بالفيديو والصور.. الوجه الآخر للهجرة غير الشرعية وبيزنس ما بعد السفر.. شباب أبو قير بالإسكندرية يعانون فى سجون أوروبا.. عصابة لجمع أموال الضحايا تبدأ من 800 يورو مقابل العودة لأوطانهم آمنين

الأربعاء، 22 مارس 2017 06:23 م
بالفيديو والصور.. الوجه الآخر للهجرة غير الشرعية وبيزنس ما بعد السفر.. شباب أبو قير بالإسكندرية يعانون فى سجون أوروبا.. عصابة لجمع أموال الضحايا تبدأ من 800 يورو مقابل العودة لأوطانهم آمنين سيدة تبحث عن نجلها فى سجون ايطاليا
الإسكندرية – أسماء على بدر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- أحد العائدين: أحلام السفر وهم كبير

- مأساة يعيشها الأهالى بعد هجرة أبنائهم على مراكب الموت

- أحد العائدين: عصابة لجمع أموال المصريين والضغط على ذويهم من أجل العودة

- مكالمة واحدة قبل المحاكمة لإنقاذهم من السجن

- صور الفيس بوك تغرى الشباب للسفر

على بعد 52 كم شرق الإسكندرية تقع منطقة أبو قير التى شهدت أحدثاً تاريخية هامة منها موقعة أبوقير البحرية التى كانت فى عام 1798م، وشهدت تدمير الجيش الفرنسى، كما كان ميناؤها أهم ميناء تجارى ورئيسى تعبر من خلاله البضائع إلى دول أوروبا وظل سنوات طويلة رمز للتجارة العالمية، كما اعتبره محمد على باشا من أرقى المناطق وبنى فيها قلعة تماثل قلعة قايتباى لتحمى الحدود البحرية من الأعداء، فهى منطقة تاريخية شهدت نضال وتاريخ.

وفى خلال القرن الحادى والعشرين تغيرت ملامح منطقة أبى قير بالإسكندرية لتصبح منطقة سكنية مثل باقى أحياء عروس البحر وبالقرب من الشاطئ، تجد شوارع ضيقة وأزقة يسكنها الصيادون وهى المهنة الأساسية التى يمتهنها معظم رجال منطقة أبو قير لا يعرفون سوى الشبكة والصنارة وأدوات الصيد يتعلمونها منذ الصغر ويكبرون على رائحة اليود وحبهم للصبر وإيمانهم بالرزق.

منذ دخولك إلى أحياء أبى قير تجد من حولك يعلمون أنك شخص غريب عنهم لمعرفتهم الجيدة بأبناء الحى جميعهم، وتجد من يقدم لك المساعدة فى شراء الأسماك الطازجة وأجودها على الإطلاق "خدمة ببلاش مقابل الرزق".. حياة بسيطة وثقافة ومستوى تعليم منخفض كانت أرضا خصبة لاستغلال شبابهم فى مراكب الموت والهجرة غير الشرعية وإغوائهم بالثراء السريع والفاحش بمجرد وصولهم إلى أوروبا.

عايش "اليوم السابع" داخل أحياء أبو قير يوما كاملا لمعرفة أسباب ارتفاع نسبة الهجرة غير الشرعية بين أبنائهم والتى كان آخرها موت الشاب هانى حنفى والمعروف إعلاميا بـ"ريجينى المصرى" الذى توفى فى سجون إيطاليا خلال الشهر الماضى، وكانت المفاجأة هو أن هناك مئات الشباب فى سجون إيطاليا بدون أن يعلم ذووهم شيئاً عنهم.

 

هجرة من أجل حلم الرزق

وفى شارع السوق بأبى قير استقبلتنا سيدة فى الستين من عمرها تجلس على باب منزلها وتنظر إلى المارة وكأنها تبحث عن نجلها فى وجوه من يمر أمامها، ابتسمت الحاجة خديجة عامر، بمجرد علمها بأننا نبحث عن أهالى فقدوا أبناءهم فى الهجرة غير الشرعية بتلقائية شديدة قالت "ابنى وليد بدور عليه ومش لاقياه سافر من سنة ومعرفش عنه حاجة خايفة ليكون مات قلبى واجعنى عليه ونفسى أشوفوا قبل ما أموت".

وقالت "من سنة اختفى نجلى لمدة يومين وفى اليوم الثالث استيقظنا من النوم على هاتف فى الساعة السابعة صباحاً من رقم غريب أول ما رديت لاقيت وليد ابنى بيقولى أنا سافرت يا أمى أشوف أكل عيش ليا فى إيطاليا ووصلت بس الشرطة حبستنى اتصرفوا وكلموا أى حد يطلعنى أنا معرفش إن ده هيكون مصيرى فى ايطاليا".

وأضافت "استمرت المكالمة لمدة دقيقة واحدة كان مضمونها استغاثة من نجلها والتى سمحت لهم السلطات الإيطالية التواصل مع ذويهم بمكالمة هاتفية مدتها دقيقة واحدة ولم تتكرر مرة أخرى، ولم نخبر والده الذى كان يعانى من جلطة فى المخ خوفا من حزنه عليه ومات قبل أن يره نجله الكبير".

وعن محاولة منعه من السفر قالت الأم إنه سافر بدون علمها ولم يخبر أحدا وترك ثلاثة أبناء له فى سن صغيرة وقرر السفر بدون إخبار أحد بعد أن ضاقت به سبل الرزق، وقرر أن يترك مهنة الصيد ويبيع كل ما يملك ليشترى توكتوك يعمل عليه، ولم يجد فيه مصدر رزق يكفى به احتياجات المعيشة ومصاريف أبنائه فقرر السفر.

 

المكالمة الأخيرة

ولم تكن الحاجة خديجة هى الأم الوحيدة بين أهالى أبو قير استمر بحثنا عن متضررين آخرين، وعلى بعد أمتار قليلة وجدنا شقيقين مفقودين منذ عام ونصف، بعد التواصل مع أحد عصابات الهجرة غير الشرعية مقابل 25 ألف جنيه فى رحلة ذهاب بلا عودة.

وتقول روحية أمين والده الشابين السيد وعبدالله أحمد حسن، إنهم لا يعلمون عنهم شيئا منذ سفرهم غير مكالمة واحدة يستغيث فيها نجلها السيد بشقيقه للمطالبة بارسال 800 يورو لكى يدفعهم للمحامى ليترافع عنه ويخرجه من محسبه بدلا من الحكم عليه بمدة عقوبة طويلة.

وقالت "قلناله هنبعتلك فلوس مع شيخ معرفة جيرانهم فى إيطاليا بس احنا معناش فلوس نبعتهاله، العيشة على أد الحال والفلوس اللى حيلتنا دفعنهالهم فى السفر ومفيش فلوس تانى حاولنا التواصل مع شيوخ الصيادين الذين لديهم معارف فى إيطاليا ولم نصل لشىء إلا أنهم فى السجن الذى يبعد مسافة كبيرة بين روما ولديه إجراءات حراسة مشددة لا يمكننا التواصل معهم بأى وسيلة ولم يبق لنا سوى الانتظار".

ثم صمتت الأم لثوان كتمت فيها بكاءها وطالبت ابنتها بتشغيل المكالمة الصوتية التى تم تسجيلها لهم لتسمع صوت نجلها وهو ما تبقى لها منه مع صورة وهو يقف على شاطئ البحر يتمنى السفر رغم تحذيرها له من الغرق وعدم اكتمال رحلته وتقول "قلبى كان حاسس".

واستطردت الأم حديثها "إنتى فاكرة إن ولادى هم بس فى اللى فى سجون إيطاليا دول شباب أبو قير كلهم هناك السجون مليانة مصريين كل بيت فى حى أبو قير هتلاقى شاب أو اتنين مسجونين فى إيطاليا مش عارفين يطلعوا أو يرجعوا مصر واللى خلص عقوبته اللى ما بين 3 سنين إلى 10 سنين يعيش مع المتسولين فى الشوارع فى حالة لا يتمناها قبل أن يسافر".

 

أبناء بلا آباء

واصطحبتنا الأم إلى الشارع ليتجمع أكثر من 20 أسرة لديهم شباب بسجون إيطاليا فى محاولة لإيصال أصواتهم إلى المسئولين ليخرج أسرة وائل القماش ونجليه الصغار منهم طفل يبلغ من العمر شهران لم يره والده.

"نفسى أشوف بابا" كلمات قالها نجل وائل الأكبر الذى يبغ من العمر 5 سنوات تركه والده ليبحث عن فرصة عمل ولم يعلم مصيره حتى الآن سواء فى السجن أم غرق فى المركب أثناء توجهه إلى إيطاليا أم استولت عليه إحدى العصابات لتسرق أعضاءه كما يعتقد أسرته.

 

بيزنس ما بعد الهجرة

وتقول والده الشاب فؤاد بركات: إن نجلها كان فى سجون إيطاليا قضى 3 شهور وتواصل معهم حتى أرسلوا له مبلغ 800 يورو حتى يتمكن من دفع الغرامات وأتعاب المحامى وتذكرة الطيران.

وأضافت "فوجئنا بسفر نجلنا الأكبر وتحدث معنا من إيطاليا يطالب بتحويل مبلغ 800 يورو وإنقاذه من الحبس، تواصلت الأسرة مع أحد الصيادين المقيمين فى إيطاليا وتم تحويل له المبلغ المطلوب بعد معاناة".

وأكدت أن هناك مجموعة من المصريين الذى يعيشون فى إيطاليا يقيمون بيزنس من خلال كفالة المصريين الذين يخرجون من السجون ويتلقوهم فور خروجهم ويقدمون لهم الطعام والشراب مقابل الضغط على ذويهم فى مصر بإرسال لهم مبلغ من المال ويساومونهم على عودة الشباب.

 وأوضحت أن إيطاليا مليئة بالشباب ولا يوجد فيها عمل وهناك مجموعة خاصة من المصريين تستأجر شقة كبيرة تقوم باستضافة المصريين مقابل مبلغ 800 يورو وتم رفعه مؤخرا إلى مبلغ 1000 يورو للشاب الواحد، مؤكدة أن معظم الأهالى لا يمتلكون هذه الأموال الطائلة فيفضلون ترك أبنائهم فى يد تلك العصابات التى تستغلهم فى الأعمال المنافية للآداب من أجل جلب لهم الأموال، وهو ما أكده لها نجلها فور عودته من إيطاليا.

 

الفيس بوك سبب الكارثة

بينما يقول أحمد حسن، أحد العائدين من ايطاليا، إن الحياة صعبة ليست كما يتخيلها العديد من الشباب، ففور وصول المركب يتم القبض عليها وتحويلهم الشباب فوق 18 عاما إلى السجن بينما يتولى الشباب الأصفر سناً الصليب الأحمر.

وأضاف أن الصليب الأحمر يوفر فرص عمل وتعليم حرفة للشباب الصغير الذى يأتى عن طريق البحر وتتحول حياته من بؤس إلى نعيم ويقوم الشاب بوضع صوره على الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعى ويراه أهالى دائرته ينبهرون به وهو ما سبب الكارثة ليدفعهم ذلك بهذه الإغراءات إلى ترك ذويهم فى مصر والتوجه إلى المراكب وتسليم نفسهم لمراكب الموت.

 

غلق الميناء والبطالة

وقال أحمد يوسف، أحد الشباب العائدين من ايطاليا بعد رحلة فاشلة مدتها 5 شهور، إنه كان يعمل صيادا على أحد المراكب وبعد ارتفاع سعر السولار أصبح خروجهم للبحر شبه مستحيل لعدم وجود سمك داخل الحدود البحرية المصرية وتعرض طاقم المركب للخطر بسبب عدم وجود شحنة أسماك على المركب مما يعرضهم للخطر أثناء التفتيش على الحدود فإذا لم يجدوا أسماك يقوموا بحبس الطاقم بأكمله، إضافة إلى استهلاك طاقم المركب كميات كبيرة من البنزين والتى بلا فائدة وبلا عائد.

وأضاف أنه قرر السفر بعد عدة مضايقات وغلق ميناء أبوقير ونقله من مكانه الأصلى إلى مكان آخر مما يعرض الصيادين للخطر، ولكن ما شاهده من عذاب فى الطريق حتى وصل وتم القبض عليه قرر أن يبحث عن فرصة عمل فى بلده أفضل من التعرض للخطر والإهانات خارج البلاد.

 

قهوة الصيادين

وعلى بعد خطوات من السوق داخل ممر صغير وجدنا تجمع عدد كبير من الصيادين على القهوة المخصصة لهم يجتمعون فى نهاية اليوم الشاق يفكرون فى أبنائهم المفقودين وحياتهم الصعبة التى يتخللها عذاب البحث عن الرزق فى البحر. ليطالب الصيادون بضرورة توفير فرص عمل والسماح للصيادين بالصيد خارج الحدود بتصاريح حتى يجدوا فرص عمل ومصدر رزق بدلا من اللجوء الى تهريب الشباب عبر المراكب مقابل 30 ألف جنيه للشاب الواحد وسيقلل من الخسائر التى تقع عليهم .

وفى نهاية الجولة يعود حى أبوقير إلى الهدوء والسكون بعد ضوضاء السوق والصيادين فى الشوارع ليعود كلاً منهم إلى منزله المتواضع، ويتمنون عودة ابنائهم فى اليوم القادم مستبشرين بغد أفضل رغم كل الصعوبات.

 

 

محررة اليوم السابع مع أحد الأهالى الذين فقدوا أبناءهم فى ايطاليا
محررة اليوم السابع مع أحد الأهالى الذين فقدوا أبناءهم فى ايطاليا

 

ميناء أبوقير
ميناء أبوقير

 

ميناء أبو قير بالإسكندرية
ميناء أبو قير بالإسكندرية

 

توقف ميناء أبوقير للصيد
توقف ميناء أبوقير للصيد

 

جانب من ميناء أبو قير بالإسكندرية
جانب من ميناء أبو قير بالإسكندرية

 

ميناء أبو قير بالإسكندرية
ميناء أبو قير بالإسكندرية

 

مراكب الصيد فى أبوقير المتوقفة
مراكب الصيد فى أبوقير المتوقفة

 

أحد الشباب المفقود بالإسكندرية
أحد الشباب المفقود بالإسكندرية

 

 شاب مفقود فى سجون إيطاليا
شاب مفقود فى سجون إيطاليا

 

أحد أهالى أبوقير
أحد أهالى أبوقير

 

سيدة مسنة تبحث عن نجلها فى سجون إيطاليا
سيدة مسنة تبحث عن نجلها فى سجون إيطاليا

 

سيدة وحفيدها من أهالى أبوقير
سيدة وحفيدها من أهالى أبوقير

 

أحد الشباب العائد من إيطاليا يحكى مأساته ويبحث عن شقيقة المسجون
أحد الشباب العائد من إيطاليا يحكى مأساته ويبحث عن شقيقة المسجون

 

أحد المواطنين الذى يبحث عن شقيقة المفقود
أحد المواطنين الذى يبحث عن شقيقة المفقود

 

شاب يبحث عن شقيقة بعد عام من الغياب فى سجون ايطاليا
شاب يبحث عن شقيقة بعد عام من الغياب فى سجون ايطاليا

 

سيدة تبحث عن نجلها الذى سافر للعمل فى ايطاليا
سيدة تبحث عن نجلها الذى سافر للعمل فى ايطاليا

 

اهالى ابوقير يبحثون عن ابنائهم
اهالى ابوقير يبحثون عن ابنائهم

 

سيدة تحكى مأساتها فى البحث عن ابنها فى سجون إيطاليا
سيدة تحكى مأساتها فى البحث عن ابنها فى سجون إيطاليا

 

منازل أبوقير الفقيرة
منازل أبوقير الفقيرة

 

جانب من منازل ابوقير
جانب من منازل ابوقير

 

أحد الشباب العائد من إيطاليا
أحد الشباب العائد من إيطاليا

 

الشاب يحكى تجربته لليوم السابع
الشاب يحكى تجربته لليوم السابع

 

شوارع منطقة أبوقير
شوارع منطقة أبوقير

 

منطقة أبوقير بالإسكندرية
منطقة أبوقير بالإسكندرية

 

شوارع ابو قير
شوارع ابو قير

 

تهالك شوارع ابو قير
تهالك شوارع ابو قير

 

اهالى يبحون عن ابنائهم فى السجون
اهالى يبحون عن ابنائهم فى السجون

 

رجل مسن يبحث عن نجليه الاثنين بعد سفرهم لايطاليا
رجل مسن يبحث عن نجليه الاثنين بعد سفرهم لايطاليا

 

رجل مسن يبحث عن نجليه
رجل مسن يبحث عن نجليه

 

 سيدة تبحث عن نجليها
سيدة تبحث عن نجليها

 

مكالمة هاتفية مسجلة لنجلها يطالبهم فيها بتحويل اموال
مكالمة هاتفية مسجلة لنجلها يطالبهم فيها بتحويل اموال

 

مكالمة هاتفية مسجلة لنجلها فى ايطاليا
مكالمة هاتفية مسجلة لنجلها فى ايطاليا

 

فتاه تحمل صورة والدها المفقود
فتاه تحمل صورة والدها المفقود

 

محررة اليوم السابع فى معايشة مع الأهالى
محررة اليوم السابع فى معايشة مع الأهالى

 

شوارع ابو قير المتهالكة
شوارع ابو قير المتهالكة

 

حى ابو قير بالإسكندرية
حى ابو قير بالإسكندرية

 

السيدة تحكى مأساتها لليوم السابع
السيدة تحكى مأساتها لليوم السابع

 

سيدة تبحث عن نجلها فى سجون ايطاليا
سيدة تبحث عن نجلها فى سجون ايطاليا

 

السيدة تروى مأساتها لليوم السابع
السيدة تروى مأساتها لليوم السابع

 

سيدة مسنة تبكى رغبا فى رؤية نجلها
سيدة مسنة تبكى رغبا فى رؤية نجلها

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة