السلفيون يتسللون إلى الأزهر لنشر الوهابية..يتوددون للمشيخة رغم انتقادهم العقيدة الأشعرية..برهامي يرى أن الأشاعرة عندهم بدع في تأويل الصفات..علي بكر: تأييدهم للأزهر لا يعني اتفاقهم معه..النجار: تقارب للمصلحة

الإثنين، 13 مارس 2017 10:00 م
السلفيون يتسللون إلى الأزهر لنشر الوهابية..يتوددون للمشيخة رغم انتقادهم العقيدة الأشعرية..برهامي يرى أن الأشاعرة عندهم بدع في تأويل الصفات..علي بكر: تأييدهم للأزهر لا يعني اتفاقهم معه..النجار: تقارب للمصلحة السلفيون يتسللون إلى الأزهر لنشر الوهابية
كتب كامل كامل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بدأ السلفيون يتقربون مؤخرا من الأزهر الشريف، بما يعكس انتهاجا مختلفا لسياستهم السابقة في إبراز مواطن الخلاف بينهم وبين العقيدة الوسطية للمشيخة، وانعكس هذا التودد للشيخ أحمد الطيب، في التقارير التي ينشرها شيوخ السلفية دفاع عن مواقف الإمام، وآخرها استماتتهم الشديدة في الدفاع عنه بعد مؤتمر "جروزني" وغيرها من المواقف، هذا التحول اللافت، يجعلنا نعود للوراء قليلا لنستدعي مواقف التيار السلفي من مشيخة الأزهر، وكيف كان شيوخ التيار على خلاف دائم مع وسطيته.

عندما سُئل الداعية السلفى مصطفى العدوى، من أحد تلاميذه وكان من طلاب الأزهر، عن ماذا يكتب في امتحان العقيدة الأشعرية؟، فكان رد الشيخ: "أكتب لهم ما يريدون، لكن القلب مطمئن بالإيمان"، فى إشارة إلى عدم اعترافه بعقيدة الأزهر، ألا وهى العقيدة الأشعرية.

 

السؤال وإجابته، يوجز الفرق ببساطة شديدة بين فكر الأزهر الشريف وأيدلوجية التيار السلفى، ويذكر بهجوم المدارس السلفية بكل أنواعها على الأزهر الشريف، "جامع وجامعة وإماما"، فعندما يتحول الهجوم إلى تودد، والنقد إلى مدح، والكره إلى حب، يثير الأمر تساؤلات كثيرة، منها على سبيل المثال، لماذا فى الوقت الحالى الدفاع السلفى عن الأزهر؟ ولحساب من هذا الدفاع؟ وهل تقرب التيار السلفى من الأزهر الشريف يعنى أنه يقترب فكريا من وسطية الأزهر ويبتعد عن العباءة الوهابية؟، أم أنه يتقرب فى المرحلة الحالية للأزهر ضمانة لاستمراره فى المشهد وتجنب القطار الكاسح ضد التيار الإسلام السياسى منذ ثورة 30 يونيو؟، وهل يأتي دفاع السلفيين على الازهر بحجة أن "الأزهر" يتلقى هجوم الفترة الحالية، تتصدى للهجوم أم أنه سيزيد الأزهر حمل أكثر؟.

 

الخلاف الفكرى بين الأزهر الشريف وبين التيار السلفى، وعلى رأسه الدعوة السلفية الكائنة فى الإسكندرية، في مسائل منها التوسل والزيارة ـ أي زيارة مقابر الأولياء ـ والتشفع، فقد منع السلفيون ذلك واعتبروا الإتيان بهذه الأمور بدعة وشرك، وجعلوها من المسائل التى ترتبط بالتوحيد في العبادة، وأما الأزهر والأشاعرة فيرون جواز ذلك، واستدلوا له بالأحاديث والأخبار وسيرة الصحابة والعلماء.

 

ويرى نائب رئيس الدعوة السلفية ياسر برهامى، أن الأشاعرة عندهم نوع من أنواع البدع فى تأويل الصفات، ويقول أنهم أقرب الفرق المبتدعة لأهل السنة لكنهم ليسوا منهم، وبذلك يتضح الخلاف الفكرى بين التيار السلفى والأزهر الشريف.

 

هذا الخلاف قديما وليس حديثا، وقد رصده الشيخ محمد أبو زهرة أحد علماء الأزهر في كتابه "تاريخ المذاهب الإسلامية"، الصادر فى تسعينيات القرن الماضى بقوله: (المقصود بالسلفية أولئك الذين ظهروا في القرن الرابع الهجري، وكانوا من الحنابلة وزعموا أنَّ جملة آرائهم تنتهى إلى الإمام أحمد بن حنبل الذي أحيا عقيدة السلف وحارب دونها، ثم تجدد ظهورهم في القرن السابع الهجري، بما أحياه شيخ الإسلام ابن تيمية وشدد في الدعوة إليه، وأضاف إليه أموراً أخرى قد بعثت إلى التفكير فيها أحوال عصره، ثم ظهرت تلك الآراء في الجزيرة العربية في القرن الثاني عشر الهجري أحياها محمد بن عبد الوهاب في الجزيرة العربية وما زال الوهابيون ينادون بها)

 

ثم يقول الشيخ أبو زهرة: "وقد كانت المعارك العنيفة تقوم بينهم وبين الأشاعرة، لأنهم كانوا يظهرون حيث يكون للأشاعرة قوة لا تنازع، فتكون بين الفريقين الملاحاة الشديدة، وكل فريق يحسب أنه يدعو إلى مذهب السلف".

 

فالخلاف القديم يتجدد حديثا، ويطفو على السطح من حين لآخر، فبعد ثورة 25 يناير حدث هجوم من التيار السلفى على الأزهر الشريف طال الإمام الأكبر، لكن بعد ثورة 30 يونيو التى أسقطت الإخوان، تودد التيار السلفى إلى الأزهر وشيخه، وتغيرت نبرة الهجوم إلى مدح.

 

وظل تقرب التيار السلفى إلى الأزهر يتصاعد، ولكنه تزايد عقب موقعة "جروزنى" والتي خرج فيها الدكتور أحمد الطيب، في مؤتمر الشيشان، نهاية عام 2016 ليعدد أهل السنة والجماعة، ولم يذكر التيار السلفي من جملتهم، وهو ما أدى إلى غضب شباب الدعوة السلفية من هذا الأمر، إلا أن شيوخ الدعوة السلفية عادوا ليصولوا ويجولوا مؤخرا للدفاع عن الأزهر الشريف.

وخصصت الدعوة السلفية، عبر مواقعها الرسمية وإعلامها، تقارير  كثيرة تدافع عن الأزهر  الشريف وشيخه، وكان آخرها ما ذكره الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية فى حواره مع جريدة الفتح الناطقة باسم سلفيو اسكندرية قوله : دور الأزهر فى المرحلة الحالية خطير جدًّا وهائل، وكان كذلك عبْر القرون الماضية، ورسوخ هذه المؤسسة لا بد أن نحرص عليه، وأن تؤدي دورها الحقيقي، وأن تكون مُتسعة للاتجاهات المختلفة داخل الفقه الإسلامي، وطريقة الشيخ الإمام "أحمد الطيب" في استيعاب الأمور والاختلافات ممتازة، نحرص على أن تبقى، ونحذر مِن مخالفتها لمحاولة التعصب ونشره؛ فهناك أشخاص أو أفراد أو توجه يريد أن يفرض مدرسة واحدة، ويُهاجم ويصادر الآراء الأخرى، وباسم الوسطية يصادر تياراتٍ وسطية أخرى يختلف معها! كما حدث في "مؤتمر جروزني" لذلك نقول: لا بد مِن رعاية ما قال شيخ الأزهر مِن استيعاب مصطلح أهل السُّنة عند مؤسسة الأزهر الاتجاهات المعتدلة مِن "السلفية".

 

ومع الخطاب الناعم من التيار  السلفى الجديد إلى الأزهر، يطرح السؤال نفسه، هل تحول الخلاف العقائدى، إلى تناغم وتوافق، وهل سوف يستمر هذا الأمر كثيرا، أما انها مرحلة سريعا ما ستنتهى؟

 

على بكر الباحث في شأن التيارات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات، يقول :" تأييد التيار السلفى للأزهر حاليا لا يعنى أنهم اتفقوا مع بعضهم فى العقيدة، كما أن الخلاف العقائدى بينهما لا يمنع التقائهما فى بعض الأمور، ومدح التيار السلفى للأزهرى فى الوقت الحالى، يرجع فى تقديرى إلى أن الأزهر الشريف هو القادر على مواجهة الفكر المتطرف والداعشى، وهو المؤسسة الأعلى بسبب تاريخه ومكانته العلمية".

 

ويضيف "بكر" :"خطر تكفير داعش يهدد الجميع، والتيار السلفى يقتنع يومًا بعد يوم أن الأزهر الشريف هو رأس الحرب على الإرهاب لذلك يجب مساندته، ليس هذا فحسب، فالتيار السلفى ضعيف وليس له ثقل نظرا لأن بداخله مدارس متعددة، أما الأزهر الشريف فهو قالب واحد".

 

وعن الخلاف فى الفكر بين الأزهر وبين السلفية، يوضح "بكر"  أن السلفية يلتقون مع الفكر الوهابى المنسوبة إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الذى لم يأت بجديد وكل ما فعله أعاد تجديد الفكر السلفى التقليدى الذى يركز على محاربة البدع والشرك والتصوف، ولكنه لم يأت برؤية حول الحكم أو رؤية فى التعامل مع الآخرين".

 

 

ومن جانبه قال هشام النجار الباحث فى شئون حركات التيار الإسلامى: تقارب التيار السلفى الأزهر تقارب من أجل المصلحة، فالأزهر في مواقفه لا يحاول كسب ود فصائل أو تيارات على الساحة لكنه يقوم بمسئولياته المعبرة عن دوره المنوط به ، ورغم الجدل المثار والتجاذبات المتعارضة سلبا وإيجابا من أسلوب معالجته وتعاطيه مع تلك الملفات".

وأضاف: لا خلاف حول ضخامة التحديات التى تواجه الأزهر، وثقل المسئولية بسبب ثقل الإرث  وتراكمه على مدى قرون وليس فقط عقود وهذا يتطلب السير فى هذا الطريق الشائك بحذر وتدرج وهذا سيتطلب وقت يحتاجه الازهر للقيام بمهامه سواء في ملف القضايا المجتمعية الحياتية أو ملف التجديد والقضايا الفكرية العالقة".

وتابع: أما موقف بعض الفصائل فهذا يخصها هى لأهدافها ومصالحها الخاصة لأنها تشعر بفقدان مشروعيتها على الساحة بسبب الأزمة غير المسبوقة التى تعانيها وهى ترى بتوددها للأزهر كأنها تحاول الاستناد لشرعية كيان اسلامي قائم تستعيد من خلاله بعض جماهيريتها وحضورها سواء على المستوى الفكرى او السياسي او الجماهيري والشعبى، لكن ليس معنى هذا التقاطع أن الأزهر يميل لتلك التيارات لكنه لا يعدو استغلال منها لهذا الظرف ومحاولة توظيفه لمصالحها الخاصة، مع العلم بأن هناك خلافات فكرية كبيرة بين الازهر وتلك الفصائل ومن طالما زايدت عليه وعلى علمائه عندما كانت في موضع قوة".










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة