ما زالت قضية ختان الإناث واحدة من القضايا والملفات المفتوحة على الساحة المصرية، والتى تسبب قدرًا من الجدل والأرق لكثيرين من العاملين فى حقل الطب وحقوق الإنسان ومناهضة العنف ضد المرأة، نتيجة ما تسببه هذه الممارسة من آثار نفسية وجسدية سيئة على الفتيات والنساء، وبينما أقرت منظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة "يونسيف" يوم السادس من فبراير من كل عام، يوما عالميا لمناهضة ختان الإناث، ونجحت مصر فى إقرار قانون يعاقب المتورطين فى هذا الأمر، فى العام 2008، ما زالت قضية ختان الإناث حاضرة بقوة، وما زال الحديث جاريًا بشأن وسائل وآليات السيطرة عليها، وحجم ما تسببه من ضرر لفتيات مصر حتى الآن، بينما بدأ المجلس الأعلى للجامعات تحرّكًا عمليا لتدريس مقرر طبى مناهض لختان الإناث، لتخريج أجيال جديدة من الأطباء وأطقم التمريض، يتوفر لديها وعى بخطورة هذه الممارسة، وتجريمها أخلاقيا ومهنيا وطبيا.
المجلس الأعلى للجامعات: تشكيل لجنة من العمداء لوضع مقرر مناهضة الختان
فى هذا الإطار، أكد الدكتور حسام عبد الغفار، أمين عام مساعد المجلس الأعلى للجامعات، أنه تم تقديم طلب للدكتور حسين خالد، رئيس لجنة القطاع الطبى بالمجلس الأعلى للجامعات، لتشكيل لجنة من عمداء كليات الطب والتمريض، لوضع تصور لمقررات علمية تخص مناهضة ختان الإناث، وذكر الأضرار الصحية والنفسية لهذه الممارسة اللا طبية.
وأضاف حسام عبد الغفار، أمين عام مساعد المجلس الأعلى للجامعات، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أن هذه الخطوة تأخرت كثيرا، وينبغى التحرك فيها بشكل سريع لتوعية الأطباء بخطورتها.
منسق "أطباء ضد الختان": المادة الجديدة ستشمل أبوابا للعقوبات والأضرار والتعريف
فى السياق ذاته، أكد الدكتور عبد الحميد عطية، منسق مبادرة "أطباء ضد الختان"، أنه سيتم تشكيل لجنة تضم ممثلين عن المبادرة والمجلس الأعلى للجامعات، لوضع مكونات المناهج المناهضة لختان الإناث ضمن المقررات الدراسية لطلاب كليات الطب والتمريض على مستوى الجمهورية.
وأضاف "عطية" فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن المادة الجديدة التى سيتم إدراجها بمناهج كليات الطب، حول مناهضة ختان الإناث، ستشمل بابًا لعقوبات ممارسة جريمة ختان الإناث، وبابا عن الأضرار الصحية والنفسية والاجتماعية، وبابا حول تعريف الختان وأنواعه، وبابا عن موقف الشريعة الإسلامية والمسيحية من هذه الممارسة الخطرة على صحة الفتيات.
وأوضح منسق مبادرة "أطباء ضد الختان"، أنه سيتم بدء تدريس المقررات الجديدة لمادة مناهضة ختان الإناث فى كليات الطب والتمريض بداية من العام الدراسى المقبل، مشيرًا إلى أن المجلس الأعلى للجامعات وافق بشكل مبدئى على المبدأ، وحاليًا يتم إعداد المقترح لتقديمه للمجلس لاعتمادة رسميًّا، وكشف الدكتور عبد الحميد عطية، عن أنه سيتم تدريس مادة مناهضة ختان الإناث مع مناهج أمراض النساء والتوليد والطب الشرعى، لطلاب السنوات النهائية بكليات الطب والتمريض على مستوى الجمهورية، متابعًا: "نسبة المختونات فى مصر 61% فى الفئة العمرية من 15 لـ17 سنة".
كان مجموعة من رواد طب النساء والتوليد فى مصر، قد أطلقوا مبادرة "أطباء ضد الختان"، وعلى رأسهم الدكتور جمال أبو السرور، والدكتور عز الدين عثمان، والدكتور علاء الفقى، والدكتور عاطف الشيتانى، والدكتور مجدى خالد، والدكتور عبد الحميد عطية، وشارك فى إطلاقها ممثلون عن المجلس الأعلى للجامعات، وبرنامج مناهضة الختان بالمجلس القومى للسكان.
أستاذ أمراض نساء: المبادرة تهدف لتكوين موقف طبى وأخلاقى من الختان
من جانبه، قال الدكتور جمال أبو السرور، أستاذ أمراض النساء والتوليد بجامعة القاهرة، إن المبادرة تهدف لتكوين موقف طبى وأخلاقى وقانونى واضح ضد ختان الإناث، وتعميق توصيفه فى نفوس العاملين فى الحقل الطبى كممارسة غير مهنية وغير متسقة مع أخلاقيات مهنة الطب، مشيرًا إلى أن 82% من عمليات الختان يجريها أطباء وممرضات، وأن المبادرة تتماشى مع أهداف الاستراتيجية الوطنية لمناهضة ختان الإناث (2016/ 2020).
وأضاف "أبو السرور" فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن المبادرة تعمل على زيادة وعى الأطباء وطلاب كليات الطب بخطورة ختان الإناث من المنظور الطبى والاجتماعى والدينى والقانونى، عن طريق دمج مكون مناهضة ختان الإناث ضمن مناهج كليات الطب المصرية، ومناهج التدريب الطبيبة المختلفة، وتكوين كوادر طبية قادرة على إعطاء المشورة الصحيحة للأسرة المصرية، للتخلى عن ختان الإناث، من خلال الاتصال المباشر والإعلام ونشر الوعى وتفعيل القانون ضد تطبيب ختان الإناث، حتى يتوقف الأطباء نهائيًّا عن هذه الممارسة المُجَرّمة والمحرّمة معًا.
بدوره، أوضح الدكتور عز الدين عثمان، أستاذ أمراض النساء والتوليد، أن المبادرة تستهدف عمل وثيقة لتوضيح الموقف الطبى والقانونى والأخلاقى من ختان الإناث، لافتًا إلى أنها ممارسة غير طبية، ومحرمة ومجرّمة قانونًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة