوم، فى كل مرة تأتى الشرطة ترتكب تجاوزات عندما تقوم بعمليات مراقبة وتثبت فى الهويات".
ولا يزال الشاب الضحية يتلقى العلاج من الإصابات التى لحقت به جراء التعذيب، فى الوقت الذى أعلن فيه الادعاء العام لمدينة بوبينى الفرنسية أمس الاثنين وقف رجال الشرطة الأربعة عن عملهم بعدما تم اتهامهم بممارسة أعمال عنف جماعى والتعدى على الشاب خلال عملية اعتقاله.
وقال المدعى العام للمدينة: إن رجال الشرطة تم وقفهم أمس الأول الأحد، وأنهم يخضعون حالياً للتحقيق فيما ارتكبوه من وقائع تعذيب بدنى ونفسى فى حق شاب لم يتعدى الـ22 عاما من عمره، وأشار إلى أن أحد الضباط المتهمين اغتصب الشاب، بينما تعدى الآخرون عليه، وأكد أن القضاء الفرنسى سوف يتخذ ضدهم كل العقوبات الرادعة لعدم تكرار مثل هذه التعديات من رجال مسئولين عن حفظ الأمن.
ووفقاً للتقرير الطبى، فإن الضحية مازال حتى الوقت الراهن فى المستشفى تحت العناية الطبية الخاصة لما تعرض له من جروح وتهتكات فى منطقة الشرج، إضافة إلى السجحات والكدمات فى مناطق الصدر والظهر والوجه والجمجمة، وأنه سوف يظل فى حالة من العجز الكلى لمدة لا تقل فى أفضل الأحوال عن 60 يوما.
الفرنسيين ينددون بعنف الشرطة
تحطيم متجر بجوار مركز الشرطة
تظاهرات فى فرنسا
جانب من التنديات
جانب من المسيرة
شرطة فرنساامام المتظاهرين الغاضبين
عبارات مهينة للشرطة
عبارة منددة بالشرطة الفرنسية
مسيرة مطالبة بالعدالة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة