قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية، إن الهدوء الذى ساد لأكثر من 10 سنوات على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية، قد بدأ يهتز بسلسلة من التحذيرات النارية من كلا الجانبين التى تثير قلق الكثيرين فى لبنان من أن حربًا جديدًا بين الدولة العبرية وحزب الله تقترب.
فقد هدد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بضرب المفاعل النووى الإسرائيلى لو قامت تل أبيب بأى هجوم، بينما حذر المسئولون الإسرائيليون من أن لبنان كلها ستتعرض للضرب لو هاجم حزب الله الجبهة الإسرائيلية.
ورأت الصحيفة أن احتمال اندلاع حرب مدمرة مشتركة على لبنان وإسرائيل لا يزال يمثل رادعًا، لكنه يظل ضعيف بشكل خطير أمام الحسابات الخاطئة التى يمكن أن تتحول إلى صراع قبل أن يقوم الطرف الآخر بالرد.
ونقلت الصحيفة عن راندا سليم، الخبيرة فى معهد الشرق الأوسط الأمريكية، قولها إنها لا تعتقد أن الحرب وشيكة، إلا أن الأخطاء القائمة على الحسابات الخاطئة والرسائل الخاطئة يمكن أن تحدث.
وأضافت أنه بالرغم من خطاب نصر الله، فإن حزب الله ليس فى وضع يسمح له بشن الحرب الآن، كما أن إسرائيل لا تستطيع أن تطلب من نصر الله أن يقدم دليلا على مزاعمه بشأن استهداف المفاعل النووى، وكان نظام الردع المشترك قائما على حدود لبنان وإسرائيل منذ فترة وكان مفيدا للطرفين، ولا تعتقد راندا سليم أن أى طرف مستعد لقلب الوضع الراهن.
وقالت ساينس مونيتور، إن التهديدات المتبادلة الأخيرة قد أثارتها عزم إدارة دونالد ترامب على دحر النفوذ المتنامى لإيران، راعية حزب الله، فى الشرق الأوسط. لكن نظرا للنفوذ الممتد لطهران فى سوريا والعراق وبدرجة أقل فى اليمن، فإن الجهود الأمريكية الجديد ضدها قد يكون لها آثار على الهدف الأهم المعلن وهو هزيمة داعش، ويمكن أن يثير رد فعل عنيف ضد المصالح الأمريكية من قبل الجماعات المدعومة من إيران فى المنطقة.
