كثرت الأقاويل فى وسائل الإعلام الغربية حول السيناريوهات الروسية التى تعتمد عليها حكومة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، فى التخلص من المعارضين للحكومة والنظام، والمطلوبين للعدالة الهاربين فى بعض الدول الأوروبية والمتواجدين داخل روسيا، حيث قتل اليوم النائب الروسى السابق فى البرلمان دينيس فورننكوف، بالإضافة إلى مقتل المعارض الروسى السابق نيمتسوف فى موسكو.
وأعلنت شرطة كييف، أمس الخميس، مقتل النائب الروسى السابق دينيس فوروننكوف اللاجئ فى أوكرانيا بالرصاص فى وسط العاصمة الأوكرانية.
وصرح قائد شرطة كييف أندرى جريشتشنكو "حصل إطلاق للنار أمام فندق بريمير بالاس وقتل شخص وأصيب اثنان نقلا إلى المستشفى"، مؤكدا أن القتيل هو فوروننكوف، المطلوب فى روسيا بتهمة "الاحتيال".
مقتل النائب الروسى السابق فى كييف
من جانبه، اتهم الرئيس الأوكرانى، بترو بوروشنكو، روسيا بالمسئولية عن قتل النائب الروسى السابق معتبرا أنه "عمل إرهابى" تقف وراءه موسكو.
وقال بوروشنكو إن "عملية القتل الغادرة" للنائب الروسى السابق دنيس فوروننكوف الذي تلقى بحسب قوله تهديدات من الأجهزة الأمنية الروسية، تشكل "عملا إرهابيا تقف وراءه روسيا التي غادرها مكرها لدواع سياسية"، على ما نقل عنه المتحدث الرئاسي سفياتوسلاف تسيجولكو فى تعليق على موقع "فيسبوك". ونفى الكرملين الاتهامات الأوكرانية بقتل نائب روسى سابق فى كييف واعتبرها "سخيفة".
وكان هذا النائب السابق أدلى بشهادة أمام النيابة الأوكرانية ضد الرئيس الأوكرانى السابق فيكتور يانوكوفيتش الذى أطاحت بحكمه انتفاضة لمؤيدى أوروبا فى ساحة الاستقلال فى فبراير 2014.
مقتل فورننكوف فى أوكرانيا
وأفاد قائد شرطة كييف إندرى جريشتشنكو فى حديث مع قناة 112 أوكراينا الأوكرانية أنه في الساعة 11.30 بالتوقيت المحلى حصل إطلاق للنار أمام فندق بريمير بالاس وقتل شخص (النائب الروسي السابق) وأصيب اثنان نقلا إلى المستشفى.
وأضاف: "تعرفنا إلى هوية القتيل، وهو سياسى روسى ونائب سابق في الدوما، مؤكدا أنه دينيس فورننكوف، وتابع أن المحققين الذين توجهوا سريعا إلى المكان يرجحون فرضية الاغتيال المدبر.
مقتل فورننكوف
وفي أكتوبر الماضى، فر النائب الشيوعى السابق إلى أوكرانيا برفقة زوجته ماريا ماكساكوفا النائبة في الحزب الحاكم في روسيا "روسيا الموحدة" ومغنية الأوبرا، وخلال شهر ديسمبر حصل على الجنسية الأوكرانية بعدما أدلى بشهادة ضد يانوكوفيتش الذي أطاحت به انتفاضة مؤيدة لأوروبا فى وسط أوكرانيا فى فبراير 2014 ولجأ إلى روسيا.
يذكر أن فوروننكوف مطلوب لدى لجنة تحقيق روسية تتهمه "بالاحتيال" في قضية تعود وقائعها إلى أولى سنوات عقد 2010، فيما يتهمه بالفساد صندوق مكافحة الفساد الذي يديره المعارض الروسي اليكسى نافالنى.
لم تكن هذه هى الواقعة الأولى لمقتل المعارضين الروس فقد قتل السياسى الروسى المعارض والنائب السابق لرئيس الوزراء فى عهد يلستن بوريس نيمتسوف فى عام 2015 بإطلاق الرصاص عليه فى شارع بموسكو.
وأطلق عليه مسلحا مجهولا النار أربع مرات، وأدان المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ديمتري بيسكوف، حادث الاغتيال، قائلا إنها تبدو جريمة نفذها قاتل مأجور.
المعارض الروسى نيمتسوف
وكان نيمتسوف عبر فى إحدى مقابلاته عن مخاوفه من أن يغتاله بوتين بسبب معارضته للحرب فى أوكرانيا، وأطلق النار عليه بعدها بينما كان يسير رفقة امرأة بالقرب من الكرملين، وترجل عدد من الأشخاص من سيارة ثم أطلقوا النار عليه.
وكان نيمتسوف، البالغ 55 من العمر، عمل نائبا أولا لرئيس الوزراء في وزارة بوريس يلتسين في التسعينيات، واشتهر باصلاحاته الاقتصادية عندما كان عمدة لأحدى أكبر المدن الروسية، نيجني نوفجورود، وبعد سقوط وزارتهم ووصول فلاديمير بوتين الى السلطة خلفا ليلتسين، تحول نيمتسوف إلى معارض سياسي.
