أبدى الوزير الأسبق سامى شرف مدير مكتب الرئيس جمال عبد الناصر تعجبه من ترديد البعض: أن الكاتب والمفكر عباس محمود العقاد رفض تسلم جائزة الدولة التقديرية من الرئيس جمال عبد الناصر عام 1959، وقال فى رسالة تلقاها "اليوم السابع" ردا على موضوع "هل رفض عباس العقاد تسلم جائزة الدولة التقديرية من جمال عبد الناصر والمنشور يوم 22 مارس: "أتعجب مما يقوله البعض فى ذلك فى حين أن أرشيف الصور والمجلات الصادرة وقتئذ فيها صورة الزعيم جمال عبد الناصر وهو يسلم العقاد الجائزة، وما أثار دهشتى فى الموضوع المنشور هو القول: "الشائع أن الكاتب الكبير رفض أن يتسلم الجائزة معترضا على سياسات ناصر، وهذا الأمر يكاد يكون هو المتصدر، والذى يتناقله البعض كأنه الحقيقة، لكن هناك حكايات أخرى تؤكد أن العقاد تسلم الجائزة ولم يرفضها"، فالأمر لم يكن فيها "حكايات أخرى"، لأن الحقيقة الوحيدة فيه هى أن "العقاد تسلم الجائزة"، وماعدا ذلك هو لغو وتشنيع وافتراء على التاريخ".
وأضاف سامى شرف: "العقاد وصف يوم 26 يوليو 1952 أى بعد قيام الثورة بثلاثة أيام، أن ما حدث يوم 23 يوليو هو ثورة، كما كتب قصيدة نشرها فى جريدة الأخبار بعد قيام الثورة جاء فيها: "يا مصر يابنت الخلود/ يا معقل المجد التليد/ اين الذين جزوك/ جازية الخيانة والكنود"، وأضاف فى نفس القصيدة مخاطبا الضباط الثوار: "يا صحبة التوفيق وفقتم إلى النهج السديد"، وهناك مواقف أخرى عديدة تؤكد التقدير المتبادل بين المفكر والزعيم، من أبرزها إهداء الزعيم الخالد له كتاب "فلسفة الثورة " وكتب الإهداء بخط يده "تقديرا واعتزازا"، وكان تقييم "العقاد" للمقال إيجابيا فى مقال نشرته مجلة "آخر ساعة بعنوان "فلسفة الثورة فى الميزان"، والتقى عبد الناصر بالعقاد فى قصر القبة عام 1958 بمناسبة عقد مؤتمر للأدباء العرب فى القاهرة، وبعد المؤتمر طلب الأدباء لقاء الرئيس، وسأل الرئيس قبل دخول الأدباء: "هل الأستاذ العقاد موجود؟ ولما عرف بوجوده ابتسم قائلا: هذه أول مرة أراه، وكنت معجبا به فى الفترة التى نشر فيها مقالاته بمجلة روز اليوسف أثناء خروجه على حزب الوفد، وكانت المرة الثانية التى رآه فيها عبد الناصر هى يوم تسلم الجائزة التقديرية تقديرا لإسهاماته فى الفكر العربى، وتسلمها العقاد بكل سعادة وبدأ كلمته بقوله، "فى هذه الهالة من حضرة الرئاسة السامية"، وقال أيضا: "تلك هى جمهورية الفكر خير قرين لجمهورية الحكم".
يختتم "شرف " رسالته بسؤال: "كيف بعد هذه الحقائق ترديد الأكاذيب التى تزعم بأن العقاد لم يستلم الجائزة؟".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة