قرار تنفيذى جديد للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، قد يثير الجدل والصدام مجدّدًا داخل الولايات المتحدة الأمريكية، حال أقدم الرئيس على اتخاذه والإصرار على تنفيذه، خاصة أن معارضيه هذه المرة من كبار مسؤولى الاستخبارات، الذين تجمعهم علاقات متوترة مع "ترامب" منذ وصوله إلى البيت الأبيض، بسبب قضية القرصنة الروسية وتدخل الكرملين فى مسار الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فضلاً عن اتساع قائمة المعارضين لتشمل عددًا من مسؤولى الدفاع.
الصدام المتوقع هذه المرة يتعلق بإيران، لكن على النقيض من روسيا، تنحاز أجهزة الاستخبارات والدفاع إلى جانب إيران، محذرة البيت الأبيض من إقدامه على قرار تنفيذى، تجرى دراسته حاليًا، يقضى بتصنف قوات الحرس الثورى الإيرانى كمنظمة إرهابية أجنبية.
دونالد ترامب
واشنطن بوست: كبار المسؤولين يرون القرار تهديدا لعمليات أمريكا ضد "داعش"
بحسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، يرى كبار مسؤولى الاستخبارات والدفاع فى الولايات المتحدة الأمريكية، قرارًا مثل هذا، تهديدًا للقوات الأمريكية فى العراق، والعمليات الجارية ضد تنظيم داعش الإرهابى، فضلا عن أنها ستكون سابقة من نوعها، أن يستخدم الرئيس الأمريكى قانونًا غير مصمم لعقاب مؤسسات حكومية.
وبحسب مسؤولين من إدارة "ترامب"، تحدثوا عن الأمر شريطة عدم ذكر أسمائهم، أعرب مسؤولون من أعلى المستويات فى وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، وأجهزة الاستخبارات الأمريكية، عن قلقهم خلال الأيام السبعة الماضية، إذ يستعد البيت الأبيض لإصدار قرار تنفيذى بشأن قوات الحرس الثورى الإيرانى.
ورغم أن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، درست قرارًا مماثلا فى وقت سابق، فإنها توصلت فى النهاية إلى أنه "بلا فائدة"، بحسب ما قاله مسؤول سابق رفيع المستوى بوكالة الأمن القومى، بينما أشار مسؤول آخر إلى أن تصنيف الحرس الثورى أشبه بإعلان دولة أجنبية أن جيش دولة أخرى "منظمة إرهابية"، وتنطوى قائمة وزارة الخارجية الأمريكية للمنظمات الإرهابية الأجنبية FTO، على الفاعلين غير الحكوميين، بما فى ذلك تنظيم القاعدة و60 جماعة أخرى.
البنتاجون
البنتاجون تعرف عن قلقها من خطوة "ترامب" وتأثيرها على الوضع بالعراق
فيما يخص موقف البنتاجون، فرغم أن العلاقة بين وزارة الدفاع الأمريكية والحرس الثورى الإيرانى ليس بها وفاق، فإن مسؤولى البنتاجون أعربوا عن قلقهم من الخطوة التى من شأنها أن تؤثر على الاتصالات غير المباشرة التى يحتفظ بها البنتاجون مع فيلق القدس والميليشيات الشيعية فى العراق، خاصة أن الطرفين يجدان نفسيهما على الجانب نفسه فيما يتعلق بالمعركة ضد تنظيم داعش، إذ تعمل القوتان الآن على مقربة من بعضها، داخل الموصل وفى المناطق المحيطة بها.
وقال مسؤولون، إن القلق يتعلق بأن أى اضطراب فى هذا التعاون يمكن أن يقوض حرب مكافحة الإرهاب، وربما يؤدى إلى تجدد هجمات الشيعة ضد القوات الأمريكية، كما أن اتخاذ الولايات المتحدة خطوة جديدة ضد الحرس الثورى، من المحتمل أن يدعم موقف المتشددين الإيرانيين بالداخل ضد الرئيس حسن روحانى، الذى عقد الاتفاق النووى مع الولايات المتحدة الأمريكية وقوى دولية أخرى فى يوليو 2015.
الرئيس الإيرانى حسن روحانى
غير أن الحفاظ على "روحانى"، مع اقترات موعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية، المقرر إجراؤها فى مايو المقبل، من غير المرجح أن يكون أولوية لإدارة "ترامب"، الذى وصف الاتفاق النووى بأنه "صفقة سيئة"، وفرضت الإدارة الأمريكية الجديدة، خلال الأسبوع الماضى، عقوبات جديدة ضد 25 فردًا وكيانًا إيرانيًّا، ردًّا على اختبار صاروخ باليستى قالت إنه مخالف لبنود الاتفاق النووى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة